تقاريرصحافة

زراعة النخيل في تهامة.. مورد اقتصادي كبير لليمن

تعد محافظة الحديدة إحدى المناطق الرئيسية لزراعة النخيل غربي اليمن.
ونظراً لما تمتلكه تهامة من موقع جغرافي مميز، ومناخ ملائم، فقد اشتهرت بوفرة زراعة هذه الثروة الزراعية المتميزة، التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي، وتوفر فرص عمل للسكان.

اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي

ويقول المزارع علي سليمان أهيف، وهو من مديرية التحيتا، إن تهامة تتميز بمناخها المناسب لزراعة النخيل، حيث درجات الحرارة المرتفعة، وقلة الأمطار التي تساعد على نمو وإنتاج ثمار التمور بشكل جيد.
ويضيف أن المزارعين يركزون على زراعة الأصناف ذات الجودة والإنتاجية العالية، مثل المناصف والعنيني والخضاري، حيث يحرصون على استخدام شتلات عالية الجودة، والتي يتم اختيارها بعناية لضمان إنتاجية عالية.
ومن حيث الممارسات الزراعية، يؤكد أن المزارعين يقومون بأعمال الخدمة المنتظمة، كالتسميد، والتقليم، والتلقيح اليدوي؛ بغية الحفاظ على صحة النخيل، ومكافحة الآفات والأمراض بأفضل الطرق المتاحة.
وفيما يتعلق بالحصاد والتسويق، يشير إلى أن المزارعين، يعتمدون على العمالة الموسمية الماهرة، لضمان جمع الثمار في الوقت المناسب، ولبذل جهودًا كبيرة لتصنيف وتعبئة التمور بطرق تحافظ على جودتها قبل تسويقها محلياً.
من جانبه يقول المزارع فهد كشموع، إن زراعة النخيل تمثل إرثًا ثقافيًا وحضاريًا عريقًا في تهامة، إضافة إلى كونها رافدًا اقتصاديًا مهمًا.
ويضيف: “لقد بذلنا جهودًا مضنية على مدار السنوات لتطوير ممارساتنا الزراعية وتحسين إنتاجية النخيل وجودة الثمار، ونفخر بأن منتجاتنا من التمور تنافس بقوة في الأسواق المحلية والخارجية”.
وبشأن الصعوبات والتحديات التي تواجه مزارعي النخيل يقول: “من أبزر التحديات، هي البنية التحتية، وتداعيات العدوان، وصعوبة المواصلات، والآفات والأمراض التي تصيب النخيل، والتي تسبب خسائر كبيرة في المحصول” منوهاً إلى أنهم يحتاجون إلى المزيد من البرامج الإرشادية والتدريبية للسيطرة على هذه الآفات.

موقع جغرافي مميز
وبحسب كتاب الإحصاء الزراعي، فقد بلغ إنتاج النخيل في تهامة في العام ٢٠٢١م حوالي ١٩,٤٣٣ طناً، والتي زرعت على مساحة ٥,٠٢٨ هكتاراً.
وبحسب خبراء محليين في زراعة النخيل، فإن منطقة تهامة تتميز بموقعها الجغرافي المميز على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى مناخها المعتدل، والرطب طوال العام، وهذه العوامل تجعل من هذه المنطقة بيئة خصبة ومناسبة جدًا لزراعة أشجار النخيل التي تزدهر في هذه الظروف المناخية.
وفي السياق يقول الدكتور محمد حمود عثمان، وهو مختص زراعة النخيل في تهامة إن أشجار النخيل تعتبر من أقدم أشجار الفاكهة في سهل تهامة، وتنتشر زراعتها بشكل رئيسي في أربع مديريات هي: (بيت الفقية، والتحيتا، و الدريهمي وحيس)، حيث تعتبر هذه المديريات هي مناطق الإنتاج الرئيسي للتمور في محافظة الحديدة، إضافة إلى ذلك يزرع النخيل بالقرب من وادي سردود في مديرية الضحي ولكن بشكل محدود.
ويضيف: “على الرغم من الأهمية التي تلعبها شجرة نخيل التمر كأحد مكونات التنوع الحيوي الزراعي في اليمن ودورها الإستراتيجي في حياة سكان المجتمعات الريفية كونها مصدر الغداء والدخل لصغار المزارعين والأسر الفقيرة، إلا أنها لا تزال تعاني الكثير من المشاكل والمعوقات في الإنتاج والتصنيع والتسويق، بالإضافة الى ما خلفه العدوان الهمجي على محافظة الحديدة، حيث أدى إلى تدمير كلي للمزارع المتاخمة للساحل الغربي، كما في مناطق (الجاح الأسفل، الفازا، المدمن، المجيليس والنخيلة)، وفقدت الكثير من الأصناف الجيدة والنادرة، جراء هذا العدوان مثل “العجوة المحلي، و المقصاب أصابع زينب، و اللبان، و الخفوش”، علاوة على ذلك أدى العدوان إلى تشريد ونزوح العديد من مزارعي النخيل.
ويبين عثمان أصناف النخيل الجيدة ذات الأهمية الاقتصادية والتجارية، والمتداولة في الأسواق المحلية وهي: (الثعل “المناصف”، العنيني، الخضاري، الطبيقي،العريجي، البطاحي، المخلصي، المديني، عجوه محلي، لبان، خفوش، مقصاب ،أصابع زينب).
ويواصل : ” كذلك توجد العديد من الأصناف متوسطة الجودة مثل: الحشافي، الجحوشي، البقعي، الفوفل،المشهار المقيرعان، حبة الوقية، الجهراء، البرم، الجبري، بالإضافة إلى الكثير من أشجار النخيل البذرية المعروفة بالمواليد أو الشبه”. ويعتبر الصنف ثعل “المناصف”هو الصنف السائد والأكثر انتشاراً من بين الأصناف المحلية، بالإضافة إلى ذلك ينتشر في سهل تهامة العديد من أشجار النخيل الذكور الفحول( أهمها: ماموني، مبنى، أحمر، خضاري، طبيقي).
و يشرح عثمان عملية إكثار النخيل في سهل تهامة والتي تتم عن طريق الفسيلة وهي الطريقة السائدة، ونادراً ما يستخدم المزارعون البذرة في إكثار النخيل، كذلك يتواجد في تهامة القليل من الأصناف الخارجية المدخلة، والمكاثرة بتقنية زراعة الأنسجة في بعض المزارع الخاصة في مديرية الضحي منطقة الجرابح، ومن هذه الأصناف المدخلة: (برحي، خالص، سلطانة، نبوت سيف، عنبرة، هاللي، خنيزي، لؤلؤ،أبو معن، زغلول، حياني)، بالإضافة إلى العديد من الأصناف المدخلة والمكاثرة بالأنسجة والتي تم
إدخالها عن طريق مؤسسة الخدمات الزراعية في بعض مناطق زراعة النخيل.

أهمية اقتصادية وغذائية
وعلى صعيد متصل يوضح المهندس والي مرشد الكوري رئيس قسم البساتين بفرع الهيئة العامة للبحوث بتهامة أن نخيل التمر L.arefilytced xineohP يعتبر من محاصيل الفاكهة التي تنمو في المناطق الاستوائية، وشبه الاستوائية، حيث ينمو في درجة حراره من 23_83درجة مئوية تقريباً، ويتحمل درجة حرارة حتى 50 درجة.
ولنخلة التمر أهمية اقتصادية وغذائية، حيث تكمن أهميته الغذائية في احتواء الثمار على الفيتامينات، والسكريات والماء، واقتصادياً تعتبر مصدراً مهماً لدخل صغار المزارعين الذين يعتمدون على ما يدره هذا المحصول من دخل لتحسين معيشتهم، كما يرفد خزينة الدولة المنتجة بالعملة الصعبة.
ويحتل نخيل التمر في تهامة المرتبة الثانية بعد المانجو من حيث الأهمية، والمساحة، حيث تشتهر بزراعة النخيل والذي يعتبر من المحاصيل التقليدية.
ويتركز النخيل في تجمعات في الشريط الساحلي للبحر الأحمر مثل مناطق وادي رمان والطائف وقضبة وغليفقة بمديرية الدريهمي، وكذا منطقة الجاح في بيت الفقيه ومناطق السويق والمدمن والمجيليس بمديرية التحيتا والسحاري بمديرية حيس ، والقطابا بالخوخة.
وتوجد العديد من الأصناف التي قد تصل إلى 60 صنفاً. ومن خلال مسح أجري في 2003م، تم تنفيذه في فرع بحوث تهامة لمناطق زراعة النخيل، وجد أنه يوجد حوالي 61 صنفاً من جملة الأصناف الموجودة، أصناف جيدة، تم زراعة 21 صنفاً في المزرعة البحثية التابعة لفرع بحوث تهامة لغرض دراستها وتقييمها.
ويمثل الصنف ثعل (مناصف) 80 %من الأصناف المزروعة، يليه الصنف عريجي 7 %، والصنف طبيقي 3% وتعتبر الجاح والمجيليس من أكثر المناطق كثافه بالنخيل. وتعتبر الأصناف (خضاري – مقصاب – خفوش – مناصف – عريجي – مديني -لبان -بطاحي -طبيقي- عجوه -حبة الوقيه -الجحوشي -مقيرعان – مخلص -عنيني ) من الأصناف الجيدة، ويتراوح متوسط الإنتاجية لهذه الأصناف من 45_50كجم / شجرة، بينما انتاجية الأصناف العراقية التي أدخلت إلى اليمن، وزرعت في هذه المناطق مثل الصنف برحي هلالي خنيزي خلاص وجد أن متوسط الانتاجية للأصناف المدخلة من 50 70 كجم /شجرة، مشيراً إلى أن البعض من الأصناف المحلية، تؤكل ثماره، وهي رطب، ولا تجفف مثل الصنف ( خضاري – طبيقي – عريجي خفوش ) وبعضها يمكن تجفيف ثمارها مثل الصنف ( مناصف -لبان -عجوه – جحوشي )، وهذه يمكن أن تجفف وتصلح للتصدير بعد عملية التغليف، معتبراً الأصناف عجوة والصنف لبان من الأصناف النادرة، وثمارها غالية الثمن، وتصلح للتجفيف والتصدير .

منتج زراعي واقتصادي هام
بدوره، يوضح مدير عام الهيئة العامة لتطوير تهامة المهندس فواز العذري أن زراعة النخيل هي واحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد الزراعي في المنطقة.
ويشير إلى أن التمور تعد من أهم المنتجات الزراعية التي تحظى بطلب متزايد محلياً وعالمياً، داعياً المزارعين للاستفادة من أحدث الأساليب والتقنيات المتاحة لتعظيم إنتاجيتهم وربحيتهم.
ويلفت إلى أن هناك بعض التحديات الرئيسية التي تواجه مزارعي النخيل في الوقت الحالي، مثل ندرة المياه، وانتشار بعض الآفات والأمراض، وصعوبات في التسويق والتصدير. ولكن هناك حلول عملية لمواجهة هذه التحديات إذا تم تطبيقها بشكل صحيح.
ويرى أن المزارعين يمكنهم الاستفادة من تقنيات الري الحديثة كالري بالتنقيط لتوفير المياه، وزيادة كفاءة استخدامها، كما يجب الاهتمام بإدارة المكافحة المتكاملة للآفات والأمراض باستخدام الطرق البيولوجية والكيميائية المناسبة.
وفيما يتعلق بالتسويق، هناك فرص واعدة لتطوير علاقات تجارية مع الأسواق الخارجية لتصدير التمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى