تقاريرصحافة

مستقبل واعد بالخير والعطاء ومثال للتسويق الزراعي الناجح

جمعية ثمار صعدة

اليمن الزراعية – يحيى الربيعي

محافظة صعدة إحدى محافظات الجمهورية اليمنية. تقع محافظة صعدة شمال غرب العاصمة صنعاء، وتبعد عنها حوالي 242 كيلو متراً، ويشكل سكان المحافظة ما نسبته 3.5% من إجمالي سكان الجمهورية، وعدد مديرياتها (15) مديرية، ومدينة صعده مركز المحافظة، ومن أهم مدنها البقع.
وتعد الزراعة النشاط الرئيس لسكان المحافظة إلى جانب الاهتمام بالثروة الحيوانية، وتنتج المحافظة المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى (4%) من إجمالي الإنتاج في الجمهورية، ومن أهمها الحبوب والخضروات والفواكه، فضلاً عن ممارسة بعض الأعمال الحرفية اليدوية والصناعات التقليدي.
وتقدر المساحة الزراعية لمحاصيل الفواكه في صعدة تقدر بحوالي 6 آلاف هكتار، بقدرة إنتاجية تزيد عن 60 ألف طن، وتزرع منها العنب بمختلف أنواعه وأشهره الأسود بالإضافة إلى محاصيل الرمان، المشمش، الخوخ، والتفاح، وغيرها من الفواكه، كما يعد البن اليمني الشهير من أهم المحاصيل النقدية التي تزرع في المحافظة حيث تتركز زراعـتـه في مديريات ـ حيدان، ورازح، وغمر – بمنطقة خولان بن عمرو وبني بحر وبني ذويب.
وتحتل صعدة رقماً مهماً في أولويات توجيهات القيادة الثورية والسياسية، والتي تتبناها اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالسعي الحثيث، مع شركاء التنمية (وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والإدارة المحلية والزارعة والري والاتحاد التعاوني الزراعي ومؤسسة بنيان التنموية والفريق التنموي لمحافظة الحديدة والمجتمع والفعاليات الاجتماعية والقطاع الخاص)، وتكثيف الجهود في مسار النهوض بالجانب التنموي وخاصة القطاع الزراعي والصناعات التحويلية والمشاريع الصغيرة والأصغر والأسر المنتجة في الأرياف.
تأسست جمعية ثمار صعدة التعاونية الزراعية متعددة الأغراض في تاريخ 24/ 10/ 2021م، وبدأت أعمالها الإنشائية من تاريخ 24/12/ 2021م، وتنطلق الجمعية في رؤيتها من منطلق توجهات القيادة الثورية والسياسية والرؤية الوطنية الشاملة لثورة الزراعية، وتهدف إلى إنشاء أسواق مركزية زراعية لرفع مستوى التسويق للمنتجات الزراعية المحلية، وإنشاء مصانع استثمارية للاكتفاء عن المنتجات الصناعية المستوردة الأخرى والاستفادة من المنتجات المحلية، واستصلاح الأراضي الزراعية في اليمن والتشجيع عليها.
كما تسعى إلى تشجيع المنتج المحلي المنافس الذي يدر العملة الصعبة على الاقتصاد الوطني، وتنمية روح التعاون، والتشجيع عليها بين أوساط المجتمع، والإسهام في تحسين قيمة المنتج وجودته؛ ليعود بالفائدة على المزارع، والمستثمر، وتوفير فرص عمل من خلال المشروع، والربط بين المنتج والمستثمر، وتنظيم ذلك، مواكبة كل جديد والتركيز على الجودة.
وبناء على ما سبق تسعى الجمعية إلى تحقيق أهدافها من خلال مشاريع طموحة تتمثل في: سوق مركزي، ومركز صادرات دولية، ومركز صادرات محلية، وثلاجات مركزية، ومصانع تحويلية. وغير ذلك.
جمعية ثمار صعدة هي إحدى ثمار التعاونيات التي استطاعت أن تتغلب على أهم الصعوبات في ايجاد أرض لإنشاء سوق للمنتجات الزراعية، فكانت الانطلاقة في تأسيس سوق زراعي وفق معايير ومواصفات فنية حديثة تتوفر فيه كل المقومات، فتم تخصيص مساحة تقدر بـ 124000متر مربع، وفي سباق مع الزمن ولإنجاز المهمة في وقت قياسي.
فقد تم الإنشاء بصورة مشاريع متعددة، بداية من تسوير الواجهة، وتنفيذ مشروع المياه، وقسم الصادرات وقسم التسويق المحلي التخزين والتبريد والهناجر والصرف الصحي ودورات المياه والدك والدفن. مع وضع عقود لكل مشروع على حدة.
ولضمان نجاح المشروع ومواجهة أي صعوبات محتملة في المستقبل تم الاتفاق على إشراك الجانب الحكومي بنسبة 25% وبعد إنجاز المرحلة الأولى، تم افتتاح الجمعية والسوق رسميا بتاريخ 24-7-2022 بحضور اللجنة الزراعية والسمكية العليا وشركاء التنمية في الحكومة والمجتمع.
ومواكبة للتطورات ولما يخدم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل لكثير من الشباب سعت الجمعية على أن يكون النظام التسويقي فيها نظام مؤسسي يْسهل للمؤسسات والشركات الاستثمار بفوائد مشتركة تخدم القطاع الزراعي ويعزز الإنتاج المحلى من خلال الفرز والتدريج والتغليف والتصدير عالمياً بأفضل الطرق والوسائل الحديثة، بالإضافة إلى شمولية التسويق المحلى حيث سيتم تسويق جميع المنتجات الزراعية من خضروات وفواكه وحبوب وغيرها.
ويمتلك السوق بنية تحتية تتمثل في 31 محل للتسويق الداخلي لمنتجات التفاح والطماطم والخيار وغيرها والتي يتم تسويقها إلى تعز والحديدة وصنعاء، و24 محل للصادرات الدولية للتجار الذي يصدروا إلى دول الخليج والعراق، و26 محل في الجهة الخارجية، و26 محل داخل السوق منها مكاتب للجمعية، وهنجر وسط السوق مساحته 100×33 متر، وهنجر الجهة الشمالية من السوق مساحته 24×36 متر بالإضافة إلى مشروع المياه والصرف الصحي ودورة المياه ومصلى ومجلس لاستقبال الضيوف، ومشروع التبريد والتخزين يوجد 21 ثلاجة مركزية تتسع لأكثر من 80000 سلة.
وتسعى الجمعية لإنشاء مصنع تحويلي للفواكه بإشراك الأسواق ورجال المال والأعمال، ومشروع فرز وتدريج وتغليف، وإنشاء مركز صادرات موحد يساهم في تعزيز صادرات المنتجات الوطنية وتوفير فرص عمل للأيادي العاملة، وبإذن الله تعالى سيتم فتح فروع للسوق في جميع محافظات الجمهورية لتسويق الخضار والفواكه والحبوب.
الجمعية قد قطعت شوطا لا بأس في تنفيذ خطتها في تأسيس البنية التحتية المتكاملة للسوق الخاص بها، ويعاني القائمين عليها من عراقيل لا نراها مبررة، بقدر ما نرى الفائدة التي سيجنيها القطاع الزراعي في صعدة تحديدا وفي البلاد بشكل عام.
والتنافس في الميدان الزراعي هو وسيلة لزيادة الانتاج وتحسينه وضبط ادائه بما يضمن الميزة التنافسية وجودة المنتج داخليا وخارجيا.
نتمنى أن يستشعر الجميع من جهات مسؤولة وجهات مجتمعية أن يستشعروا اهمية مثل هذه المشروعات المهمة التي تخدم وتساند وتتوافق مع توجهات قيادتنا السياسية الحكيمة وتجسد روح العمل الجماعي المجتمعي، وتلبي كذلك طموحاتنا في السعي نحو الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتحقيق أمننا الغذائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى