الإصــرار علــى العمــل الجماعــي بــوابــة الـنجــــاح
اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي
في أعماق وادي سهام بمديرية المراوعة، حيث تسكن الطبيعة بجمالها الشديد، وفي قلب قرية المهد الأوسط، حيث يسكن الأمل والإصرار، ولدت قصة نجاح تستحق أن تروى للأجيال من معاناة وحدت القلوب.
تخيلوا معي حياة أهالي ست قرى كاملة تتوقف عند بوابة طريق مدمرة، طريق هو شريان الحياة بالنسبة لهم. طريق يربطهم بالعالم الخارجي، بالمدارس، بالمستشفيات، وبالأسواق. وبسبب الأمطار التي حلت على البلاد وما تبعها من سيول جارفة تحول الطريق الموصل إلى قرية المهد وقرى أخرى إلى جرح نازف في قلوبهم، وعرقل حياتهم اليومية.
مريض يحتاج إلى إسعاف، طالب يود الذهاب إلى مدرسته، وتاجر يريد أن يجلب بضاعته، كل هؤلاء وجدوا أنفسهم عالقين بسبب هذا من حل بالطريق من دمار.
ولكن، في خضم هذه المعاناة، ظهرت شرارة الأمل، شرارة المبادرة المجتمعية التي أثبتت أن الأزمات قد تكون فرصة لإظهار أسمى معاني التكاتف والتضامن.
لكن أهالي المهد الأوسط، بجهودهم الذاتية وبمساهماتهم المتواضعة، بدأوا في ترميم طريقهم، ليؤكدوا للعالم أجمع أنهم أصحاب إرادة صلبة وعزيمة لا تلين، حيث حملوا على عاتقهم مسؤولية إعادة الحياة إلى قراهم، وبعيداً عن أي انتظار للمساعدة الخارجية، قرروا أن يكونوا هم صناع التغيير.
لم تكن مهمة ترميم الطريق سهلة، فقد واجهوا العديد من التحديات والصعوبات، بدءاً من نقص الأدوات والمعدات، ومرورًا بظروف الطقس القاسية، وانتهاءً بالتعب والإرهاق. ولكن، مع كل عائق واجهوه، ازدادت عزيمتهم وإصرارهم على تحقيق هدفهم.
اليوم، وبعد جهود مضنية، تمكن أهالي المهد الأوسط من ترميم الطريق، وفتحوا بذلك آفاقاً جديدة أمامهم وأمام أجيال قادمة.
هذه ليست مجرد قصة نجاح في ترميم طريق، بل هي قصة نجاح في بناء مجتمع قوي متماسك، مجتمع يؤمن بالقيم النبيلة والتضامن الاجتماعي.
هذه القصة هي مصدر إلهام لنا جميعاً، تدعونا إلى العمل بجد واجتهاد من أجل مجتمع أفضل. دعونا نستلهم من أهالي المهد الأوسط روح التحدي والإصرار، ولنعمل جميعاً من أجل بناء مجتمعاتنا، وتجاوز كل الصعوبات والعقبات التي تواجهنا.