تقاريرصحافة

العنب الجبري الصنف المتميز

جـواهـر متنـاثــرة تسـر الناظـريــن

يشتهر اليمن السعيد بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية منذ القدم بما في ذلك العنب الذي يتميز بجودته العالية على مستوى العالم وبتنوع أصنافه وأنواعه المختلفة مع قيمته الغذائية الكبيرة.
ويعتبر العنب اليمني محصولاً نقدياً مدراً للدخل، ويعد من أبرز أعمدة الاقتصاد في الريف اليمني ويسهم في تحسين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ويمتلك اليمن أنواعاً وأصناف عديدة من العنب منها:(الرازقي، العاصمي، الحاتمي، الأسود، الزيتوني، الأحمر، العرقي، الجوفي، البياض العادي، بياض فشان، الحسيني، أسود عذاري)، وغيرها الكثير من الأصناف والأنواع التي تزرع في المناطق ذات الطقس البارد والمعتدل من المحافظات اليمنية.

اليمن الزراعية – أيمن قائد

صنف عريق ومتميز
ولهذا فإننا سنسلط الضوء على أشهر الأصناف وأجودها من هذه الفاكهة، وهو العنب الجبري الذي تتم زراعته في مديرية ذيبين من محافظة عمران، ويتفرد عن بقية الأصناف بمميزات متعددة سواءً من حيث نضوجه مبكراً وجودة حلاوته، أو تحمله النقل عند تسويقه إلى الأسواق البعيدة، وذلك لمدة أسبوع وأكثر من ذلك.
كما أن ما يميز العنب الجبري عن بقية أصناف العنب أنه يعتبر من أعناب المائدة ذات الجودة العالية، وأن نسبة السكر فيه مرتفعة؛ وفقاً لما أفادت به المهندسة تيسير السنحاني_ المعيدة في كلية الزراعة وماجستير أعناب.
ووفقاً لخبراء وباحثين زراعيين فإن حلاوة العنب الجبري “الجلوكوز” تصل نسبة حلاوته إلى 90%، مقارنة بأنواع العنب الأخرى، ويتميز بوجود “الحصرم”، وهي مادة غذائية مفيدة للجسم، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة جيدة من السكريات سريعة الامتصاص وسهلة الهضم.
أما من الناحية الشكلية لمزارع العنب الجبري فإنها تشكل منظراً جمالياً فريداً، تلفت أنظار العابرين وتأسر أعينهم وذلك لخضرتها الجذابة وبعناقيدها المتدلية التي تشبه إلى حد كبير الجواهر المتناثرة التي تدهش المارين لجمالها ومذاقها السكري.
وبحسب المزارع حسين مروان_ أحد مزارعي العنب بمديرية ذيبين محافظة عمران- فإن هذه المديرية تشتهر بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة أهمها وأبرزها فاكهة العنب الجبري، حيث تنفرد بزراعته هذه المديرية عن بقية مديريات المحافظة.
ويذكر مروان أن مديرية ذيبين بعمران بدأت بزراعة العنب الجبري قبل حوالي 200عام، ومن أبرز هذه الوديان هي: (وادي ورور، ووادي الحرجة، وسنوان من عزلة سفيان، ووادي ذيبين مركز المديرية، ووادي الغولة ومجزر وينور وبلسن وسودان وقاع الشمس من عزلة بني جبر، ووادي دبه من عزلة مرهبة).
وقد سمي العنب الجبري بهذا الاسم نسبة إلى عزلة بني جبر من مديرية ذيبين باعتبارها تملك أجود وأشهر أنواع وأصناف العنب بالمديرية ذاتها.
وإلى جانب زراعة العنب الجبري فإن هناك أصناف أخرى من العنب تُزرع في هذه المديرية والتي منها صنف العنب الأسود الجبري وصنف الأطرافي والقهمي والباقلي والعاصمي والرازقي؛ وفق ما أشار إليها المزارع مروان ، ولكنها تُزرع بنسبة قليلة جداً مقابل ما يتم زراعته من صنف العنب الجبري الذي يتميز عن البقية من حيث الإنتاج والجودة والمذاق الرائع، وهو ما أكده كذلك خبراء مختصون في الأغذية والزراعة بأن العنب الجبري تجاوز معيار الجهاز بنسبة عالية جداً من حيث التذوق والجودة حسب وصفهم، وهو ما يميزه عن بقية أنواع الأعناب في اليمن بشكل عام.
ويفيد مزارعو العنب الجبري أن موسم الحصاد يبدأ مع بداية شهر يونيو من كل عام بدرجة رئيسية، ويستمر مدة شهرين حتى أغسطس.

تحديات على الهامش
ولكن كالعادة لابد أن يواجه المحصول إشكاليات وتحديات، حيث تحدث مزارعون لصحيفة “اليمن الزراعية” بأن أبرز التحديات التي يواجهها هذا المنتج متمثلة في بعض الأمراض كمرض الفطري المسمى “البياض الزغبي”، الذي يتسبب في نقص الغلة، إضافة إلى آفة “الثربس” الحشرية التي تصيب الأوراق وتتسبب بجفافها وتساقطها قبل اكتمال نموها؛ حسب ما ذكره المزارع محمد أبو هاشله في حديثه ل “اليمن الزراعية”.
ويشكو أبو هاشله من غياب المبيدات الفعالة للقضاء على الآفات والفطريات التي تهدد العنب، وكذلك عدم وجود إرشاد وتسويق وتمويل مؤسسي لتشجيع التوسع في زراعة العنب، الذي تعد زراعته مكلفة وتحتاج مدخلات زراعية كثيرة، منها العمدان الحديدية أو الحجرية والأخشاب أو الحديد، وتكنولوجيا الري الحديثة، التي أصبحت أسعارها مرتفعة.
يشار إلى أن مزارعي العنب في مديرية ذيبين يقومون ببيع محصول العنب في أسواق العاصمة صنعاء كسوق ذهبان وغيره، فيما يأخذون القليل منه ليكون زبيباً كما يعمل معظمهم، وقد بدأ توسع المزارعون في زراعة العنب الجبري بشكل كبير ومتسارع وبمساحات شاسعة في هذه المديرية وما حواها.
وفي سياق متصل يفيد مدير مكتب الزراعة والري بمديرية ذيبين المهندس نجيب أبو ضربه أن زراعة محاصيل الأعناب بدأت في عام 1348 هـــ، وذلك للصنف الحاتمي البياض المسمى “العنب الجبري” وكذلك المسمى قديماً بالعنب الذيبيني، معتبراً هذا الصنف من أشهر وأجود الأعناب بالجمهورية اليمنية من خلال نضوجه مبكراً وجودته وحلاوته وتحمله النقل عند تسويقه إلى الأسواق القريبة أو البعيدة وذلك لمدة اسبوع وأكثر ويزرع بمساحة تقدر 500 هكتار.
ويذكر جانباً من الخدمات التي يقدمها مكتب الزراعة بالمديرية للمزارعين؛ المتمثلة في توعية المزارعين بالتوسع الكبير في زراعة الأعناب بدلاً عن شجرة القات، إضافة إلى الارشاد عن طرق مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب الثمرة سنوياً، وكذلك الارشاد في عملية تنظيم الري وإدخال الري الحديث ” الفقاعي ” للحد من استنزاف المياه الجوفية، بالإضافة إلى توفير المبيدات والأسمدة للمزارعين، إذ وجدت من الجهات المعنية العليا ذات الاختصاص، مع التوعية حول عملية تخمير الأسمدة البلدية بدلاً عن الأسمدة الكيميائية ؛ كما يقول أبو ضربة.

إشكاليات وحلول
أما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المزارع، وكذا مكتب الزراعة بالمديرية في دعمه عملية زراعة العنب؛ فيشير المهندس أبو ضربه إلى قلة الآلات والمعدات الزراعية بفرع مكتب الزراعة بالمديرية، وارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة الكيميائية، بحيث أن أغلبيتها مهربة وممنوعة وليس لها فاعلية ، وعدم الرقابة والضبط لمهربي المبيدات الممنوعة وغير الممنوعة ، مردفاً أن عدم مساعدتنا من جهات الاختصاص لعملية تسويق العنب من الترتيب والتنظيم والنقل والتحكم على مزارعي الأعناب في سوق ذهبان من حيث البيع والشراء؛ هو الأمر الذي فاقم مشكلة أمام مزارعي العنب، حسب ما يراه مدير مكتب الزراعة والري بمديرية ذيبين المهندس نجيب أبو ضربه.
و يقدم مقترحات لازمة لمواجهة الإشكاليات والتحديات أهمها تفعيل الرقابة والتفتيش والضبط للمبيدات المهربة والممنوعة حسب القانون، وتفعيل التسويق الزراعي لتسويق المنتجات الزراعية بالتسويق السليم والمنتظم وتوحيد التعبئة والوزن بالمقادير المناسبة لكل محصول، إضافة إلى ضبط الأسواق بعدم التحكم على المزارع المستضعف وإلزامهم بيع وشراء المحاصيل بالوزن والتعبئة المناسبة لكل منتج.
وتشتهر اليمن بزراعة أجود أنواع العنب، وبحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2021م فقد بلغت المساحة المزروعة بالعنب حوالي 12199هكتار وبلغت كميات الإنتاج حوالي 145591طناً جاءت محافظة صنعاء في المركز الأول بمساحة تقدر9258هكتاراً، فيما جاءت محافظة صعدة في المركز الثاني بمساحة 1016هكتاراً، وكميات الإنتاج 12861طناً، وأمانة العاصمة في المركز الثالث بمساحة 941هكتاراً، وكميات الإنتاج بلغت 10487طناً، وجاءت محافظة عمران رابعاً بمساحة 622هكتاراً، وبلغت كميات الإنتاج 6932طناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى