شـهيــد الـمبــادرات الـمـجتمعيـــة
ريمة تخسر اليامني.. رجل الإحسان والتنمية
اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي
تعيشُ محافظةُ ريمة منذ يوم 4 أغسطس حزناً كبيراً على رحيلِ رجلٍ فاضلٍ وقائدٍ مجتمعيٍ بارزٍ “الشيخ عبد الفتاح اليامني” الذي لقي ربه في حادثٍ مروريٍ مؤلمٍ في طريقِ الحديدة “الجبين” أثناءِ عودتِه من الحديدة بعد استلامِ مادة الديزل للمبادرة المجتمعية لاستكمالِ طريق “باب الفجر الساقة ضحيان”.
الشَّهيدُ “عبدالفتاح اليامني” الذي أفنى حياته معطاءاً لأبناء منطقته ومحافظته، لا يكلُّ ولا يملُّ من هذه المهمة التي اعتبرها مسؤولية وكان خيرَ من استشعرها، ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسِه بمديرية “مزهر” يوم الإثنين.
ولدَ الشهيد “عبد الفتاح اليامني” في مديرية “مزهر” عام ١٩٧٦ للميلاد، وتربَّى وترعرع في أسرةٍ عرفت بإصلاحِ ذاتِ البين والسلف والعرفِ القبلي.
تتحدث عن الشهيد الجبالُ والطرقُ المتشعِّبة منها للقرى والعزل وللمديريات المجاورة، إذ سعى منذ وقتٍ مبكرٍ لتفعيلِ المجتمع في التنمية والعملِ الطوعي الذي كانَ سبَّاقاً إليه، ويدعو قومَه للالتحاقِ بهذا الميدان الجهادي الواسع.
نماذجٌ في الإحسان
استطاع الشهيدُ الشيخُ إصلاح قطعة الدركتل التابعة للسلطة المحلية بـستةِ ملايين وتفعيلها في المبادرات المجتمعية في المديرية، وسعى جاهداً للتوسع في زراعة الأراضي الصالبة واستصلاحها.
كما قدَّم بعد جهودٍ كبيرةٍ القروضَ البيضاء للمزارعينَ عن طريقِ الجمعية للتوسع في زراعة الزنجبيل والكركم في مديريته مزهر.
وقد سعى الشهيد أيضاً في تفعيل مبادرة مجتمعية لشقِّ طريقِ “ضحيان الساقه باب الفجر”، وإنَّ هذه المبادرة ساهمت في تيسيرِ حركةِ الناس ونقلِ البضائع بين أكثر من خمسِ عزل من مديريتي كُسمة ومزهر، بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالتعليم في المديرية.
شهود
يقول كل من عرفه في ريمة: “إنَّ الشيخ عبد الفتاح كان رمزاً للخير والعطاء، كرَّس حياتَهُ بمواقفِه الصادقة والمخلصة لخدمةِ كافة أبناء محافظة ريمة، وإنه لم يكن شيخاً للعزلة التي ينتمي لها وحسب بل كان امتداداً للأصالة والشهامة والنبل بمواقفه المخلصة مع الناس وأبناء محافظته.
وفاء
يقول الأهالي: “رحيله خسارةٌ فادحةٌ وفقده عظيمٌ للجميع، لقد كان أباً وأخاً وصديقاً لكل أبناء البلاد وترك أثره الطيبَ في نفوسِ من عرفه، وتشهدُ له مواقفُه الشهمة وإحسانُه وبصماتُه التي باتت اليوم في الطريقِ والمدرسة والصحة والزراعة، ولقد ترك لنا كإرثٍ عظيمٍ كل ما هو جميل، ونحنُ على الدرب ماضون ولن نميلَ عن الطريق التنموي الذي سلكَه شهيدُنا الشيخُ التنموي “عبد الفتاح اليامني”.