بصمـةُ إنتـاجٍ وجـودةٍ وإتقــان
منتجات شيزر
اليمن الزراعية – عماد الفقيه
لم تكن البدايةُ سهلة كما يتصورُها البعض.. بل لكلِ بدايةٍ صعوباتُ جمة تواجه أيَّ انسان، ليبقى الفرقُ بين الوصولِ إلى الهدفِ وبين التراجعِ عنه مرهوناً بالعزيمةِ والإصرار، وهذا ما جسدته الرائدةُ اليمنية ألطاف ناصر القميحة.
تعدَّ ألطاف، واحدةٌ من النساءِ اليمنيات اللواتي أبدعن في توظيف أفكارهن، فأثبتن بجدارة وجودهن، وقدرتهن على تحدى الصعاب، وتحقيق الأحلام.
حياةٌ حافلةٌ بالعلمِ والمعرفةِ والثقافة والعطاء، وزاخرةٌ بشغفِ المهن، وحب العمل، وتخليد الإنجاز.
تعودُ بداية طفولتها إلى مدينةِ إب، ومن ثم انتقلت مع أسرتها إلى صنعاء، لتكمل دراستها، وتعليمها الجامعي، لتكلل ثمرته، بالحصول على شهادة البكالوريوس “تربية” جامعة صنعاء، ومن ثم لتستأنف رحلتها من جديد في مجال العمل التخصصي، فخلال سنوات من عملها في سلك التعليم كانت ألطاف نموذجاً نسائياً تربوياً فريداً ونادراً ما يغيب.
معلمةٌ مثالية ومشرفة تربوية ناجحة، وشخصيةٌ نسائيةٌ معروفة تحبُ الخيرَ، وتزرعُ الابتسامةَ في وجوهِ الغير، وبشكلٍ غدتِ الابتسامةُ لا تفارقُ وجهها حتى في أحلكِ الظروفِ القاسية.
في مجالِ العملِ الخيري كان لألطاف اسهامات، حيثُ كانت واحدةً من ضمنِ مؤسسي احدى الجمعيات الخيرية الخاصةِ بالقطاعِ النسائي، عاملةً بكلِ جهدٍ واجتهاد على تحقيقِ أهدافها من خلال بصماتٍ إنسانية لا يمكن إن تُنسى.
الحياةُ الصعبة، والتحديات الاقتصادية البارزة التي أفرزها العدوان الغاشم والحصار الجائرُ على بلادنا اليمن، والتي كان لها انعكاسها وآثارها السلبي على واقع الحياة المعيشية لم تكن حجرَ عثرة أمام ألطاف، بل جعلت منها فرص وإنجازات، ومحفزاً لها للسير نحو تحقيق النجاح، فكافحت وصمدت في وجه تلك التحديات، بغية الوصول إلى تحقيق هدفها المنشود الذي لطالما حلمت بتنفيذه منذ فترة زمنية طويلة، لتتمكن ألطاف بعزيمتها وإصرارها من تجاوز الصعوبات التي واجهتها في رحلتها مع تنفيذ مشروعها، فقد كانت صعوبات مالية وفنية وتنظيمية في البداية لكنها تغلبت عليها بقوة الإرادة والتصميم ليتم في العام 2017م فتح مشروعها المتمثل والمسمى بـ “معمل شيزار للخياطة والتفصيل” لتستأنف رحلتها في هذا الجانب مع أولى خطواتها العملية الرامية إلى تحقيق الاكتفاءِ الذاتي، والتي تمثلت في إنتاج سنابل متنوعة من منتجاتها الخاصة بإكسسوارات المطبخ وتوزيعها في السوق، لتلاقي هذه الأعمال التي أنتجتها رواجاً وإقبالاً كبيراً لاسيما وإن مثل هذه المنتجات كان قد اعتاد التجارُ على استيرادها من الخارج، لتصبح اليوم منتجات محلية رائعة صنعت بأيادٍ يمنية أبدعت نسجها وإنتاجها، وباتت تنافس المنتج الخارجي.
واصلت ألطاف من بعد هذا القبول والإعجاب والتميز مسيرة نجاحها في مشروعها الصغير، وتطوير منتجاتها بشمولية وإبداع، حيث أقدمت على إنتاج منتجات متنوعة أخرى إلى جانب اكسسوارات المطبخ أبرزها، حقائب جلد نسائية وحقائب المكياج وحقائب الأمهات، اضافة إلى ذلك يتميز معمل شيزار بإنتاج “طراحات” السرير بكافة أشكالها، فضلاً عن انتاج ملابس نسائية متنوعة التصاميم والأشكال ومتعددة الاستخدام ، إلى جانب ذلك تبدع ألطاف في انتاج أزياء مدرسية، وبدلات تخرج، وأطقم مناسبات وغيرها من المنتجات التي تلاقي رواجاً بين أوسط المجتمع المحلي، ما عزز نجاحها إلى العمل الجاد والالتزام بتقديم خدمات عالية في الجودة والابتكار وفريدة في التصميم والتشكيل والتنوع الجذاب.
وعلى الرغم من الامكانات البسيطة التي يعمل في ظلها مشروع ألطاف إلا أنه يمثلُ ملجأً آمناً، ونافذة أمل للمرأةِ اليمنية؛ كونه يساهمُ في تدريب الكثير من النساء اليمنيات على فنونِ الخياطة والتفصيل، وفي الوقت نفسه يوفرُ لهن فرص عمل مستدامة تحقق لهن دخلاً مالياً يساعدهن في رعاية أسرهن، بما يخفف نوعاً ما من نسبة البطالة بين النساء اليمنيات.
هكذا أصبحت اليوم ألطاف قدوةً للنساء الطموحات اللواتي يسعين إلى تحقيق الاكتفاءِ الذاتي، ودعم أسرهن في ظلِ الظروف الصعبة، إذ أن مشروعها في مجال الخياطة والتطريز والتفصيل ليس فقط وسيلة لكسب العيش، بل يعكسُ أيضاً صور الصمود والإصرار والابتكار في سبيل الابداع والإنتاج وتحقيق المزيد من التميز والنجاح، الأمرُ الذي يستوجبُ دعمها ودعم منتجاتها والترويج لها بما يحقق المزيد من الإقبال على شرائها، كي تظل ألطاف وغيرها من رائداتِ المشاريع الصغيرة، مستمرة ومتواصلة في العطاء بغية الوصول بشكلٍ كلي إلى تحقيق الاكتفاءِ من هكذا منتجات.