إرشاداتصحافة

ثورة 21 سبتمبر.. ثورة استعادة أمجاد حضارية شاملة

د. يوسف المخرفي

نحن جيل ثورة 21 سبتمبر 2014 الخالدة، عشنا وشهدنا وعاصرنا أحداثها المباركة، كما شهدنا إرهاصاتها التي كادت أحداث فبراير 2011 أن تنزلق بكل اليمن في منزلق دموي خطير واستعماري أجنبي- كحال جنوب الوطن المحتل إقليمياً وغربياً- لولا وجود كيان وطني كان يمتلك وعياً وحساً وطنياً ودينياً مرهفاً، ممثلاً في جماعة “أنصار الله” الذي احتوى الجميع، واصطفوا إلى جانبه في مواجهة مخطط إقليمي وغربي لعين في أكبر اصطفاف وتوافق وطني.
لا يزال بصموده يصنع أمجاداً حاضرة ومستقبلية.
وتعتبر ثورة 21 سبتمبر، ثورة وطنية شاملة، لكونها أحدثت تغييراً في تاريخ اليمن المعاصر، وفي شتى مجالات الحياة، وفي مقدمتها الأمنية والعسكرية التي صنعت مستحيلاً لم يكن يخطر على بال أحد إلا بحسابات الإرادة الوطنية، وعزيمة الرجال وصمود المجاهدين الشجعان.
وقد استلهمت القيادة الثورية دروساً عديدة جراء الحصار الجائر الذي فرض على وطننا وشعبنا من قبل قوى العدوان، لتقرر بحساب الإمكانات والمتاح إحداث ثورة زراعية كانت مدرجة ضمن لاءات القوى الإمبريالية التي فرضتها على سائر الدول النامية وفي مقدمتها(لا للزراعة- نعم للاستيراد) فحطمت الإرادة الثورية جميع لاءات تلك القوى التي عاثت هي وأسيادها منذ عام 1934 حتى 2014 باليمن تخابراً وعدواناً وفساداً وفقراً، وما جرمها بنقل البنك المركزي اليمني إلى عدن وحرمان الموظفين من مرتباتهم إلا ضرباً من ضروب إجرامهم بحق اليمن وشعبه، وهو إجراء دنيء يقرون به جهارا نهارا ويتخذون منه أسلوبا للضغط والابتزاز..
وقد استلهمت القيادة الثورية تجربة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في التعاونيات واستحضرتها في كيان (الجمعيات التعاونية الزراعية) التي أضافت مستحيلاً لتجعل منه ممكناً، فيحقق اكتفاء في بعض المنتجات والقدرة على التصدير بالنسبة للمنتجات الزراعية النقدية الأخرى.
كما تبنت تحت شعار “يد تحمي ويد تبني” الذي رفعه الرئيس الشهيد صالح الصماد سياسة لتوطين الخامات الزراعية في المنتجات الصناعية الوطنية، ولا زالت الجهود تبذل لتحقيق هذه الغاية الوطنية.
كما اتجهت الجهود الثورية والسياسية والاقتصادية والزراعية نحو زراعة الأراضي البور والصحاري والكثبان الرملية للتوسع في مساحة الأراضي الزراعية، وبالتالي الانتاج الزراعي.
ويمكن القول إن توفر الوعي والإرادة الثورية الذي ضخ ويضخ عقولاً جديدة في إطار التغيير الجذري الراهن، وإعادة هيكلة وتنظيم البناء المؤسسي، وتعيين الخبراء والكفاءات وفقاً لتخصصاتهم بدلاً عن العاهات، كل تلك الجهود المباركة شعبياً ستحقق العديد من الغايات الوطنية، وفي مقدمتها تحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع السلع والخدمات، وبالتالي تعزيز السيادة والاستقلال الوطني، بما يمكن اليمن من استعادة واستحضار أمجاده التليدة إلى الساحة الوطنية والإقليمية والعالمية المعاصرة التي نشهد أحداثها الجارية لتكون شاهدة على ذلك، وعلى هشاشة الكيان الصهيوني ومموله الأمريكي اللذين انكسرا، ومن معهما في البحر الأحمر أمام شجاعة وقدرات المقاتل اليمني في البر والبحر والجو.

*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى