تقاريرصحافة

زراعـــة النـخيــل فــي الـيمـــن

ركـيــزة أسـاسيــة للاقتصــاد الـوطـنــي

تعتبر زراعة النخيل في اليمن من الزراعات التقليدية التي تمتد لآلاف السنين، وتتركز زراعة النخيل في عدة محافظات و بشكل رئيس في محافظات: (حضرموت و الحديدة، أبين، لحج، شبوة، الجوف،المهرة) والتي تمتاز بمناخ مناسب لزراعة النخيل.
وتقدر المساحات المزروعة بالنخيل في اليمن بحوالي 16,000 هكتار، وتتركز معظم هذه المساحات في المناطق الساحلية والوديان الخصبة.

اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي

ويشير مدير عام الهيئة العامة لتطوير تهامة المهندس فواز العذري إلى أن محافظة الحديدة تتمتع بمناخ صحراوي مداري، حيث درجات الحرارة مرتفعة طوال العام، وتتراوح ما بين 30-45 درجة مئوية، والرطوبة النسبية عالية، وتتراوح بين 60-80% مما يجعل المنطقة مناسبة لزراعة النخيل، بالإضافة إلى التربة في معظم أنحاء المحافظة هي تربة رملية خصبة، وتتوفر مياه الري من الآبار الجوفية، والمنشآت المائية.
ويؤكد أن زراعة النخيل في محافظة الحديدة تمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي للمحافظة.
ويقول العذري: “نحن نعمل جاهدين على تطوير هذا القطاع وتعزيز مكانته في الأسواق المحلية والإقليمية.
وفيما يخص إنتاج وتسويق التمور يبين مدير عام تطوير تهامة أن محافظة الحديدة تنتج كميات كبيرة من ثمار النخيل تقدر بحوالي 20 ألف طن سنوياً، والتي يتم تسويقها محلياً، منوهاً إلى أن هناك جهود مبذولة لتطوير آليات التسويق، وزيادة القيمة المضافة للمنتج من خلال التصنيع والتغليف.
ويضيف أن هناك توجه من الحكومة والجهات المعنية للتوسع في زراعة النخيل والاهتمام بتمية وإنتاج محاصيل التمور بمختلف أصنافها، لافتاً إلى أهمية العمل على تطوير البنية التحتية وتقديم الدعم الفني والمالي للمزارعين لزيادة المساحات المزروعة.
فاكهة قديمة
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور محمد حمود عثمان مختص زراعة النخيل في تهامة إن أشجار النخيل تعتبر من أقدم أشجار الفاكهة في اليمن عامة، وفي سهل تهامة على وجه الخصوص، وتنتشر زراعتها بشكل رئيس في
ثلاث مديريات هي: (بيت الفقية، والتحيتا، و الدريهمي) والتي تعتبر هذه المديريات هي مناطق الإنتاج الرئيسي للتمور في محافظة الحديدة، مضيفاً أنه وعلى الرغم من الأهمية التي تلعبها شجرة نخيل التمر كأحد مكونات التنوع الحيوي الزراعي في اليمن ودورها الإستراتيجي في حياة سكان المجتمعات الريفية كونها مصدر الغداء والدخل لصغار المزارعين والأسر الفقيرة، إلا أنها لا تزال تعاني الكثير من المشاكل، والمعوقات في الإنتاج والتصنيع والتسويق، بالإضافة إلى ما خلفه العدوان الهمجي على محافظة الحديدة.
ويستعرض عثمان التحديات التي تواجه مزارعي النخيل ومنها:
-محدودية المياه، وندرة الأمطار في بعض المناطق.
-انتشار الآفات والأمراض النباتية.
-ضعف الخدمات الإرشادية والدعم الفني للمزارعين.
-صعوبات في الحصول على مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة.
نخيل الجوف
تعد محافظة الجوف من المناطق الواعدة بزراعة النخيل في اليمن، حيث يعتبر النخيل من المحاصيل الغذائية والاقتصادية المهمة في المحافظة، التي لها امتداد تاريخي عريق، حيث تمتلك الجوف مساحات كبيرة صالحة لزراعة النخيل، والتي تنتشر في مختلف مديرياتها.
ويشير مدير عام مكتب الزراعة في الجوف الأستاذ مهدي الظمين إلى أن زراعة النخيل في الجوف شهدت توسعاً وازدهاراً كبيرين، حيث ازدادت مساحات النخيل وأعداد أشجار النخيل في المحافظة بشكل ملحوظ، كما ازدهرت صناعة التمور، وتجارتها في الجوف منذ القدم.
ويضيف: “لا زالت زراعة النخيل تلعب دورا ًمهماً في الاقتصاد الزراعي لمحافظة الجوف حتى يومنا هذا وهناك توسع وتوجه كبير، مبيناً أن مواسم زراعة النخيل في محافظة الجوف تتركز في فصل الربيع، والتلقيح والتكوين في الربيع المبكر، والحصاد في الصيف، والخدمة والصيانة في الخريف والشتاء.
ويذكر الظمين أن زراعة النخيل تتركز بشكل رئيسي في عدد من المديريات من أهمها مديرية خب والشعف، والتي تُعتبر من أهم مناطق زراعة النخيل في محافظة الجوف، حيث تتميز بوجود مساحات واسعة مزروعة بأشجار النخيل المنتشرة على طول وادي خب وعزل اليتمه والشعف، والتي تتوفر البيئة المناسبة لنمو أشجار النخيل والحصول على إنتاجية جيدة، وتتميز بوجود العديد من أصناف، وأنواع التمور ذات الجودة العالية، كما تتواجد زراعة النخيل في مديريات: “الحزم، السيل، الخلق، الزاهر، المتون، الغيل، المصلوب، المطمة، الحميدات”، ولكن بمساحات قليلة.
ويبين مدير عام مكتب الزراعة بالجوف أن المساحة المزروعة بالنخيل في المحافظة كانت سابقاً تقدر بحوالي 8,000 هكتار، موضحاً أنه ومع تطور القطاع الزراعي في المحافظة خلال السنوات الأخيرة، يُقدر أن المساحات المزروعة بالنخيل قد زادت بنسبة تتراوح بين 10-20% منذ ذلك، حيث التقديرات الحالية للمساحات المزروعة بالنخيل ما بين 8,800 – 9,600 هكتار.
أنواع النخيل في محافظة الجوف
ويشير الظمين إلى أن هناك أنواع متعددة من النخيل في الجوف، تزرع فيها عدة أصناف من النخيل ذات الجودة العالية مثل:
-نخيل البرحي: والذي يُعد من الأصناف الجيدة، وتمتاز ثماره بطعمها اللذيذ وجودتها العالية.
-نخيل الخلاص: و ينتشر بشكل لابأس به، وتتميز ثمار الخلاص بطعمها الحلو والجاف.
-نخيل السري: وينتشر هذا النوع بشكل محدود مقارنة بالنوعين السابقين.
-الصقعي: وهو صنف آخر منتشر في المحافظة، ويتصف بطعمه الحلو والمميز.
-النبوت: وهو نوع شائع للتمور في الجوف، ويُعرف بطعمه اللذيذ وجودة ثماره.
-السكري: يتميز بطعمه الحلو ومظهره الجذاب.
-عجوة: وهذا النوع من أجود أنواع النخيل، وأندرها، حيث تشير بعض المعلومات إلى أنه تم زراعته في أغلب مناطق السعودية، ولم ينجح الا في المدينة المنورة، مما جعل له شهرة كبيرة، إلا أنه نجح في محافظة الجوف، وبكميات لابأس بها.
أنواع أخرى ( الشيشي، والنبتي، والحلاوي والمجهول، إلا أن انتشارها أقل مقارنة بالأنواع المذكورة).
ويوضح الظمين أن التسويق الزراعي لمحاصيل التمور في محافظة الجوف يواجه بعض التحديات والمشاكل، وهذا يتطلب تعزيز البنية التحتية التسويقية، وتنويع قنوات التسويق، وتقديم الدعم والخدمات اللازمة للمزارعين.
ويقول: “منذ فترة قريبة حصل اهتمام لا بأس به ومتابعة من قيادة الوزارة واللجنة الزراعية لمتابعة تسويق تمور محافظة الجوف”.
ويضيف: “بدأنا بتفعيل الجمعيات التعاونية الزراعية للقيام بتسويق واستقبال إنتاج المزارعين وتحديد أسعار مناسبة للتمور والتنسيق مع التجار والشركات المعنية، وهناك متابعة مستمرة وتحسن إن شاء الله”.
ويستعرض الظمين التحديات الرئيسية التي تواجه مزارعو النخيل في محافظة الجوف، مثل تدهور البنية التحتية للري، والصرف المائي، وانتشار الآفات والأمراض، وانخفاض إنتاجية النخيل، التسويق والبنية التحتية، الاستنزاف والتدهور البيئي.
ويطالب الظمين كافة الجهات للإسراع في معالجة تلك التحديات السابقة لتحقيق التوسع المنشود في زراعة النخيل بشكل مستدام في محافظة الجوف حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي للبلد من هذا المحصول خلال السنوات القادمة، ومحافظة الجوف أرض الخير، وتعتبر سلة اليمن الغذائية الموعودة التي إن حصل اهتمام بها ستحقق لليمن اكتفاء ذاتياً في مختلف الأصناف.
سلاسل القيمة
بدوره يبين عبد الرحمن هزاع، وهو ضابط سلسلة القيمة لمحصول النخيل والتمور أن سلسلة القيمة لمحاصيل النخيل تتركز في الجمعيات، الدراسات، والأبحاث، الارشاد والتوعية، التدريب، القروض، الانتاج، الابتكار والابداع، المعامل والمصانع، التسويق.
ويشير هزاع إلى أن الأعمال التي تم إنجازها ضمن سلسلة التمور في محافظة الحديدة تتمثل في الآتي:

  • الدراسات والأبحاث والاحصاء: حيث تم تنفيذ دراسة أولية شاملة لمحصول التمور، بالإضافة إلى عقد ورشة مع كل الفاعلين في السلسلة، وتم الخروج بمصفوفة.
    ويضيف: “تم نقل وتجريب 300 فسيلة لأصناف جيدة من نخيل الجوف الى تهامة.
    وفي مجال الإرشاد والتوعية، يشير هزاع إلى أنه تم تنفيذ مسح شامل لكل أشجار النخيل بالحديدة، لعدد المزارعين والأشجار وعدد كل صنف وكمية إنتاجه والعديد من التفاصيل.
    وفي شرح مفصل لأبرز فوئد المسح يقول هزاع إن ما تم الاستفادة منه أثناء المسح هي معرفة عدد أشجار النخيل في تهامة، ومعرفة كمية الإنتاج، ومعرفة عدد كل صنف وكمية إنتاجه، وانشاء قاعدة بيانات لكل مديرية، إضافة إلى معرفة المساحة المدمرة من قبل العدوان.
    وبضيف: “تم إنشاء 16 مدرسة حقلية خاصة بالنخيل في الثلاث المديريات المنتجة للتمور، و تم تدريب عدد 16 ميسراً تنموياً للمدارس الحقلية.
    وعلى مستوى الفعاليات والمهرجانات أوضح هزاع أنه تم تنفيذ مهرجان تراثي في نهاية موسم التمور في مديرية الدريهمي، حيث تم فيه العديد من الفقرات التراثية والشعرية، وسباق الخيل والقفز من على الجمال، إضافة إلى تنفيذ ثلاثة مسارح تنموية هادفة تحث على الاهتمام بزراعة النخيل وتنميتها.
    وفي مجال التسويق يقول ضابط سلسلة النخيل إن هناك أعمال تم إنجازها ضمن سلسلة التمور في محافظة الحديدة، حيث تم توقيع تفاهمات واستعدادات من الجمعيات على توفير 5,500 طن تمور محلية، كما تم توقيع تفاهمات مع تجار التمور، وأصحاب المصانع، وقد أبدوا استعدادهم لشراء كل الكميات المتوفرة، كما تم توقيع عقود بين الجمعيات والمزارعين بإجمالي 5,500 طن لعدد 600 مزارع متعاقد، إلى جانب تسويق 320,000 كيلو بما يعادل 320,طن، بمبلغ يصل إلى 200,000 ,131 ريال يمني، ولا يزال العمل قائماً ومستمراً.
    ويشير هزاع إلى أن هناك خطط مستقبلية سيتم العمل عليها لتعزيز سلسلة القيمة لمحاصيل التمور تتمثل في الآتي:
  • متابعة تقييم أشجار النخيل المكاثرة بالأنسجة التي تم توزيعها في الحديدة.
  • متابعة أعداد بطائق ووثائق مشاريع بعدد 10 مشاريع مع شركاء العمل.
  • متابعة إنشاء 3 وحدات للتمور في الجمعيات بالحديدة وتدريبها.
  • متابعة الإرشاد في 16 مدرسة حقلية إرشادية.
  • متابعة إبرام عقود تسويقية بين الجمعيات والمزارعين وعقود بين الجمعيات والتجار.
  • متابعة إنشاء نقاط تجميع خاصة بالجمعيات لتجميع التمور.
  • متابعة قرض الجمعيات بهناجر وأسرة تجفيف للتمور.
  • متابعة تنفيذ 60 قرض منظومات طاقة شمسية.
  • متابعة تصوير فيلم وثائقي للتمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى