تقاريرصحافة

زراعة التين الشوكي.. البديل عن القات!

تكاليف إنتاج قليلة وقيمة اقتصادية عالية

يعتبر التين الشوكي من أهم المحاصيل البديلة والمنافسة لمحصول القات في اليمن.
وبحسب دراسة حديثة، فإن القات يمثل التحدي الأكبر الذي يقف أمام التنمية الزراعية، لاسيما وزراعته تحتل مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة؛ نظراً لاستهلاكه كميات كبيرة من المياه يمكن استغلالها في محاصيل أخرى نافعة.

اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي

مما سبق جاءت الأهمية لإيجاد المحاصيل البديلة والمنافسة لتوسع زراعة محصول القات، حيث يعد التين الشوكي من أهم المحاصيل المنافسة بجدية لمحصول القات من حيث العوائد الصافية، أو تكاليف الإنتاج، أو من حيث كفاءة وحدة المياه أو العمالة المستخدمة.

فرص الاستثمار في التين
ويحتل محصول التين الشوكي مكانة كبيرة من الناحية الزراعية؛ لأن هذه الزراعة يمكن أن تساهم في زيادة دخل المزارعين، وحل الكثير من المشكلات الغذائية والتصحر والبطالة.
وتشير دراسة حديثة في كلية الزراعة والتغذية بجامعة صنعاء أنه يمكن باستثمارات قليلة زراعة مساحات كبيرة يستغل فيها طاقة الشباب مما يساهم في حل مشكلة البطالة، كما أن زراعة التين تعتبر من أهم الزراعات التي تقوم عليها المراعي لتوفير العلف الحيواني، حيث أن ألواح التين الشوكي تعتبر ذات قيمة غذائية عالية، ويمكن أن تصلح لتغذية الماعز والجمال وتلعب دوراً في زيادة إدرارها للحليب ونسبة اللحم.
وتدل الأبحاث على أن التين الشوكي يمكن الاستفادة منه في مكافحة التصحر في الأراضي الفقيرة والمناطق الجافة وشبه الجافة والمساهمة في حل مشاكل الغذاء، وقلة مصادر الغذاء، حيث أنه يحتاج إلى كمية مياه قليلة، وتسميد قليل ويتحمل نسبة من كلوريد الصوديوم، ويعتبر التين الشوكي من مصادر الغذاء الرئيسية ذات القيمة الغذائية العالية.

تواجده في اليمن
ينتشر التين الشوكي في اليمن بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان في تسع محافظات وهي: (صعدة، عمران، المحويت، حجة، صنعاء، إب، تعز، الضالع، ذمار).
ومع تزايد الاهتمام بالتين الشوكي أصبح يزرع بشكل منتظم في العديد من المديريات التابعة لمحافظة صنعاء، مثل بني بهلول وغيمان وسنحان وبعض المناطق المجاورة.
ووصلت المساحة المزروعة بالتين الشوكي إلى نحو 1050 هكتاراً في 2014م، في حين قدر الإنتاج بنفس العام بحوالي 60 ألف طن.
وتقديرات الإنتاج السنوي من التين الشوكي خلال فصلي الصيف والشتاء تصل إلى 50,250 طن، وإجمالي مبيعاتها حوالي 88,750,000 ريال يستفيد ريعه 70 ألف شخص من أهالي المنطقة.
وتم التصدير إلى خمس دول عربية، وسبق تصدير كميات من التين الشوكي إلى بريطانيا وألمانيا، وحقق نجاحاً كبيراً هنالك، والتين الشوكي اليمني يمتاز بجودته، ولهذا تمكن من مطابقته للمواصفات الأوروبية بسهولة.

مساحات زراعية كبيرة
ويقول مزارع التين الشوكي عرفات العراسي إن التين يعطي من يعطيه، ولابد من الاهتمام في الحراثة والسقي المحدود.
ويضيف: “كنا نزرع فيما قبل ونعتمد على المولد بالديزل وكان يكلفنا كثيراً مبالغ باهظة، ولكن الآن أصبحنا نستخدم في السقي الطاقات الشمسية، مؤكداً أن بإمكان التين الشوكي أن يحل محل القات في حال وجد الاهتمام المستحق من قبل الجهات المعنية.
ويشير إلى أن التين الشوكي تكون المساحات الزراعية كبيرة لكي تكون كميات الإنتاج كبيرة يُبنى عليها في التوسع والوصول إلى مرحلة التسويق الداخلي والتصدير الخارجي.
ويقول المزارع العراسي إنه يبيع التنكة (3-4) كيلو من 2500 إلى 3 الآف، “نهتم حالياً بإنتاج البلس المختم في كراتين للتصدير؛ لأن التصدير وسيلة للتوسع الزراعي من قبل المزارعين وتطوير هذا المحصول النقدي الهام.
من جهته يتحدث المزارع عبدالله الجرادي عن المعاملات الزراعية السهلة التي تحتاجها شجرة التين الشوكي، بعد عملية الغرس، مؤكداً أنها تحتاج إلى الماء النظيف والحراثة ثم تبدأ بالإنتاج بعد سنتين.
وعن المساحة الزراعية التي يزرعها يقول: “أزرع البلس في مساحة 400 لبنة تكلفني عمليات ما قبل الحصاد قرابة 2 مليون.
وكما هو معروف أن التين الشوكي تكاد تكون فيه الخسارة معدومة، يقول المزارع الجرادي، “أُنتج 10 آلاف تنكة أبيعها من 7 ملايين إلى 10 ملايين ريال.
ويشيد البائع المتجول فؤاد الجرادي بمهنة بيع البلس في تحقيق الأرباح المناسبة والمجزية ويقول: اشتري من 10 إلى 15 تنكة، و أتحصل من مهنة بيع البلس في اليوم الواحد أكثر من 6 آلاف ريال واستغني عن بيع بقية الفواكه؛ لأن التجارة في البلس مربحة.
ويدعو، للاهتمام بالباعة المتجولين، وتوفير نقاط بيع مستدامة لهم، بالإضافة للاهتمام بالبلس وعدم قصوره على الموسم فقط.

اليمن يزرع 10 آلاف و50 هكتاراً من نبات التين الشوكي بكمية إنتاج 60 ألف طن

مزارعون: محصول التين الشوكي يدر علينا أرباحاً مجزية ونسعى للتوسع في زراعته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى