العمل وفق سلاسل القيمة الزراعية
الدكتور : رضوان الرباعي
خلال العقود السابقة كان يتم تنفيذ بعض المشاريع والبرامج والأنشطة فيما يخص القطاع الزراعي، وينفق عليها مليارات، ولكن هذه المشاريع والبرامج والأنشطة كانت تفشل، والسبب أن الدولة كانت تعمل في حلقة واحدة فقط، أو حلقتين، وتترك بقية الحلقات، وهذا كان ينتج عنه مشاريع وبرامج فاشلة، كانت نتائجها عكسية تماما، حيث كان يتم التوسع في زراعة محصول معين وتزداد كميات الإنتاج وعندها لايجد المزارع من يشتري منه المنتج، ويعجز عن بيعه وتصريفه وهكذا.
وفي ظل القيادة الثورية الحكيمة بقيادة السيد عبد الملك الحوثي- يحفظه الله ويرعاه- الذي حثنا ووجه للعمل في كافة الحلقات بداية من المدخلات، والإنتاج والاهتمام بجودة المنتج والتسويق، والنقل، والتصنيع الغذائي، والتصدير وغيرها
وهذا ما يعرف بمصطلح سلسلة القيمة، وهذه السلسلة تتكون من خمس حلقات مترابطة مع بعضها البعض تبدأ من المدخلات المتمثلة في الأسمدة، والمبيدات، والبذور، والحراثة، والإرشاد وغيرها، والحلقة الثانية هي حلقة الإنتاج والتي تشمل تنفيذ العمليات الزراعية بطرق صحيحة وسليمة بداية من الحراثة، مرورا بالبذر، والتسميد والري، حتى الحصاد، والحلقة الثالثة معاملات ما بعد الحصاد مثل التعبئة والتغليف والتخزين، والحلقة الرابعة وهي التسويق والتوزيع للأسواق المحلية وكذلك التصدير، وآخر الحلقات هي الاستهلاك والتي تركز على ذوق وطلب المستهلك وهذه الحلقة من أهم الحلقات فعندما تنتج وفق طلب المستهلك وبما يتناسب مع ذوقه، هنا تضمن من يشتري سلعتك ومنتجك.
فالعمل وفق سلسلة القيمة يضمن لك الحصول على منتج سليم، وهذا ما بدأنا العمل به من خلال البرنامج الوطني لتطوير وتحسين سلاسل القيمة الزراعية، وكانت البداية مع سبعة محاصيل، وستستمر حتى الوصول إلى ما هو مخطط له قرابة 58 محصولا زراعيا بشقية النباتي والحيواني والسمكي.
فقبل التدخل في إي مشروع تتم دراسة سلسلة قيمته، من خلال تحليل وضع كل اللاعبين الرؤساء والفرعيين في كل حلقة من حلقات السلسلة، ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، وما هي المهددات التي تواجههم ، ومن ثم التدخل لحل مشاكل السلسلة من خلال الإرشاد والتدريب والقروض وغيرها
من خلال تنظيم العاملين في السلسلة نضمن تعاونهم وتبادلهم للمعلومات، بحيث تتوسع الفائدة ويستفيد الجميع…
*وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية