قصص نجاح

العم محمد ياسين والنحل.. عشرة عمر

اليمن الزراعية – خاص

في قرية العرين إحدى قرى حيفان بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، وقبل ثلاثين عاماً، وجد العم محمد ياسين سرباً من النحل فوق أحد أغصان الشجرة.
أخذها وبدأ يعتني بها، ومن يومها لم يكن يعرف شيئاً عن النحل، ولكن عشقه ومحبته للنحل، جعلته يبحث ويسأل ويستفسر من النحالين الحضارم الذين يأتون من محافظة حضرموت، وتحديداً من دوعن، المشهورة بإنتاج العسل الدوعني ذائع الصيت ذي الجودة العالية.
بدأ الشاب محمد ياسين، وعمره 25 عاماً، يتعلم ويكتسب الخبرة في تربية النحل، ويتعرف على طرق تربيتها والعناية بها، وكيفية حمايتها ووقايتها من الأمراض، بل ويتعلم طرق علاجها بأدوية طبيعية مستحضرة من الأعشاب والأشجار الطبيعية.
بعد عامين، أصبح لدى محمد ياسين قرابة 80 خلية، ومعها بدأ بالتنقل والترحال بحثاً عن المراعي، حيث تزايدت أعداد الخلايا مع العم محمد ياسين، حتى وصلت إلى أكثر من 1000 خلية، وأحياناً تتراجع إلى قرابة 800 خلية، وأصبحت تربية النحل، وإنتاج العسل مهنة رئيسة للنحال محمد، ومصدر دخل كبير.
وخلال الثلاثين عاماً التي قضاها العم محمد مع خلايا النحل، رحل وتنقل وجال في ربوع اليمن، من إب حتى حضرموت، وشبوة، وعمران وصعدة، وتعز وغيرها من المناطق، بحثاً عن المرعى، وتعرف من خلال هذه الرحلات على وديان، وشعاب وجبال وصحاري اليمن، وتعرف على التنوع البيئي والنباتي الذي تمتلكه اليمن السعيد.
صال وجال، برفقة معشوقته، وصديقته ورفيقة عمره النحله، لم يتركها أو يفرط فيها، في أوقات الشدة والقحط، بل كان يعطيها، ويغذيها، ويمنحها كل وقته، وينفق عليها من قوته ومصاريف بيته، لقد كانت الخلية السداسية هي بيته الثانية الذي لازمها ولم يتركها، كان وفياً معها طيلة سنوات عمره، تعرف على مراحل حياتها، وعمل كل فرد منها، وعرف أعداءها، والمخاطر التي تواجهها، وطرق مكافحة الأمراض التي تصيبها.
الشيخ محمد ياسين لم يحتكر مهنة تربية النحل، بل علم ودرب جيرانه وأصدقاءه، وأبناءه، والذين أصبحوا اليوم نحالين، كل ولد منهم يمتلك خلايا نحل، ولديه الخبرة والمهارة في تربية النحل وإنتاج العسل.
ثلاثون عاماً، عاشها الشيخ محمد ياسين مع خلية النحل، والتي لا تزال مستمرة، تعد عشرة عمر بينه وبين النحل، فكان الوفاء منه والذي قابلته خلية النحل بالعطاء والرزق الوفير.
العم محمد ياسين بطل قصة هذا العدد، يعتبر تربية النحل وإنتاج العسل، مهنة سهلة وفرصة عمل للشباب، ومشروعاً استثمارياً كبيراً، ويدعو الشباب للتوجه نحو تربية النحل وإنتاج العسل، مطالباً الجهات المختصة العمل على حل المشاكل التي تواجه قطاع تربية النحل وإنتاج العسل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى