تقاريرصحافة

باحثون ومختصون في زراعة البن لصحيفة “اليمن الزراعية”:

عندما نراهن على التوسع في زراعة البن نراهن على جودة المحصول بالدرجة الأساسية

يمتاز البن اليمني بنكهته الفريدة، وجودته العالية، نظراً لما تتمتع به اليمن من تضاريس ومناخ متنوعين، وخصوبة في تربتها، وهو ما أكسب منتجاتها الزراعية جودة عالية، ومنها شجرة البن.
وكانت اليمن من أكثر الدول، زراعة وإنتاجاً للبن، إلا أن كل ذلك تراجع، نتيجة عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة البن واستبداله بشجرة القات، بالإضافة إلى جهل البعض لأهمية هذه الزراعة، كونها، رافداً للاقتصاد الوطني، من جهة، وصعوبة التعامل مع هذه الشجرة، وتسويقها بالطريقة الصحيحة، وأسباب أخرى أدت تدريجياً إلى إهمال زراعة البن وتنميتها.

اليمن الزراعية – محمد أحمد

وعلى طريق تنمية زراعة البن اليمني واستعادة أمجاده التاريخية يوصي عدد من المهتمين والمختصين بضرورة إعداد وتنفيذ برامج إرشادية وتوعوية حول تحسين الإنتاج والجودة، وإنشاء مراكز إعداد صادرات البن، بالتنسيق مع القطاع الخاص، إلى جانب تشجيع إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية المتخصصة في تنمية إنتاج البن.

خطط وبرامج تنمية زراعة البن
وفي السياق يقول مدير عام تنمية البن بالمؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن المهندس محمد حارث، أنه يمكن العمل على تنمية البن اليمني، وإعادة أمجاده التاريخية من خلال تنفيذ برامج سلسلة القيمة لمحصول البن، حيث تركز هذه السلسلة على توحد الجهود لخدمة محصول البن في جميع مراحل السلسلة، من بداية البذرة، وما يتضمنه من أنشطه لاختيار أمهات البذور، ومعاملتها لاختبار كفاءتها وحيويتها، ثم إعداد وتجهيز الأرض للزراعة والتسميد، ثم المعاملات الزراعية لخدمة المحصول، من ري وتسميد، وتقليم وخدمه للأرض والمكافحة الحيوية للآفات.
ويتابع قائد في تصريح خاص لصحيفة “اليمن الزراعية”: “ثم تأتي مرحلة الحصاد، ومعاملات ما بعد الحصاد، التخزين، والتسويق، وما يتضمنه من تدخلات أثناء عمليات الفرز، والتدريج والتعبئة والتغليف، وصولاً إلى المستهلك”.
ويوضح أن جميع هذه المراحل عبارة عن منظومة، وجميع العاملين في هذه السلسلة شركاء في تحقيقها وضمان جودتها، وأي خلل في أية مرحلة لهذه السلسلة سيؤدي إلى ظهور مشاكل ويخسر الجميع في النهاية، مبيناً أن تضافر الجهود ضمان حقيقي للوصول لاستعادة المكانة العالمية لمحصول البن.
ويشير إلى أن اليمن عندما تعمل على التوسع في زراعة البن، إنما نراهن على جودة محصول البن بالدرجة الأساسية، وليس بالكمية كون الكثير من الدول انتاجيتها نتيجة الحيازات الزراعية لديها عالية جداً، مضيفا أنه نتيجة لمحدودية الأراضي الزراعية في اليمن نركز على الجودة.
ويبين أن خطط وبرامج المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن تتركز على التدخل في جميع مراحل السلسلة، وهذا ما ظهر جلياً في قرار إنشاء المؤسسة، والتي تؤكد المهام الواردة في قرار الانشاء على الاهتمام بتنمية محصول البن في جميع مراحل سلسلة الإنتاج إلى التسويق وتنظيمه على المستوى المحلي والخارجي، وكذلك تشجيع وتبني تنفيذ المشاريع الاستثمارية لمحصول البن، منوهاً إلى أن تحقيق هذه المهام بالتنسيق مع جميع الشركاء، وعلى رأسهم اتحاد منتجي البن، والتي تنضوي تحت مظلتها جمعيات منتجي البن في اليمن، إلى جانب التعاون والتنسيق مع مصدري البن، والسلطات المحلية في مناطق إنتاج البن.

حلقة وصل
من جانبه يقول رئيس اتحاد جمعيات منتجي البن، محمد حسن عثمان إن الجمعيات والاتحاد تمثل حلقة الوصل الفاعلة في التنسيق بين الجهود الرسمية والمجتمعية لتنمية إنتاجية وتسويق محصول البن محلياً وعالمياً، مضيفا أن من المهام الرئيسة للجمعيات والاتحاد السعي إلى التوسع في زراعة البن وتحسين الجودة، وفتح نوافذ تسويقية جديدة في الأسواق المحلية والخارجية بما يحقق النمو الحقيقي في صادرات البن، والنمو في الدخل القومي للوطن، وهذه تعد من المهام الرئيسة.
ويوضح عثمان في تصريح خاص لصحيفة “اليمن الزراعية” أن من أبرز الخدمات التي يقدمها الاتحاد والجمعيات لمزارعي البن، هي الارشاد الزراعي بالممارسات الزراعية السليمة، ومكافحة الآفات الزراعية بشكل مستمر في المواسم الزراعية، من خلال الفلاشات والملصقات الإرشادية، والتدريب، وتنظيم زيارات لتبادل الخبرات بين المزارعين.
ويشير إلى أن الجمعيات والاتحاد تعمل على حشد الجهود المجتمعية، والرسمية، لإنشاء وإعادة تأهيل الخزانات والسدود، بالاستفادة من حصاد مياه الأمطار، والسيول، والعيون لري البن، وإعادة تأهيل قنوات وشبكات الري، ومساعدة المزارعين على الحصول على شبكات ري حديثة ومدخلات التجفيف.
ويواصل حديثه: “وحشد الجهود المجتمعية لحماية الأراضي الزراعية من مخاطر السيول، كما تعمل الجمعيات والاتحاد على تشجيع المزارعين على التوسع في زراعة البن، واستصلاح الأراضي الصلبة، والحد من زراعة القات”.

التسويق والإرشاد الزراعي
وعن دو الاتحاد في التسويق والارشاد يقول عثمان إن الاتحاد يعمل على تمكين الجمعيات من تسويق محصولهم من البن، من خلال التشبيك بين الجمعيات والشركات المحلية والخارجية التي تعمل في تجارة وتصدير البن اليمني.
ويشير إلى أن الاتحاد يعمل على حشد الجهود المجتمعية والرسمية والقطاع الخاص للترويج وتسويق البن اليمني، من خلال تنظيم واقامة المزادات الوطنية للبن اليمني، وتنظيم المعارض التسويقية والمهرجانات المحلية، والمشاركة في تنظيم وإطلاق حملات إعلامية، تعريفية وترويجية وتسويقية، على المستويين المحلي والخارجي، كما يعمل الاتحاد على تقديم خدمات الدعم الفني لرواد الأعمال والمستثمرين الجدد في قطاع البن بما يساهم في تحسين الطلب على البن اليمني.
ويبين عثمان أن الاتحاد يقوم بالإرشاد الزراعي عبر تزويد الجمعيات بالمادة الإرشادية بالممارسات الزراعية السليمة وطرق مكافحة الآفات الزراعية من خلال الاستفادة من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ونشر فلاشات وملصقات ارشادية واقامة تدريب للمزارعين.
ويضيف :” ويعمل الاتحاد على الحد من انتشار الآفات الزراعية التي تظهر في مناطق الإنتاج، من خلال ارسال المختصين الزراعيين إلى مناطق الإنتاج التي تظهر فيها الآفات الزراعية وتقديم خدمات الارشاد بطرق المكافحة الأمنة”، لافتاً إلى أنهم يقومون بتنظيم حملات، إعلامية توعوية بأهمية زراعة وتحسين جودة البن وتشجيع الاستهلاك المحلي للبن اليمني عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى الارتقاء بقدرات الجمعيات على تجويد المنتج من خلال تدريب مختصين في الجودة وأساسيات التذوق والتسويق وتزويد الجمعيات بمعامل التجفيف والمخازن التجميعية للبن.

دور البحوث في تنمية زراعة البن
وتأتي أهمية البحوث التي تعمل على تأمين الغذاء للإنسان، والبحث والتطوير في التنمية الزراعية ومنها مجال البن، حيث عملت البحوث على تنمية زراعة البن، بزيادة الإنتاج، وحلت الكثير من المشاكل المصاحبة لعملية التنمية الزراعية وزراعة البن بشكل خاص.
الباحث في البن اليمني وأستاذ المحاصيل وتربية النبات بكلية الزراعة والأغذية والبيئة بجامعة صنعاء الدكتور أمين الحكيمي، يؤكد أن تحقيق التنمية والوصول إلى تحقيق أهداف الإنتاج والأمن الغذائي، ومنها تنمية زراعة البن، بطريقتين، تتمثل الأولى في التوسيع من مساحة الإنتاج الاكتفاء ذاتياً، وعمل مدخلات إنتاج كثيرة جداً وكثيفة.
ويضيف الدكتور الحكيمي في تصريح خاص لصحيفة “اليمن الزراعية” أن الطريقة الثانية هي الاعتماد على الأسلوب البحثي العلمي، وتحسين الإنتاج على المستوى الرأسي، أو ما يسمى التوسع الرئيسي في الإنتاج، والذي يقصد به زيادة الإنتاج في وحدة المساحة، مشيراً إلى أن المسؤولين عن ذلك هي الجامعات ومؤسسات البحوث والتطوير المختلفة.
ويوضح أن الاهتمام بالبحوث العلمية والتطبيقية هي التي ستعمل على تطوير زراعة البن اليمني، وزيادة الإنتاج، وحل المشاكل التي قد تواجه المزارعين أثناء زراعة البن، عبر إجراء البحوث لتحسين الجودة، وزيادة الإنتاج، واستدامته.
ويشير إلى أنهم وجهوا الدعوة للدارسين والباحثين لعمل دراسات ماجستير ودكتوراه حول البن، خلال الفترة الماضية، نتيجة الإهمال الذي عانى منه محصول البن فيما يخص البحوث والدراسات، بشكل خاص.
ويشدد على أهمية تخصيص أماكن معينة، ومشاتل محددة، وهي كثيرة لدى الدولة- بهدف عمل مدخر وراثي في بيئات متعددة، إلى جانب ضرورة توحيد الجهود وتكاتف الجميع، عبر العمل كفريق واحد، وتنسيق وتعاون الجهات والتخصصات في بحوث البن وتنمية واقتصاد، ووقاية وتسويق وتنمية البن، مضيفاً أن الموضوع في غاية الأهمية، وبالتالي يجب على الجميع العمل كيد واحدة سواء في وزارة الزراعة، ومراكز البحوث، والجامعات، بهدف تنمية وتطوير قطاع البن، حتى يؤدي دوره في دعم الاقتصاد الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى