الشغف في تربية المواشي يقود الشاب أحمد مفتاح إلى مشروع ناجح
قصة كفاح ونجاح ملهمة للآخرين
اليمن الزراعية – أيوب أحمد
في قرية صغيرة تقع على الأطراف الشمالية لمدينة القطيع في المراوعة، نشأ أحمد مفتاح حمزة، وهو شاب في السابعة عشر من عمره.
منذ نعومة أظافره، كان لأحمد شغفاً كبيراً في تربية الحيوانات، وخاصة الدواجن والماعز، وكان والده يعمل في إحدى المزارع، وكان أحمد يتردد على تلك المزرعة، المليئة بعدد من الدواجن والحيوانات المختلفة.
تعلق أحمد بتلك الحيوانات والدواجن، وكان يقوم برعايتها، ومن هنا بدأ شغفه يكبر شيئاً فشيئاً، حتى بدأ والده بإنشاء مزرعة صغيرة خاصة به، فطلب منه أحمد بناء حظيرة صغيرة له ليقوم بتربية الدواجن فيها.
بدأ أحمد بتربية بضع دجاجات، وكان يقدم لها الطعام والشراب، حتى بدأت في التكاثر، وأصبح عددها ما يقارب 30 دجاجة.
كان أحمد يقوم بجمع البيض، وبيعه في الأسواق بشكل طازج، وكان يقوم بجمع قيمة البيض وادخاره، وسرعان ما انتقل إلى تربية الماعز بعدما رأى أن المال الذي جمعه من قيمة البيض كافياً لشراء اثنتين من الماعز.
بعد شراء الماعز، بدأ أحمد يعمل على رعاية دواجنه مع الماعز، حتى رأى جده أنه يحسن التربية والرعاية للحيوانات فأهداه بقرة حلوبة.
لكن طموح أحمد لم يتوقف عند هذا الحد، حتى بدأ يفكر في تنمية حضيرته من خلال بيع البيض والحليب والسمن الذي ينتجه من الدواجن والبقرة بأسعار زهيدة، فقرر أن يحول شغفه إلى مشروع ناجح يعود بالدخل على أسرته، حيث بدأ بادخار جزء من عائداته وتنمية قطيع الماعز والدواجن لديه.
ومع مرور الوقت، نما مشروع أحمد بشكل ملحوظ، وأصبح لديه عشرات الدجاجات والماعز، إلى جانب بقرته الحلوب، وحينها قام بتنظيم عملية جمع البيض، وإنتاج الحليب والسمن، ثم بيعها في السوق المحلي، وتوزيع الحليب على أصحاب البقالات في حارته، كما بدأ بتنمية وبيع صغار الماعز أيضاً، ليتمكن من تأمين حاجيات حيواناته من الأعلاف والنخاله وغيرها.
ومع النجاح النسبي لمشروعه وزيادة إيراداته، استطاع أحمد تأمين احتياجات أسرته أيضاً، والبدء في توفير مدخرات لتطوير المشروع أكثر، حيث قام ببناء حظيرة للماعز، وتقسيمها بشكل لافت، حيث يضع الصغار بجانب منعزل عن الكبار، ووضع الحوامل في مكان آخر منعزل عن الأبكار، إلى جانب بناء حظيرة للدواجن، وحظيرة أخرى للبقرة.
وبعد أن رأى أحمد أن ذلك الشغف قد تحول إلى مشروع يعود عليه وعلى أسرته بالنفع أصبح يفكر في شراء معدات جديدة لتعزيز إنتاجية مزرعته، كما بدأ التفكير في تنويع منتجاته بإضافة منتجات ألبان وجبن لزيادة إيرادات تلك المزرعة الصغيرة التي قام بتأسيسها.
وعلى الرغم من النجاح النسبي الذي حققه أحمد في سن مبكرة، إلا أنه يفخر بذلك النجاح، ويطمح إلى تحقيق أعلى نسبة في نجاح هذا المشروع حتى يصبح رائداً في تربية الثروة الحيوانية، وإنتاج المنتجات الحيوانية المختلفة ليصبح صاحب مشروع وطني يحتذى به.
تعتبر قصة أحمد مفتاح إلهامًا للكثير من الشباب في المناطق الريفية الذين لديهم شغف، وطموح لتحويل هواياتهم إلى مشاريع ناجحة تخدم أسرهم ومجتمعهم.