التوسع الكبير في زراعة التفاح
اليمن الزراعية – خاص
تنتشر زراعة التفاح في عدة محافظات يمنية، وخاصة محافظة صعدة، والتي تشتهر بزراعة التفاح، وخاصة في مديريات الصفراء ومجز وسحار. وحظيت زراعة التفاح مؤخراً، باهتمام ورعاية من قبل الجهات المعنية، مما زاد من المساحات المزروعة وكميات الإنتاج، الأمر الذي ساهم في وصول اليمن إلى الاكتفاء الذاتي، ومنع استيراد التفاح الخارجي.
ارتفعت كميات الإنتاج من التفاح المحلي خلال السنوات الأخيرة، حتى وصلت اليمن إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث كانت المساحة المزروعة بالتفاح في العام 2017م 2197هكتاراً، وكميات الإنتاج 17362 طناً، ومع الجهود التي بذلتها اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري خلال السنوات الأخيرة زادت المساحة المزروعة وكميات الإنتاج خلال العام 2021م بحسب كتاب الاحصاء الزراعي، فقد بلغت المساحة المزروعة بالتفاح 2375هكتاراً، فيما بلغت كميات الإنتاج 32323 طناً، وجاءت محافظة صعدة في المرتبة الأولى بمساحة تقدر 1198هكتاراً، وكمية الإنتاج 22484طناً، فيما جاءت محافظة عمران في المركز الثاني بمساحة 259هكتاراً، وبلغت كميات الإنتاج 2241طناً، ومحافظة مأرب ثالثاً بمساحة 217هكتاراً، وكمية الإنتاج بلغت 1662طناً، وتوزعت بقية المساحات، وكميات الإنتاج على بقية المحافظات.
واتخذت وزارة الزراعة قراراً بمنع استيراد التفاح، وهو ما انعكس ايجاباً على زيادة في المساحة المزروعة وكميات الإنتاج، حيث كانت اليمن تستورد كميات كبيرة من التفاح الخارجي، وبمبالغ كبيرة، ولكن مع التوجه لدعم الانتاج المحلي تقلصت كميات الاستيراد تدريجياً عاماً بعد عام، حيث كانت الكميات المستوردة من التفاح في العام 2016م «28772»طناً، تقلصت تدريجياً حتى وصلت في العام 2022م إلى « 6162» طناً، جاء بعدها قرار منع الاستيراد نهائياً.
محصول زراعي مهم
المزارع مسعود الخراشي أحد مزارعي التفاح في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة يقول: “بدأت زراعة التفاح في ثمانينيات القرن الماضي، ولكننا قمنا بقلعها بسبب عدم جدوائيتها”.
ويضيف: “عدنا لزراعة التفاح مرة أخرى بعد عام 2000م”، مشيراً إلى أن التفاح محصول زراعي مهم للمزارعين لأنه لا يحتاج تكاليف ومدخلات زراعية كثيرة، مقارنة ببعض المحاصيل الأخرى، وينتج في العام موسمين شتوي وصيفي، مؤكداً أن قرار منع استيراد التفاح الخارجي كان له الأثر الكبير في تحسين التسويق وأسعار التفاح.
ويضيف أن زراعة التفاح تشهد توسعاً كبيراً من قبل المزارعين، وخاصة الصنف الجديد السكري، والذي بدأ المزارعون الإقبال على زراعته بشكل كبير، مشيداً بما قامت به اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ومكتبها في محافظة صعدة من تنظيم للتسويق، والتوجه نحو تخزين وتبريد التفاح في ذروة الموسم، واخراجها بعد الموسم.
من جانبه يؤكد المزارع تركي شريف الذرياني أن زراعة التفاح حظيت باهتمام من قبل الجهات الرسمية في الفترة الأخير، وهو ما شجع المزارعين على التوسع في زراعتها رغم المعوقات التي تواجههم، ومنها شحة المياه وغياب الارشاد الزراعي.
ويشير الذرياني إلى أن محصول التفاح يعد محصولاً مهماً اقتصادياً وغذائياً، ويحقق دخلاً جيداً للمزارعين.
ويشيد تركي شريف بقرار منع استيراد التفاح الذي اتخذته الدولة، ويقول: : “يعتبر قرار منع استيراد التفاح من أهم القرارات ذات الفائدة للمزارع والدولة”، مطالباً الجهات الرسمية بالتوجه نحو فتح مصانع للعصائر، والمربيات لاستيعاب الفائض من منتجات الفواكه، ومنها التفاح، بالإضافة إلى تفعيل الارشاد الزراعي، وارسال مهندسين زراعيين للاطلاع على المشاكل التي تواجه المزارعين، وايجاد حلول لها، ومنها الأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية.
تخفيض فاتورة الاستيراد
من جانبه يشير التاجر صدام الشرع وهو أحد تجار الفواكه في اليمن إلى أن زراعة التفاح شهدت اهتماماً كبيراً من قبل وزارة الزراعة والري، وتوسعت المساحات المزروعة، وزادت كميات الإنتاج.
ويقول الشرع إن هذا الاهتمام من قبل الدولة انعكس ايجاباً على المزارع الذي بات اليوم يعتني بالتفاح، نظراً لتحسن الأسعار، مؤكداً أن الانتاج المحلي من التفاح يغطي السوق المحلية، خاصة أن التفاح ينتج مرتين في السنة.
ويؤكد صدام الشرع أن قرار منع استيراد التفاح الخارجي له دور كبير في تحسين السعر للمزارع، وتخفيض فاتورة الاستيراد.
ويضيف: “أصبح التفاح الخارجي الذي يتواجد في الأسواق يدخل بطرق غير رسمية، ولايزال متواجداً في الأسواق التفاح المهرب في معظم المحافظات اليمنية، مطالباً الدولة العمل على ايجاد حلول للتفاح المهرب الذي يتواجد في الأسواق، و التوجه نحو انشاء مزارع نموذجية للتفاح الأخضر والأبيض والسكري حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي والتحول نحو التصدير.
وفي السياق ذاته يقول مدير التسويق بمجموعة الارتقاء “يمن للتنمية الزراعية” المهندس أحمد شعفل أن المجموعة قامت بتسويق كميات كبيرة من التفاح إلى معظم الأسواق المحلية، بالإضافة إلى تخزين وتبريد الفائض على احتياج السوق في ذروة الموسم بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار، بما لا يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلك.
وبين شعفل أن المجموعة قامت بتخزين ما بين 1000 إلى 1200 طن، في الثلاجات المركزية، حيث يتم اخراجها مع قلة العرض في السوق، مشيراً إلى أن المجموعة قامت بتعبئة التفاح وتسويقه في عبوات نموذجية وراقية، من انتاج مصنع الارتقاء، ذات أوزان صغيرة، كما قامت مجموعة الارتقاء بتوفير خط فرز وتعبئة والتغليف للتفاح ولكن توقف الخط لوجود معوقات بسبب عدم تناسق المنتج واختلاف احجام ثمار التفاح، وعدم تحمله لعملية السير في خطوط الانتاج والتعبئة، وعملية والنقل والتسويق بخلاف التفاح الخارجي ذات الحجم الواحد، وقابليته للتسويق.
ويشيد شعفل بجهود مكتب الزراعة بمحافظة صعدة في توفير شتلات تفاح صنف السكري، والذي سيكون لها الدور الكبير في منافسة التفاح الخارجي ليس في اليمن وحسب، ولكن في الأسواق الخارجية، مؤكداً أن فاتورة الاستيراد من التفاح الخارجي أصبحت اليوم صفر دولار، بعد تنفيذ قرار منع الاستيراد من الخارج.
ويضيف أن التفاح المحلي يتواجد طوال العام بفضل ثلاجات التخزين والتبريد، وزيادة كميات الإنتاج، والذي كان ناتج عن اهتمام المزارعين، وتوجههم نحو التوسع في زراعة التفاح، ودخول أصناف جديدة ذات أحجام متناسبة، بعد أن حصلوا عوائد و فائدة ربحية من بيع التفاح.
ويؤكد أحمد شعفل أن زراعة التفاح بدأت تحظى بالاهتمام من قبل الدولة والمزارع وهذا سيكون له الأثر الكبير في زيادة وتحسن الإنتاج، و التوجه نحو التصدير للخارج، مشيراً إلى أن مجموعة الارتقاء تقوم بتقديم تسهيلات للتجار والمستثمرين لتسويق المنتجات الزراعية ومنها التفاح إلى جميع المحافظات، بالإضافة إلى دعمها وتشجيعها للصناعات التحويلية لمنتج التفاح مثل العصائر والمخللات والمربيات.