قصص نجاح

تجربة ناجحة.. زراعة ألف شتلة بن في جبل الشرق بذمار

اليمن الزراعية – خاص

كانت دهم في جبل الشرق بمحافظة ذمار تخلو من التنوع الزراعي إلا قليلاً من الذرة البيضاء والشامية إلى جانب زراعة البن في منطقة بني فضل آنس بالتحديد، حيث البن الفضلي الذي يعتبر من أفضل أنواع البن في اليمن.
لم يتوانى صلاح أسعد من فكرة وضرورة التوسع في الزراعة وتنوعها والتركيز على زراعة البن، والحث عليها كونها الضمان الحقيقي لرفد الاقتصاد وإنعاشه، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.
يقول المزارع صلاح أسعد: “رغم شح الإمكانات لدينا إلا أننا عزمنا -وبالتوكل على الله- نجحنا بزراعة ألف شتلة بن من النوع الدوائري الذي يعتبر أفضل أنواع البن من حيث جودته ومقاومته للجفاف، ويتناسب مع طبيعة ومناخ بلادنا، وأيضاً هذا النوع هو قابل للتصدير خارجياً.
البداية
ويضيف المزارع أسعد: “اتجهنا إلى المشتل بربع قيمة التكلفة لشراء الكمية المطلوبة، فكان لابد من توفير بقية المبلغ لشراء الشتلات (500 ريال سعر الشتلة الواحدة)، مواصلاً أنه “لم يسعفنا الوقت لإيجاد المبلغ المتبقي في ذلك اليوم، وتم الاتفاق مع المشتل بمدة محددة لتسليم ما تبقى عندنا من مبالغ، فكان التعاون معنا في هذا المجال جيداً حسب الاتفاق.
ويشير إلى أنهم بدأوا في نقل الدفعة الأولى من الشتلات في ذلك اليوم من منطقة بني فضل بأربع دفعات، في كل دفعة حوالي 250 شتلة مع الأخذ في الاعتبار طبيعة تضاريس بلادنا، ووعورة الطريق، فكان التركيز على أهمية وصول الشتلات كما يجب أن تكون.
ويواصل: “الحمد لله لم تكن هناك أي أضرار أو ضمور في الشتلات بعد سقيها وتغطيتها والعناية بها أثناء النقل”.

عمل متواصل
كان العمال وبعض الأشخاص في أماكنهم في المزرعة من قبل أيام، وهم يواصلون عملية الحفر المحدد ٧٠ سم عرض وطول وعمق لكل حفرة.
ويلفت إلى أنه كان لابد أن تتم الزراعة بأسلوب منتظم وطريقة حديثة والإشراف على العمل حسب الدليل الإرشادي لزراعة البن اليمني الذي أعده أكاديميون من جامعة صنعاء، حيث يحدد الدليلُ المسافةَ بين الشتلة والأخرى أثناء الغرس بمترين مع ضرورة ردم الحُفَر من جديد قبل الغرس، وعمل فتحة صغيرة، وإضافة كمية قليلة من فتات الأحجار (النيس أو الكري الدقيق) مكان وضع الشتلة التي بعمر سنة ونصف.
ويزيد : ” تتواصل عمليات الزراعة، فتم الغرس مع الأخذ بالاعتبار ما بعد عملية الزراعة، فمثلاً كان الفرق بين السريف(البند)، والآخر بمسافة كافية لحرث، وتقليب التربة والحشائش بحرَّاثة يدوية إن وجدت، أو بالحِرَاثة التقليدية كانت مسافة مناسبة لمنع تضرر الشتلات بعد غرسها.

التظليل
ويسرد المزارع صلاح أسعد: “استخدمنا في عملية التظليل أشجار “الضَـرِم” المتواجدة بكثرة في منطقتنا (آنس_جبل الشرق) في إحدى الوديان المجاورة، فنقلنا حوالي خمس دفعات بالسيارة إلى المزرعة، منوهاً إلى أن عملية التظليل استغرقت يومين، فكانت كل شتلة بن لها نصيبها الكافي من الظلال مع وجود فتحات لدخول الشمس والضوء إليها”.

زراعة بينية
يجب أن تحصل كل شتلة على نحو 35_50 لتراً من الماء أثناء الغرس، وعلينا مراعاة الزراعة البينية وأخذها في الاعتبار أثناء الغرس، حيث تمت زراعة محاصيل وشتلات أخرى في المناطق الفارقة بين الشتلات واستغلالها لزراعة الذرة الشامية، والبسباس والعدس والفاصوليا والبصل، وأيضاً زرعنا من الفواكه مثل فاكهة الأفكادو والليمون وشجرة التفاح بكمية قليلة نسبياً، يقول المزارع أسعد.
ويواصل حديثه :”في المراحل الأولى من الزراعة يتم سقي البن كل أسبوع تقريباً لمساعدتها على النمو بشكل جيد، والعناية بها في مراحلها الأولى، حيث كلفتنا هذه العملية -ولازالت- الكثير من المال كون منطقتنا تغلب عليها شحة المياه، وعدم وجود الإمكانات لبناء خزانات كبيرة لحصاد مياه الأمطار واستغلالها وترشيد استهلاك المياه مثل توفر قطارات للشتلات وتجربة الري بالتنقيط، وبالمقابل كان هذا المشروع بمثابة المحرك الجيد لليد العاملة أو العاطلين عن العمل من أبناء منطقتنا حيث عمل فيه الكثير بأجر جيد، فقد وضعنا هذا الأمر في الحسبان لإنعاش المنطقة بالزراعة وحث أبنائها على زراعة أرضهم واستغلالها وتنوع المحاصيل النقدية في بلادنا فكانت النتائج مثمرة بعون الله.
وينصح الجميع على تشجيع ودعم زراعة البن في مختلف مناطق اليمن والتوسع في زراعته وفق الطريقة الحديثة، والدليل الإرشادي لزراعته، وحث وسائل الإعلام على بذل المزيد في نقل الصورة المثلى والتوعية بأهمية هذا الإرث التاريخي العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى