المهرجان نافذة ترويجية وتسويقية للفواكه اليمنية
حضور لافت للأسر المنتجة و8 أوراق علمية قدمت خلال المهرجان لباحثين وأكاديميين يمنيين
اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي
حظي مهرجان خيرات اليمن الأول الذي أقيم في نادي الوحدة بالعاصمة صنعاء خلال الفترة من 24- 29 أغسطس باهتمام رسمي كبير، وإقبال شعبي ممتاز.
واحتوى المهرجان الذي نظمته أمانة العاصمة ممثلة في وحدة تمويل مشاريع المبادرات الزراعية والسمكية، وبإشراف وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية على عدة فقرات ترفيهية ومسابقات، وتقديم أوراق عمل ومحاضرات علمية قدمها نخبة من الأكاديميين والمختصين الزراعيين، كما تميز بمشاركة عدة جمعيات زراعية عرضت منتجات زراعية «تفاح-رمان- عنب- تمور» بالإضافة لمشاركة الأسر المنتجة، وأصحاب العسل والبن والألبان.
وفي هذا السياق يقول رئيس جمعية عزلة الشرفة بمديرية بني حشيش محمد صالح السدمي : “شاركنا بعدة أنواع من العنب الرازقي والعاصمي والأسود ذات الجودة العالية” مشيراً إلى أن المهرجانات يعد تظاهرة تسويقية للمنتجات الزراعية التي تشتهر بها اليمن منذ القدم، بالإضافة لما لهذه المهرجان من أهمية في خلق وعي لدى المستهلك المحلي بأنواع وأصناف الفواكه التي تزرعها اليمن، كذلك توعية المزارع بأهمية معاملات ما قبل و ما بعد الحصاد مثل طرق القطف الصحيحة، والتعبئة والتغليف في عبوات مناسبة، والتي تحافظ على جودة المنتج. ويؤكد السدمي أن تنظيم المهرجانات الزراعية يعكس مدى اهتمام القيادة بالقطاع الزراعي.
من جانبه يقول هاشم على سعد من جمعية بيت الفقية التعاونية الزراعية بمحافظة الحديدة إن مهرجان “خيرات اليمن” عمل على التسويق للمنتجات الزراعية، ومنها التمور والدبس”.
ويضيف أن الزبائن أعجبوا بالتمر اليمني والذي يباع في عبوات مغلفة ومناسبة، مشيداً بجهود المنظمين والقائمين على المهرجان.
بدوره يشير ماجد ضيف الله من مكتب جمعية عزلة قروى بمديرية الطيال محافظة صنعاء إلى أن المهرجان يساعد على توعية وتعريف المواطنين بأنواع وأصناف العنب التي تشتهر اليمن بزراعتها.
ويقول: “شاركنا بالعنب الرازقي والأسود ذات الجودة العالية، ويشكر المنظمين للمهرجان.
وفي السياق ذاته يقول ناصر علي المجزي من مؤسسة يحيى المجزي إن المهرجان يعد من أنواع وأساليب الترويج والتسويق للفواكه والتي تشتهر اليمن بزراعتها، ومنها الرمان ذات الجودة العالية.
ويضيف أنه تم عرض أنواع من الرمان ذات الحجم الكبير والجودة العالية والتي تصدر للخارج دائماً، نظراً لجودتها، خلاف ما يعرض في الأسواق المحلية ذات الجودة الأقل.
ويشير المجزي إلى أن المنتجات الزراعية اليمنية لها جودة عالية، وهذا المهرجان سيعمل على الترويج لها محلياً ودولياً، مطالباً
الجهات الرسمية في وزارة الزراعة ومكتب الزراعة بمحافظة صعدة بالاهتمام بالجانب الارشادي للمزارعين، ومكافحة الأمراض التي تصيب التربة، وأشجار الرمان.
ويضيف: “للأسف الشديد أن الجهات المختصة تغيب عن المزارع وقت احتياجه لها، وتظهر عند موسم الحصاد بقرارات مفاجأة وآليات جديدة”، موضحاً أن مزارعي الرمان تضرروا من قرار تصدير في سلات صغيرة رصة واحده فقط، مرجعاً السبب في ذلك إلى عزوف المصدرين عن الشراء والتصدير بسبب هذا القرار.
ويضيف أن البراد كان يتحمل 22 طناً من قبل، بينما بعد هذا القرار أصبح يتحمل 15 طناً فقط، وهذا يزيد من تكاليف النقل، مطالباً من الوزارة دراسة القرارات وما سيترتب على ذلك من نتائج إيجابية، أو سلبية قبل اتخاذ القرار وتنفيذه.
بدوره يقول أبو ركان بن زاهرة ممثل جمعية خب والشعف بمحافظة الجوف: “شاركنا في مهرجان خيرات اليمن بهدف تعريف المواطن بأنواع وأصناف التمور الجوفية ذات الجودة العالية، والتي تقارب 30 نوعاً، ومنها «الصكعي- العجوة، الاخلاص، نبوت سيف، الخضري، السكري، البرحي»، بالإضافة لعدة أنواع من التمور المجففة.
ويؤكد أبو راكان أن تمور الجوف لاقت إقبالاً كبيراً من قبل زوار المهرجان، حيث تفاجأ المواطنون عندما شاهدوا ما تنتجه الجوف من أنواع، وأصناف التمور ذات الجودة العالية.
ودعاء بن زاهره مزارعي الجوف إلى التوسع في زراعة النخيل والاهتمام بالعمليات الزراعية، كما طالب المستهلك اليمني بالإقبال على شراء المنتج المحلي من التمور وغيرها.
الأسر المنتجة
وشاركت العديد من الأسر المنتجة في مهرجان “خيرات اليمن”، بالإضافة لمحلات بيع العسل والبن والألبان.
وفي هذا السياق يقول حسان خالد الوادعي صاحب مركز الزهراء للعسل واللوز والزبيب والزيوت أن مهرجان “خيرات اليمن” نجح وكان التنظيم ممتازاً، وحظي بإقبال جيد من قبل المواطنين، والمسؤولين.
وتمنى الوادعي أن تستمر هذه المهرجانات بهدف الترويج والتسويق للمنتجات اليمنية لتصل إلى العالم، والتي تشتهر بجودتها العالية.
أما سلوى محمد علي “مالكة حقائب الفؤاد الجلدية” فتقول: “كانت مشاركتنا في هذا المهرجان بعرض منتجات الفؤاد للحقائب متعددة المقاسات والأنواع، مؤكدة أن المنتج المحلي ينافس في السوق من حيث الجودة والسعر، وما ينقصه هو الترويج والتسويق حتى يحظى بالإقبال من قبل الزبائن”.
وتطالب سلوى الجهات الرسمية بدعم ورعاية المشاريع الصغيرة الخاصة بالأسر المنتجة، وتوفير المواد الخام حتى تتمكن هذه المشاريع من مواصلة الإنتاج.
أوراق علمية
وخلال المهرجان قدمت 8 أورق علمية من جامعات صنعاء وعمران والبيضاء، تمحورت جميعها حول سلسة فواكه الرمان والعنب والتمور والتفاح، وأدارها بالتناوب الأستاذ الدكتور محمد النظاري والدكتورة سميرة الحبابي والمهندس فضل النجار.
وانطلقت يوم السبت فعاليات الندوات العلمية، حيث حاضر فيها نخبة من الأكاديميين المتخصصين في المجال الزراعي، من جامعات صنعاء والبيضاء وعمران وجمعية المهندسين الزراعيين ووحدة التمويل.
وشهد اليوم الأول عرض بحثين، الأول للدكتور سميرة الحبابي من وحدة التمويل، والثاني للأستاذ الدكتور عبد الوارث المنيفي من جامعة البيضاء، حيث تطرق البحث الأول للتغييرات المناخية، وأثرها على المحاصيل الزراعية، فيما استعرض البحث الثاني، تقنيات إدارة أمراض العنب المستخدمة باليمن، وآفاق تطويرها في ظل ظروف تغيير المناخ، وأدار الندوة الدكتور محمد النظاري عميد مركز التدريب وخدمة المجتمع بجامعة البيضاء مستشار وحدة التمويل.
وتواصلت الندوات العلمية في اليوم الثالث للمهرجان ببحثين الأول للأستاذ الدكتور محمود المفلحي من جامعة صنعاء بعنوان: “أهم الأمراض التي تصيب أشجار الرمان باليمن وطرق معالجتها”، والبحث الثاني للمهندس عبد الله شملان من جمعية المهندسين الزراعيين بعنوان:” الإدارة السليمة لمحصولي العنب والرمان”
وفي المحاضرة الأولى تطرق الأستاذ الدكتور محمود المفلحي من جامعة صنعاء إلى أسباب موت أشجار الرمان في صعده بسبب مرض النقاز، والذي يسمى علمياً (فطر مسبب للذبول) ومنها سرطان النبات، ومصادر انتشاره والعوامل المسببة للمرض في شجرة الرمان،
فيما تطرقت المحاضرة الثانية التي قدمها المهندس عبد الله شملان من جمعية المهندسين الزراعيين الى أسباب أمراض فاكهة العنب والقصور في عدم مكافحتها بسبب استخدام المبيدات لفترة كبيرة والتي تكون دون جدوى للنبات، كذلك استخدام الغمر لمحصول العنب مما يتسبب في تعفن الأغصان وتفقع الثمار وتعفنها وفساد المحصول، وأدار المحاضرتان الدكتورة سميرة الحبابي.
كما تواصلت فعاليات الندوات يومي الثلاثاء بمحاضرة علمية قدمها الدكتور محمد النظاري المستشار في وحدة التمويل عميد مركز التدريب وخدمة المجتمع بجامعة البيضاء بعنوان : “مقاطعة المنتجات الصهيو أمريكية دعماً للمنتجات المحلية (المهرجانات أنموذجا) تطرق فيها إلى أهمية المقاطعة في دعم المنتجات المحلية، وإن إقامة المهرجانات، ومنها مهرجان “خيرات اليمن” الأول لفواكه التمور والرمان والعنب والتفاح يعد من أهداف وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة، وقد أثبتت نجاحها في تشجيع المزارعين والمسوقين، وساهم في تعريف المواطنين بالمنتجات اليمنية، مما جعل الإقبال عليها أكثر، مقارنة بالمنتجات الخارجية وعلى رأسها تلك الداعمة لقتل إخوتنا في فلسطين، وأدار الندوة المهندس فضل حسين النجار النائب الفني في وحدة التمويل.
وفي اليوم الأخير للمهرجان الأربعاء، وبحضور وزيري الاتصالات محمد المهدي والنفط والثروات المعدنية عبد الله الأمير، اختتمت الندوات العلمية، وذلك بتقديم بحثين الأول لنائب رئيس جامعة البيضاء للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور حميد محمد الجبر، حول “زراعة التفاح وأمراضه وطرق مكافحتها “، وأشار فيها إلى أهمية فاكهة التفاح كمحصول يحتاج إليه الإنسان، ولهذا فهي تحتاج العناية اللازمة بداية من وضع الذرة إلى القطف، وصولاً إلى بيعها في السوق.
فيما قدم البحث الثاني الدكتور عبد الرحمن محمد داحش من وحدة التمويل، تطرق فيه إلى الآفاق المستقبلية لإنتاج وتسويق الذهب الأحمر اليمني، وتكويد وتتبع المحاصيل الزراعية، وبين أهمية الرقمنة لجميع الفواكه.