تقاريرصحافة

أبرز مكاسب ثورة 21 سبتمبر نحو تحقيق التنمية المستدامة

الجمعيات التعاونية

اليمن الزراعية – رضوان الشارف

تمثل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نقطة فارقة في تاريخ شعبنا العظيم، نحو تحقيق النمو والازدهار والتخلص من وصاية قوى الهيمنة والاستكبار العالمي والمؤسسات الدولية التابعة لها والتي وقفت لعقود طويلة حجر عثرة أمام توجهات بلادنا للنهوض بكافة الجوانب وأهمها الجانب التعاوني الزراعي.
كما أن الأنظمة السابقة كانت تنتهج سياسة لا تشجع المزارعين على إنتاج محاصيل القمح والحبوب واستغلال الموارد المتاحة في أغلب المحافظات اليمنية لتوسيع دائرة الإنتاج، إنما انخرطت بشكل مباشر في سياسات البنك الدولي ودول الهيمنة ومخططاتها التآمرية الرامية لإبقاء اليمن بلداً مرتهناً للخارج وغير قادر على توفير قوته وأمنه الغذائي، والاعتماد على الاستيراد لكافة المنتجات.
وكان من ضمن تلك السياسات العميلة عدم الاهتمام بإنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية التي تعد الحاضنة للمزارعين الذين يشكلون النواة الأساسية للانطلاق لتحقيق الاكتفاء الذاتي،من خلال تنظيم الزراعة وتحسين عمليات الإنتاج والتصدير والتغليف، والتعليب وخلق طرق تواصل فعاله بين الجمعيات التعاونية الزراعية والمجتمع المحلي والجهات الرسمية، ودعم جوانب التنمية الزراعية سواء بالتنسيق، أو تقديم الدعم اللازم وفق المنهجية القرآنية القائمة على التعاون والمشاركة المجتمعية بهدف تخفيض فاتورة الاستيراد التي تكلف الاقتصاد اليمني الكثير.
لتاتي ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لتكون الخلاص من تلك الهيمنة والوصاية، وفتحت الباب أمام شعبنا نحو التحرك الجاد والمثمر في سبيل تحقيق التنمية المستدامة القائمة على هدى الله والمشاركة المجتمعية، من خلال التركيز على الأولويات الثلاث (الغذاء، والدواء والملبس).
وحظيت الجمعيات التعاونية الزراعية باهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، وكذا اللجنة الزراعية والسمكية العليا التي تتولى الإشراف على تنفيذ الأنشطة والبرامج الزراعية، والإتحاد التعاوني الزراعي لتفعيل دور الجمعيات التعاونية بما يمكنها من القيام بدورها في دعم المزارعين وتشغيلهم، وتسخير كل الامكانيات المتاحة بما يمكنهم من القيام بدورهم على أكمل وجه.
فقد بلغ عدد الجمعيات التعاونية الزراعية التي تم إنشاؤها بعد ثورة 21 سبتمبر ما يقارب 113 جمعية، بلغ الفاعلة منها بالميدان ما يقارب 84 جمعية تعاونية 50 منها منتجة للحبوب و60 متعددة الأغراض وجمعيتين سمكية وثروة حيوانية، فيما بلغ عدد المساهمين فيها ما يقارب 118 ألف 543 مساهماً من أبناء المجتمع، فيما بلغ رأس مال الجمعيات التعاونية ما يقارب المليار و106 ملايين و717 الفا و350 ريالاً تم تدريبها وتأهيلها وتفعيلها وفق المنهجية القرآنية القائمة على هدى الله وآلية العمل الهادفة الى خفض فاتورة الاستيراد والتركيز على الأولويات الوطنية الغذاء والدواء والملبس والتركيز على توسيع الزراعة التعاقدية، و برنامج القروض وغيرها من المجالات التي ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
كما تم تدريب ما يقارب 12 الف و280 فارس تنمية و 561 عضوا من أعضاء الهيئة الإدارية للجمعيات لرفع قدراتهم الإدارية والرقابية والإدارة التنفيذية وفق الخطط المرسومة من اجل تحقيق الأهداف المرجوة وضمان نجاحها، والابتعاد عن العشوائية في العمل، واعتماد العمل وفق خطط مدروسة يتم فيها مراعاة الإمكانيات وواقع العمل في الميدان، بالإضافة الى تدريب 55 من المدراء التنفيذيين للجمعيات و67 محاسبا ماليا.
كما ان الاتحاد التعاوني الزراعي كان له دور فاعل في توفير ما تحتاج إليه الجمعيات التعاونية الزراعية من البناء الفاعل للنهوض بالمسؤولية الذي يشمل التدريب والبناء المؤسسي في الجوانب الداخلية للجمعيات، التنظيمية منها والمالية والقانونية، إلى الجوانب الفنية في المجال الزراعي والحيواني وغيرها من الأنشطة، وتخفيض الكلفة وتحسين الإنتاج، والفرز والتدرج بالمحاصيل الزراعية، معاملة ما بعد الحصاد، والإرشاد الزراعي، كل هذا يحتاجه المزارعون عبر الجمعيات والعمل وفق حلقات سلاسل القيمة.
وقطعت الجمعيات التعاونية شوطاً كبيرا في الزراعة التعاقدية من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجمعيات والتجار او الشركات لزراعة تعاقدية في العديد من المحاصيل لضمان نجاح تسويق المنتجات الزراعية، وكان لها نتائج مذهلة وحققت الاكتفاء الذاتي في عدة منتجات.
وحاليا تعمل الجمعيات التعاونية في سهل تهامة الى زراعة 100 الف هكتار من الأراضي الصالبة والكثبان الرملية بالحبوب واستغلال موسم الامطار كواحدة من التحولات التي أحدثتها ثورة 21 سبتمبر في الجانب الزراعي والاتجاه نحو تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي والتوسع في زراعة مختلف المحاصيل وفي مقدمتها الحبوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى