تقاريرصحافة

موســـــم الـــرمـــان اليمنـــــي

استعدادات رســـــــــمية وخطوات تصحيحه لاستقباله

يمتاز الرمان اليمني بنكهة فرية كونه أجود أنواع الرمان عالمياً، ليكون الأكثر طلباً على مستوى الأسواق الخارجية، دون منافسة فعلية ومقارنة بأنواع الرمان في البلدان الأخرى.
وتنتشر زراعة فاكهة الرمان في حوالي 15 محافظة يمنية، أكثرها إنتاجاً وجودة محافظة صعدة، ومحافظات عمران، وذمار، وصنعاء، على التوالي، في حين بقية المحافظات تنتج أقل من 1000 طن سنوياً.

اليمن الزراعية – محمد أحمد

ويقول محمد قاسم أحسن -مزارع رمان- إن الرمان أهم أشجار الفاكهة التي يتم زراعتها في محافظة صعدة، وتحديداً في مديريات الصفراء، مجزر، سحار، باقم، والتي تعد المديريات الأكثر إنتاجاً لمحصول الرمان إلى جانب التفاح.
ويضيف أحسن في تصريح خاص لصحيفة “اليمن الزراعية” أنه رغم الشهر الكبيرة للرمان الصعدي، إلا أن هناك مشاكل كثيرة تواجه زراعة هذا المحصول الهام، مثل، إهمال العمليات الزراعية الملازمة لمراحل نمو المحصول، والاصابات بالأمراض الفطرية والآفات الحشرية، وعدم الاهتمام بمعايير ونظام التسويق، وانخفاض الأسعار، وعدم الاهتمام وانضمام المزارعين إلى المدارس الحقلية لتنمية قدراتهم وتبادل الخبرات والمهارات.
ويشرح أهم العمليات الزراعية لزراعة الرمان، والتي تبدأ بتجهيز المشتل وزراعة الأصناف الجيدة، “ومن أفضل الأصناف المحسنة صنف رمان خازمي” يتم تجهيز العقل وزراعتها في مشتل، ثم تجهيزه في أكياس بلاستيك، بإضافة النسب من الطين والنيس والدمن البلدي، ثم تأتي عملية الري أو الرش بالماء بشكل يومي تبدأ من يناير.
ويواصل: “وخلال سنتين يتم نقل الشتلات إلى الأرض التي تم تجهيزها وحراثتها بشكل عميق، وكسر الطبقة الصماء التي تعيق جذور الرمان وتسبب الذبول وانتشار النيماتود”، لافتاً إلى أن الكثير من المزارعين يجهلون عملية تجهيز الأرض، وإضافة الأسمدة العضوية المخمرة، والتخطيط لزراعة أشجار الرمان بمسافات مناسبة ٥×٥، وعقل أشجار الرمان التي تم تجهيزيها في المشتل خلال فترة سنتين، والمحافظة عليها بعملية التقليم، والمكافحة بالمبيدات النحاسية، ومن ثم نقل الشتلات إلى الأرض التي تم تجهيزيها وزراعتها”، مشيراً إلى أن إجراء هاتين العمليتين، تعد من أهم الإجراءات التي تحافظ على نمو محصول الرمان.
ويتطرق في حديثه إلى العمليات الزراعية الملازمة لمراحل نمو محصول الرمان، بداية بمرحلة الري المنتظم، ثم قلب التربة وإزالة الحشائش والأعشاب، وإضافة السماد العضوي المخمر، التقليم وإزالة السرطاتات، وفتح وسط الشجرة لدخول الشمس والهواء ، ثم الرش بمبيد نحاسي من بداية إجراء عملية الري الأولي، متابعا كلامه، ” ثم إضافة الأسمدة المركبة المتوازنة إلى جانب سماد سلفات الأمونيوم، خلال دفعات ثالث، يتم إضافة الأسمدة المحتوية على البوتاسيوم، إلى جانب الاهتمام بتجهيز حفرة كبيرة، حيث يتم وضع السماد العضوي في هذه الحفرة لإجراء عملية التخمير، وفي الأخير التشديد على الاهتمام بإجراء جميع العمليات الزراعية في موعدها.

مشاكل وصعوبات
ويصنف الرمان الصعدي بأنه من أفضل الرمان، ذات الجودة العالية محلياً وعالمياً، وتعد مديريات الصفراء، سحار، مجز، السهلين، باقم، بمحافة صعدة أكثر المديريات إنتاجاً لمحصول الرمان، والذي يساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل ل 5% من سكان المحافظة الأكثر إنتاجاً للرمان على مستوى محافظات الجمهورية.
وكان لمكتب الزراعة والري بمحافظه صعدة، الدور الكبير في ذلك، ومن هنا نشيد بالخدمات المختلفة التي قدمها لتنميه قدرات المزارعين واكسابهم الخبرات والمهارات وتبادل الخبرات والمهارات، إلى جانب دوره في تنظيم وتحسين عملية التسويق، رغم المعوقات الكبيرة التي واجهته من بعض المزارعين والمصدرين، حد تعبير المزارع أحسن.
ويقول: “إن مكتب الزراعة قام بتنفيذ وإجراء عملية الفرز والتدريج، واستخدام العبوات الممتازة، لتحسين جودة منتج الرمان وتحسين التسويق، وهو جهد يشكر عليه، إلا أن المزارعين يعانون من انخفاض الأسعار، ولذلك نناشد المختصين والجهات ذات الصلة، للبدء في البحث عن أسواق خارجية إلى جانب أسواق دول الخليج والدول العربية، وكذلك إيجاد حل لمشكلة انتشار الأمراض، وارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي، مضيفاً :” والاحتياج إلى شبكات الري والإرشاد، والتوعية خلال فترة نمو المحصول، وتقديم الدعم والإمكانيات والتصنيع، لهذا المحصول والاهتمام به بشكل أكبر”.

عمل تكاملي وإجراءات رسمية
وضمن عمل تكاملي وتنسيق مسبق قامت الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة، ومكتبها بمحافظة صعدة، بالكثير من الأنشطة والإجراءات لاستقبال موسم الرمان، لدعم عملية التسويق، والإرشاد التسويقي عبر تشكيل فرق نزول ميداني لتوعية المزارعين، وتنظيم الحملات الإرشاد التسويق، وتجهيز الأسواق إلى جانب الاشراف الفني على مراحل إعداد المنتجات الزراعية لغرض تسويقها محلياً وخارجياً.
جهود رسمية مضاعفة
في السياق يقول نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري، المهندس علي الهارب” إن الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري، قامت بالعديد من الأنشطة والبرامج الإرشادية لمحاصيل التفاح والرمان، بالتعاون والتنسيق مع مكتب الزراعة والري، بمحافظة صعدة، حيث تم نزول فريق من الإدارة إلى صعدة، لتدريب وإرشاد المزارعين في ثلاث مديريات، بمعاملات ما قبل وما بعد الحصاد، وكذلك تم تنظيم عدة مدارس حقلية للمزارعين لتعريفهم بالطرق الصحيحة لعمليات القطف، والفرز، والتعبئة، والتغليف، و توزيع برشورات إرشادية عليهم.
ويضيف الهارب في تصريح خاص لصحيفة “اليمن الزراعية” أن الإدارة قامت كذلك بتكليف فريق للإشراف والرقابة على الأسعار في أسواق محافظة صعدة، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق مع بعض تجار الفواكه المستوردين بشراء 10 برادات رمان، وتسويقها خارجياً أو توزيعها على المحافظات المحتلة في الجنوب.

حملات تدريب وارشاد وتوعية
وعلى صعيد متصل يؤكد مدير إدارة التسويق بمكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة، المهندس أحمد الصراري، أنه تم استقبال موسم الرمان لهذا العام بالكثير من الأنشطة والأعمال التي نفذتها إدارة التسويق بمكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة منذ يوليو والتي ستستمر بأذن الله إلى نهاية الموسم، والتي سيتفيد منها العديد من المصدرين والمسوقين.
ويوضح الصراري في تصريح خاص لصحيفة ” اليمن الزراعية” أنه تم تنفيذ حملة إرشادية توعوية شاملة، عبر النزول الميداني إلى الأسواق الزراعية، وتوزيع الملصقات التوعوية، كما تم استخدام وتوظيف وسائل الاتصال الجماهيري مكبرات الصوت، وإقامة لقاءات توعوية إرشادية، فردية وجماعية لملاك مراكز إعداد وتجهيز الصادرات إلى الأسواق الخارجية، ومراكز تجهيز المنتجات للتسويق المحلي، مؤكداً أنه وحسب المخطط سيستفيد من هذه الأنشطة، حوالي ٤٠ مصدراً، و٢٠٠ مسوق داخلي، وأكثر من ١٢٠٠ عامل في إعداد وتجهيز المنتجات للتسويق، إضافة إلى المزارعين الذين يجلبون محاصيلهم لبيعها.
ويضيف، أن تم الاشراف الفني على مراحل إعداد المنتجات الزراعية، لغرض تسويقها محلياً، وخارجياً، حيث تم استقطاب وتدريب 21 مهندس زراعي من الخريجين على الاشراف الفني، وتم توزيعهم على الأسواق المركزية، ومراكز تصدير فاكهة الرمان.
وعن أهم الإجراءات المتخذة في سبيل تنظيم التصدير، يقول الصراري، إنه تم اعتماد عبوات الدور الواحد فقط، لتصدير فاكهة الرمان، والتي تعتبر خطوة تصحيحية لإظهار منتح الرمان اليمني بشكل لائق، ويجلب الرغبة الشرائية للمستهلك، وكذلك لمنع عملية الغش الحاصل في عبوات الدورين والثلاثة الأدوار، التي تساعد الغشاشين في ممارسة عملية الغش عند تعبئتها بمثار الرمان، مشيراً إلى أن هذا تدمير للمنتج في الأسواق الخارجية، لذلك عبوات الدور الواحد تمنع هذه الظاهرة، إضافة إلى القدرة على إجراء عملية الفرز والتدريج للثمار بثلاث درجات، أولى، وثانية وثالثة.
ويزيد: “إنه تم الاشراف على صيانة وتجهيز ثلاجات التبريد في الأسواق المركزية استقبالاً لموسم الرمان، وإن القدرة الاستيعابية لتخزين الرمان تصل إلى حوالي 10آلاف طن، مبيناً أنه تم اعتماد أربعة أسواق مركزية كنافذة واحدة لتصدير منتج الرمان منها، يتم فيها عملية شراء وتجهيز وتدريج المنتج إلى ثلاث درجات المنتج.
فتح أسواق وتنظيم عملية التصدير
وتمثل عملية تصدير الرمان إلى الخارج ووصوله إلى البلد المستورد كدول الخليج والعراق خطوة مهمة لها العديد من المتطلبات والصعوبات التي تواجه المصدرين والتجار في ظل الحصار والعدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
ويقول حمود مشبب -تاجر رمان- إن تصدير الرمان يتم في ناقلات مبردة إلى البلد المستورد، بعد تعبئته وتغليفه يدوياً، بطريقه منظمة وحسب الآلية المعتمدة من وزارة الزراعة.
ويشير حمود في تصريح خاص لصحيفة “اليمن الزراعية” إلى أن ما سماه بعملية فحص الأثر المتبقي والتي تم فيها فحص المنتح للتأكد من خلوه من آثار المبيدات الزراعية، قبل عملية التصدير رغم أن أكثر الدول المستوردة لا تطلب ذلك.
ويضيف، أنه فور التأكد من سلامة المنتج من قبل مكتب الزراعة يحصل المصدر على الشهادة الصحية، إلى جانب توفير الأوراق الخاصة بالتصدير، وإنزال مشرفين ميدانيين على عملية التعبئة والتغليف، من قبل مكتب الزراعة بحافظة صعدة.
ويوضح أن تصدير الرمان اليمني يتم إلى دول الخليج والعراق، داعياً الجهات ذات العلاقة إلى فتح أسواق جديده تستوعب تدفق المنتج، خاصة مع توفر منتج الرمان، والزيادة الحاصلة في التوسع الزراعي مما يضاعف المحصول، وبالتالي الضرورة القصوى والحاجة الماسة إلى أسواق جديدة في الخارج.
من جانبه يشدد رئيس جمعية إثمار صعدة عبد الحميد الزريبي على ضرورة التنظيم داخلياً وخارجياً لمحصول الرمان، لتحسين صورته وتسويقه في الأسواق الخارجية، التي تعكس مستوى تنظيم المنتج داخل البلد.
ويؤكد الزريبي في تصريح خاص لصحيفة ” اليمن الزراعية، أن الرمان اليمني والصعدي تحديداً، يعد الأول عالمياً، لكنه يحتاج إلى تنظيم عملية التصدير بآليات ووسائل حديثه، بما يخدم في رفع سعره، وتحسين الأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن عشوائية التصدير، تضر بالمنتج في عملية العرض والطلب، وبالتالي انخفاض سعره في البلدان المستورة له، مشيداً بالجهود الحثيثة التي تقوم بها اللجنة الزراعية والسمكية العليا من وزارة الزراعة لتنظيم هذا العام.
وتطرق في حديثه إلى دور الجمعيات في عملية استقبال محصول الرمان، عبر دفع القيمة المادية للمزارعين، إلى جانب توعيتهم بكيفية قطف الثمار وتسويقها بالطريقة الصحيحة، مشيرا إلى امتلاكهم حوالي 21 مخزن للتبريد بسعة 80 ألف سلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى