تقاريرصحافة

ما وراء الاستهداف الأمريكي للقطاع الزراعي باليمن؟

اليمن الزراعية – عماد محمد الفقيه

يظل الإنجاز الكبير الذي حققته الأجهزة الأمنية مؤخراً بتفكيك شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية هو الأهم خلال هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ اليمن.
ويصف المدير العام التنفيذي لشركة تلال اليمن للاستثمار الزراعي الدكتور جميل عبد الله القائفي هذا الإنجاز بالنوعي، وبالإنجاز الكبير للأجهزة الأمنية وجميع الشرفاء في اليمن.
ويقول في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية”: ” لقد ساهمت الأجهزة الأمنية في كشف مخططات العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن، وحماية الأمن القومي اليمني، كما أن نجاح الجهاز الأمني اليمني، وجميع الشرفاء في ضبط شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية هو إنجاز عظيم يستحق التقدير والإشادة، وهو دليل على أن اليمنيين قادرين على حماية بلادهم من أعدائهم، وأنهم سيواصلون النضال حتى تحقيق النصر النهائي”.
وحظي هذا الإنجاز العظيم بالكثير من العوامل التي قادت إلى تحقيقه ونجاحه، كما يقول الدكتور القائفي،من أبرزها (وجود قيادة رشيدة، واستخبارات فعالة، وتخطيط سليم، وتأهيل وتدريب مستمر، وتجهيزات متطورة، واستخدام أحدث التكنولوجيا والأدوات الأمنية، فضلاً عن حكمة وحنكة وحرص السيد القائد، الذي يدرك ويعي خطورة المرحلة أكثر من أي فرد في المجتمع.
ويبين القائفي أن موجهات السيد القائد، كان لها الأثر الفعال في دعم وتحفيز ومساندة الأجهزة الأمنية، وتحقيق نجاحها بشكل كبير ومتميز، إضافة إلى المشاركة المجتمعية، والدعم الشعبي، تجاه كل ما يهم الوطن والمواطن على حد سواء.
ويوضح الدكتور القائفي أن استهداف الجانب الزراعي اليمني من قبل عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية كونه من أهم القطاعات الاقتصادية في العديد من الدول، حيث يوفر الغذاء والوظائف لأغلبية السكان، ويعتبر القطاع الزراعي سهل الاستهداف نسبياً، حيث يمكن تخريبه من خلال وسائل بسيطة، مثل إتلاف المحاصيل، أو تسميم الحيوانات، أو تلويث المياه، منوهاً إلى أن هذه الأهداف ليست حصرية، وقد تتداخل وتتلاقى مع بعضها البعض، وتستخدم شبكات التجسس مجموعة متنوعة من الأساليب لتحقيق أهدافها، تشمل الاختراق الإلكتروني، و اختراق أنظمة الكمبيوتر، والشبكات لسرقة البيانات، والتجسس البشري، و تجنيد أشخاص داخل الجهات المستهدفة للحصول على معلومات سرية.

عوامل النجاح
من جانبه يشير عميد كلية الطب البيطري بجامعة صنعاء الدكتور عبد الرؤوف الشوكاني إلى أن هذا الإنجاز، هو كبير، وعظيم، لم تقم به أي دولة في العالم ضد أمريكا، ولم يحدث في تاريخ أمريكا هذه المهانة والذلة لها ولعملائها.
ويرى الدكتور الشوكاني أن من أهم عوامل النجاح التي قادت إلى تحقيق هذا الانجاز الكبير هو توفيق الله تعالى، وتهيئته لأسباب النصر، وحكمة القيادة السياسية، والتحرك في جميع الاتجاهات لمواجهة العدوان وأذنابه، إضافة إلى يقظة منتسبي الأمن والمخابرات، ومتابعة القضية، ويقظة الشعب اليمني ومساندته.
ويوضح الدكتور الشوكاني أن القطاع الزراعي هو عمود الاقتصاد الوطني لأي بلد، واستهدافه يعني تقويض أي قدرة للبناء والتحرك، وقد قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- اذا لم تملك غذاءك لن تملك قرارك وتدهور الجانب الزراعي، واستهدافه يعنى جعل البلد كله في دائرة الذل والمهانه والتسول.

انعكاس مخططات الأعداء على القطاع الزراعي
ومن خلال الاطلاع على الجزء القليل من اعترافات أفراد الشبكة التجسسية تبين أنهم نفذوا على المستوى الزراعي أدواراً تخريبية وتجسيية وتدميرية كثيرة من ضمنها، تركيزهم على إفشال الهيئات البحثية الزراعية، ومراكز إكثار البذور.
وفي هذا الجانب يتحدث الدكتور الشوكاني بقوله : “لا يمكن أن يتطور أي بلد بدون البحث العلمي سواء في البحوث الزراعية، أو غيرها، لذا تكون الجامعات، ومراكز الأبحاث هي رائدة التطور، ومنبع الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وعندما يكون البحث العلمي بعيداً عن ملامسة الواقع الزراعي للبلد، واخراج الكادر من حيز خدمة البلد إلى خدمة أنفسهم، وكل المشاريع لم تفضي إلى أي نتيجة، حيث تكون النتائج ركيكة وغير قابلة للتطبيق في الواقع العملي؛ لأن المخرج للسيناريو لا يريد أن تطبق نتائج الأبحاث، فعمد إلى تزوير الأبحاث، وأبعادها عن الواقع الحقيقي.
وفي هذه الجزئية يرى الدكتور القائفي أن هذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي قامت بتنفيذه عناصر الشبكة التجسسية في بلدنا اليمن، قد ألحق اضراراً كبيرة بالكثير من الجوانب، منها الجانب الزراعي بفروعه المختلفة، وكان لتنفيذه آثاراً كارثية على مختلف نواحي الحياة في بلادنا. ويضيف أن غاية وأهداف تلك الدول هي السيطرة على بلادنا والتحكم في قراراتها وإضعاف اقتصادها، وابقائها في حاجة إلى غيرها من الدول، إضافة إلى السيطرة على ثرواتها، وايجاد أسواق لمنتجاتها..الخ.

نتائج وخيمة
من أهم الآثار الناتجة عن تنفيذ هذا المخطط على القطاع الزراعي والانتاجي مايلي:
أولاً: على المدى القصير: وتتمثل في انخفاض الإنتاجية، تعطل سلاسل التوريد، فقدان الثقة، الاضطرابات الاجتماعية.
ثانياً: على المدى الطويل: وتتمثل في إعاقة التنمية الاقتصادية، فقدان فرص العمل، الاعتماد على الواردات، التخلف التكنولوجي.
وخلال فترات سابقة شهدت الجهات الرسمية الزراعية اقدام عدد من المزارعين والجمعيات الزراعية على تقديم شكاوى تتعلق بأن ثمة منظمات قامت بتوزيع بذور غير صالحة للزراعة، ما يعني ذلك كبرهان، أو دليل واضح يعكس الأثر الحقيقي السلبي لهذا المخطط الإجرامي الذي نفذته هذه الشبكة التجسسية على الواقع.
وهنا يؤكد الدكتور الشوكاني أن مثل هذه الشكاوى كانوا شاهدين عليها، وقدموا العديد من المقترحات من أهمها انشاء لجنة فنية لدراسة ومتابعة مشاريع المنظمات، وخصوصاً فيما يتعلق بالجانب الزراعي، حيث سعت اللجنة الزراعية إلى العمل المضاد لهذه الأعمال، وبالإمكانات المتاحة لها، واستطاعت أن تحد من هذا الاستهداف، وربط توزيع البذور بالجهات ذات العلاقة مثل اكثار البذور، منوها ًإلى أن الوزارة نهجت نفس النهج للجنة الزراعية، ولكن بخطوات بطيئة، ولكن هذه الاعترافات لابد أن تتصدر الوزارة المشهد وتتحرك بالعمل المضاد لهذه الاعترافات ومن يتقاعس يعتبر ضمن العملاء والجواسيس.
أما الدكتور القائفي، فيقول: “بحسب معلوماتي الشخصية والمتواضعة يمكن الجزم بأن لهذه العناصر علاقة بما حصل في بعض مناطق من بلادنا، والتي سمعنا في فترات مختلفة بأن أراضيها الزراعية قد تعرضت لبعض مشاكل واصابات بآفات زراعية مختلفة، وذلك نتيجة استخدام بذور ومبيدات وتقاوي حصلت عليها من بعض المنظمات الدولية المتواجدة في اليمن”.

اسباب الاختراق ودوافع الاقدام
لقد تمكنت هذه الشبكة من اختراق هذا القطاع الزراعي اليمني الاقتصادي الهام وتحقيق مخططاتها التدميرية والتخريبية والتجسسية.
ويرجع الدكتور الشوكاني السبب إلى تواطؤ رئيس الدولة آنذاك، واعترافه بوجودهم، وأنهم يبحثون عن جواسيس، مؤكداً أن الخائن صالح هو من سهل للجميع العمل مع هذه الشبكات، والعمل تحت غطاء مشاريع، وضمن هذه المشاريع لابد من الرفع بالتقارير، والتي تشمل كل البيانات الخاصة بالجانب الزراعي، وبالتالي يتمكن الأعداء بموجب هذه البيانات الانتقال إلى استهداف أكبر وأشد؛ لأن المعلومة هي أساس التخطيط الاستراتيجي لأي بلد، أو أي جهة تريد الاضرار بجهة أخرى.
أما الدوافع الحقيقية لهذه الشبكة وللدول العدائية التي تعمل لصالحها من تسليط نظرها وتنفيذ أعمالها حتى على مستوى النبات والحيوان، فيرجعها الدكتور القائفي إلى تعدد وتنوع العوامل والدوافع التي قد تدفع بعض العناصر المحلية إلى التعاون مع مخابرات دولة أجنبية، والعمل ضد بلدهم.
ويشير إلى أن العوامل والدوافع تكمن في تحقيق الكسب المادي، وضعف الإيمان لدى الشخص، وغياب الروح الوطنية، وعدم القناعة بالنظام الحاكم، إضافة إلى الحصول على تسهيلات من قبل الدولة الأجنبية، وارضاء الرؤساء الأجانب، وتحقيق طلباتهم، إضافة إلى تنفيذ خطط وبرامج وأهداف الدول العدائية المتعلقة بالتجسس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى