نسعى لنكون الحليف الاستراتيجي للمزارعين ونحن في صدد بناء مستقبل مستدام لزراعة البـــن
أكد رئيس المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن مانع العسل أن ثورة 21 سبتمبر تمكنت من زيادة انتاج البن وساهمت في تعزيز الوعي بأهمية البن اليمني وترويجه على الساحة الدولية.
وقال العسل في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” إن ثورة البن تمثل أملًا جديدًا، حيث تتضافر الجهود الجماعية لتحقيق نهضة شاملة لهذا القطاع، وتحويل اليمن إلى مركز رائد في إنتاج البن، مما يسهم في تحسين حياة المزارعين ويعزز الاقتصاد الوطني بأكمله.
حاوره: الحسين اليزيدي
■ بداية.. حدثنا عن واقع زراعة البن في اليمن؟
زراعة البن في اليمن تحمل تاريخًا طويلًا وعريقًا، وتعتبر جزءًا من التراث والهوية الثقافية والاقتصادية للبلاد، فالمصادر التاريخية تشير إلى أن اليمن هو موطن البن الأصلي، وأن اليمنيين هم أول من اكتشف البن كمشروب.
ويزرع البن اليمني في ظل ظروف مناخية، وبيئية لا تتماثل مع مناطق أخرى من العالم، ويستخدم اليمنيون النظم القديمة التي اتبعها أجدادهم في زراعة البن، ومن جهة ثانية يغلب على بيئة زراعة البن في اليمن ندرة المياه، وعلى الرغم من ذلك يحصل المزارع اليمني على أفضل أنواع البن في العالم، إذ يتميز بنكهته الفريدة والمتنوعة.
ويمكن اعتبار البن سلعة رئيسية تصدرها اليمن للعالم بعد النفط، ويتم تصدير البن اليمني حالياً إلى دول الخليج والسعودية واليابان والولايات المتحدة وكندا وروسيا وفرنسا وايطاليا والدنمارك وألمانيا وتركيا والهند وغيرها من البلدان
■ ما هي مناطق زراعة البن في اليمن؟
يزرع البن اليمني في معظم المحافظات، وأشهر مناطق زراعته، هي: (بني مطر، يافع، حراز، الحيمتين، برع، بني حماد، عمران، ذمار، خولان بن عامر- العدين- وفي المحويت، وحجة وغيرها)، حيث يزرع البن في قرابة 15 محافظة وبنسب متفاوته ويتكون من أشكال وأحجام مختلفة، ومن عدة أسماء، وأنواع؛ وذلك نسبة إلى المناطق التي يزرع فيها، ومن أشهر أنواعه (المطري، اليافعي، الخولاني، الحيمي، الحرازي، الإسماعيلي، الأهجري، المحويتي، البرعي، الحمادي، الريمي، الوصابي، الانسي، العديني، الصبري،الفضلي)وغيرها.
وتقدر احصائيات وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية المساحة الزراعية المخصصة للبن حالياً في أنحاء اليمن (37272)هكتاراً، وتقدر الإنتاجية (21654) طناً، ويزرع في الوديان، حيث المناخ الدافئ الرطب، وفي السفوح، والمدرجات الجبلية على ارتفاعات تتباين من 700-2400م فوق سطح البحر .
■ ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة.. ما أهمية هذه الثورة، وماذا أحدثته من تغيير في تنمية وإنتاج البن اليمني؟
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 م نقطة تحول كبيرة في تاريخ البلاد، ولها أهمية بارزة في عدة مجالات، بما في ذلك الزراعة وإنتاج البن، فقد حررت اليمن من الوصاية والارتهان وكانت علامة فارقة في تاريخه، وبفضل الاستقلال والتحرير، تمكنت اليمن من تطوير قطاع الزراعة، وزيادة إنتاج البن الذي يمثل جزءًا هاماً من الاقتصاد الوطني كما أن الثورة ساهمت في تعزيز الوعي بأهمية البن اليمني وترويجه على الساحة الدولية.
■ تحل علينا الذكرى الثالثة لثورة البن.. ما أهمية وأهداف هذه الثورة؟
ثورة البن، التي نحتفل بذكراها الثالثة، تجسد إرادة شعبية قوية ورغبة وطنية عميقة في استعادة المكانة التاريخية للبن اليمني.
وتهدف ثورة البن إلى تحريك العجلة الاقتصادية من خلال فتح المجال أمام الإبداع والابتكار، حيث تسعى إلى تعزيز القدرات الإنتاجية وتحسين الجودة، كما أن ثورة البن تهدف إلى تحسين مسارات الإنتاج من خلال تبني تقنيات حديثة وأساليب زراعية متطورة، مما يسهم في رفع جودة المنتجات اليمنية. تبرز أهمية هذه الثورة أيضًا في خلق شراكات دولية، حيث يفتح المجال لتبادل الخبرات والتقنيات، مما يعزز من قدرة اليمن على المنافسة في الأسواق العالمية.
بالتالي، فإن ثورة البن تمثل أملًا جديدًا، حيث تتضافر الجهود الجماعية لتحقيق نهضة شاملة لهذا القطاع، وتحويل اليمن إلى مركز رائد في إنتاج البن، مما يسهم في تحسين حياة المزارعين ويعزز الاقتصاد الوطني بأكمله.
■ المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن مر أكثر من عام على انشائها.. حدثنا عن هذه المؤسسة من حيث أهميتها وأهدافها؟
يمكن القول إن القيادة الثورية والسياسية والزراعية، وتتويجًا لجهود عامين ماضيين من ثورة البن، أصدرت قراراً ثورياً بإنشاء المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن، وذلك من خلال إنشاء كيان قوي يكون مسؤولًا عن قطاع البن، ويعمل كمتحدث رسمي باسمه في المحافل المحلية والدولية، وهي من الجهات المعدودة بالأصابع التي أنشأتها ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، ومن القرارات التي تهدف إلى تعزيز الجبهة الداخلية من خلال الاهتمام بمقوماتها.. هذه المؤسسة تأتي كتتويج لكل الاجراءات الايجابية التي تم اتخاذها من أجل استعادة المكانة التاريخية للبن.
عملت المؤسسة – تحت اشراف وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية – مع الشركاء على بلورة نتائج التدخلات السابقة، وتوصيات الدراسات التقييمية، مما ساعد في وضع خطة عمل استراتيجية تنموية وتسويقية تعبر عن تطلعات الجميع، وتساهم في تنفيذ جميع التوصيات التي تعمل كجسر عبور لقطاع البن، إلى مرحلة متقدمة ومواكبة للتطورات التي حدثت في مجال صناعة البن على المستوى العالمي.
إن هذه المؤسسة تمثل نقطة انطلاقة جديدة لتعزيز الإنتاجية والجودة، وتوفير بيئة ملائمة للاستثمار والتطوير، مما يعكس التزامها وتطلعات اليمن قيادة وشعبا في تحقيق مستقبل مشرق للبن اليمني محليا وخارجيا.
وتهدف المؤسسة كما ورد في قرار انشائها إلى تحقيق الأغراض التالية:
-1 حماية البن اليمني من خلال العمل على كل ما من شأنه إعادة المكانة التاريخية له.
-2 التشجيع على التوسع في زيادة انتاج البن وتغطية احتياج السوق المحلي وتحقيق التوازن المستدام.
-3 الارتقاء بعملية الإنتاج والتسويق والتصدير للين من خلال الإدارة المتكاملة له والحفاظ على مستوياته العليا في الأسواق المحلية والخارجية.
-4 تشجيع مزارعي محصول البن وتخفيض تكاليف الإنتاج.
-5 دعم الجوانب البحثية والارشادية ذات الصلة بمحصول البن.
■ المبادرات المجتمعية ركيزة أساسية للتنمية.. أين موقعها فيما يخص البن؟
إنتاج البن يتطلب جهودًا جماعية متمثلة في تشييد منشآت حيوية مثل حصادَ المياه وصيانة المدرجات وترميم المنشآت، إلى جانب إنشاء الطرقات التي تسهل الوصول إلى المناطق الوعرة.
لقد تجسدت هذه المبادرات أيضاً في تكوين جمعيات منتجي البن، حيث اتحد المزارعون في سعيهم لتحسين إنتاجهم وتطوير بيئتهم الزراعية، فبادروا بتشييد البرك والسدود ورصف الطرقات، مما يعكس التزامهم العميق والتفافهم حول قيادتهم السياسية التي غرست في نفوسهم من جديد روح التعاون والاخاء.
■ المزارع هو الأساس والعمود الفقري الذي على أكتافه تنمو وتنهض التنمية.. ماذا ستقدم المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن لمزارعي البن؟
من أهم ما تخطط المؤسسة لتقديمه هو رفع حصة المزارعين في الاستثمار، مما يمكّنهم من التفاوض على أسعار عادلة تعكس قيمة جهدهم وتضحياتهم، ويحميهم من الاستغلال.
إن تحسين أسعار البن وزيادة دخل المزارعين يساهم في تعزيز تطبيق أفضل الممارسات الزراعية، ويشجعهم على التوسع في زراعة البن، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجيتهم.
تسعى المؤسسة أيضًا إلى رفع مهارات المزارعين من خلال برامج تدريبية متكاملة، مما يمكنهم من تسويق منتجاتهم بطرق مبتكرة وفعالة.
ستقوم المؤسسة بتقديم أفضل الشتلات، مع التركيز على توفير الإرشادات الزراعية الحديثة، بالتعاون مع الشركاء، لضمان نشر الأصناف المحسنة التي تتمتع بالقدرة على الإنتاج العالي ومقاومة الظروف القاسية.
وستعمل المؤسسة على تحديث البرامج والمشاريع التي تخدم المزارع كل ما أمكن، هذه المبادرات ستؤدي إلى تحسين جودة الحياة للمزارعين وتعزيز استدامة القطاع
■ من التحديات التي تواجه زراعة البن هي شحة المياه .. كيف يمكن الحد من هذا التحدي وتحويله إلى فرصة للنجاح؟
العمل الجماعي والمبادرات المجتمعية تلعبان دورًا حاسمًا في هذا السياق، حيث يمكن تحفيز المزارعين للتعاون في بناء منشآت حصاد المياه وتحسين إدارة الموارد المائية.
ستقوم المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن بتشجيع هذه المبادرات وتضمينها ضمن برامجها التنموية، مما يضمن استدامة هذه الجهود واستمراريتها.
علاوة على ذلك، يتم التركيز حالياً على فرز أصناف مقاومة للجفاف، وهو أحد المحاور الأساسية التي تعمل عليها المؤسسة بالتعاون مع شركائها في مجال البحوث، كما يتم العمل أيضاً على ابتكار تقنيات جديدة في الري وتحسين خصائص التربة، وتدريب المزارعين عليها مما يسهم في زيادة كفاءة استخدام المياه وتعزيز الإنتاجية.
■ توصيف وتصنيف وحفظ وتسجيل الموارد والمصادر والجينات الخاصة بالبن اليمني هاجساً وحلماً طال انتظاره.. ممكن تحدثنا عن هذا المشروع ومتى سيرى النور؟
لقد تأخر العمل في هذا المجال لسنوات عديدة، وانجازه يمثل خطوة هامة نحو الحفاظ على هذا الإرث الثقافي والوراثي، بينما بدأت دول أخرى مثل إثيوبيا جهودها منذ عام 1930.
في المقابل، لم تبدأ بلادنا هذا العمل إلا في عام 2022، مع جهود بسيطة لا تتناسب مع أهمية جمع وحفظ هذه المادة الوراثية الثمينة.
في ظل التغيرات المناخية التي تهدد بقاء البن العربي، حيث تشير التوقعات إلى أن هذا المحصول وخاصة البن العربي سينتهي بحلول عام 2050، نحن على ثقة بأن هذه التحديات ستكون دافعًا وسبباً لعودة اليمن إلى ريادة البن. فالموارد الوراثية في اليمن غنية ومتنوعة، في حين يعاني العالم من نقص في التنوع، مما يجعلنا في موقف فريد يمكننا من استعادة الصدارة في سوق البن العالمي.
لقد قطع شركاؤنا في البحوث الزراعية شوطًا في توصيف وحفظ الموارد الوراثية، وعلينا أن ندعم هذه الجهود بشكل أكبر.
يجب أن تكون قضية جمع المادة الوراثية أولوية وطنية، والعمل على حماية هذه المدخرات في أماكن محمية ومؤمنة. إن العالم الآن يبحث عن أي مواد تحميه من انقراض زراعة البن العربي، خاصة بعد أن تقلصت مساحة زراعة البن في البرازيل بنسبة تصل إلى 30%.
لذا، سنعمل على حث قيادتنا السياسية والزراعية بتوفير الامكانيات اللازمة لاستمرار هذه الجهود، وتخصيص مواقع محمية ومسورة لحفظ المادة الوراثية في مختلف البيئات المحددة.. يجب أن نحرص على عدم تسرب أي مواد وراثية، فنحن في صدد بناء مستقبل مستدام لزراعة البن، وضمان استمرارية هذا التراث الغني للأجيال القادمة.
■ الجمعيات التعاونية الزراعية سواء المختصة بالبن أو متعددة الأغراض دعامة من دعائم النهوض بالقطاع الزراعي وقطاع البن بشكل خاص.. ما هو دورها وماذا قدمت للبن حتى الآن؟
بالطبع تمثل الجمعيات التعاونية متعددة الأغراض، أو المختصة بالبن حلقة الوصل الفاعلة في التنسيق بين الجهود الرسمية والمجتمعية لتنمية إنتاجية وتسويق محصول البن من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية للبن اليمني وتقديم خدمات الارشاد بالممارسات الزراعية السليمة ومعاملات الحصاد وما بعد الحصاد وتبني وتنظيم مبادرات مجتمعية لتوفير مصادر ري وشبكات ري حديثة و التوسع في زراعة البن وتحسين الجودة وتنظيم عملية التسويق والعمل على تقديم المنتج بالقيمة المضافة وفتح نوافذ تسويقية جديدة في الأسواق المحلية والخارجية بما يساهم في تحقق نمو حقيقي في صادرات البن ونمو في الدخل القومي للوطن.
■ ما دور القطاع الخاص في تنمية وإنتاج وتسويق البن؟
يُعَدُّ القطاع الخاص ركيزة أساسية في تنمية وإنتاج وتسويق البن اليمني، ويعتبر جزءًا أساسيًا من سلسلة القيمة في هذا القطاع، حيث يلعب دورًا حيويًا في مواجهة التحديات التي تعترض هذا القطاع.
إن التسويق واختراق أسواق جديدة يمثلان عنق الزجاجة بالنسبة لليمن، إذ يتنافس البن اليمني مع منتجات خارجية تتمتع بأسعار منخفضة.
يُعتبر القطاع الخاص المحرك الرئيسي للنهوض بقطاع البن، فكلما ارتفعت أسعار البن، انعكس ذلك بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني والمزارعين.
ستعمل المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن على تسهيل عملية التسويق، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق أهداف مشتركة، مما يجعل من البن اليمني رمزًا للجودة والتميز.
■ ماذا بشأن سلسلة القيمة للبن.. من أين تبدأ وبماذا تنتهي، وما دوركم فيها؟
تبدأ سلسلة قيمة البن من زراعة النباتات، حيث يزرع المزارعون أصناف البن في الأرض المناسبة، ويعتمد نجاح هذه المرحلة على جودة الشتلات والتقنيات الزراعية المستخدمة.
بعد ذلك، تأتي مرحلة الحصاد، التي تتطلب دقة وعناية، حيث يتم جمع حبوب البن في الوقت المناسب لضمان جودتها.
بعد الحصاد، تتم معالجة البن، والتي تشمل خطوات مثل التجفيف، وإزالة القشر، والتخزين. هذه العملية تؤثر بشكل كبير على جودة المنتج النهائي، لذا فإن اتباع المعايير الصحيحة أمرٌ حيوي. ثم تأتي مرحلة التعبئة والتغليف، حيث يجب أن تكون الحبوب محمية من العوامل الخارجية التي قد تؤثر على جودتها.
الخطوة التالية هي التسويق والتوزيع، حيث يتم بيع البن للمستهلكين أو الشركات المصدرة. هنا، تلعب الجودة دورًا رئيسيًا في تحديد الأسعار والمنافسة في الأسواق، وهو ما يُعدُّ عنق الزجاجة بالنسبة للبن اليمني، نظرًا للتحديات التي يواجهها في مواجهة المنتجات الخارجية.
دورنا في هذه السلسلة يتجسد في توفير الدعم الفني والتدريبي للمزارعين، وتقديم الإرشادات الزراعية لتحسين جودة الإنتاج. كما نعمل على تطوير معايير ومقاييس للبن اليمني، وتعزيز قدرات المزارعين على تسويق منتجاتهم بشكل أفضل. من خلال تحسين سلاسل القيمة، نسعى لزيادة تنافسية البن اليمني في الأسواق العالمية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
الجدير بالذكر أننا حالياً نقوم بدراسة متعمقة لتحليل سلاسل القيمة للبن اليمني بالشراكة مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وتحديث البيانات وسيتم فرز المزيد من فرص التحسين، حيث أن هناك مجال واسع لإحراز تقدم مذهل في الانتاج والجودة وسيتم عكس نتائج الدراسة في برامج مستقبلية تنفذها المؤسسة مع شركائها لتحقيق تلك التطلعات.
■ يعاني مزارعو البن في خولان بن عامر وفي مناطق عديدة من تدني أسعار البن.. ما دوركم في تسويق البن؟
يعاني مزارعو البن في اليمن بشكل عام من تدني أسعار البن، مما يؤثر سلبًا على دخلهم وسبل عيشهم.
والحقيقة، لقد بدأنا بتعزيز الوعي حول أهمية جودة المنتج، وسوف نقدم الدعم الفني والتدريب للمزارعين حول كيفية تحسين جودة حبوب البن، فكلما ارتفعت جودة المنتج، زادت فرص تحقيق أسعار أفضل في الأسواق.
كما سنعمل على تطوير استراتيجيات تسويق فعالة، تشمل فتح أسواق جديدة محليًا ودوليًا، مما يوفر للمزارعين خيارات متعددة. نسعى أيضًا لتعزيز الشراكات مع شركات التصدير والموزعين، مما يسهل على المزارعين الوصول إلى أسواق جديدة وتحقيق أسعار عادلة.
■ كيف يتم تطوير جودة البن، وماذا عن جهودكم في هذا الجانب؟
تطوير جودة البن في اليمن تتطلب جهداً كبيراً للغاية، وكما ذكرنا سابقاً أننا إلى الآن لا زالت زراعتنا تقليدية خليطة، ولا يوجد لدينا أصناف متجانسة، ومع ذلك نحاول القيام بتنفيذ مجموعة من الإجراءات والتقنيات التي تبدأ من زراعته، وصولًا إلى تسويقه.
حيث يتم أولاً اختيار أصناف البن المناسبة التي تُظهر مقاومة عالية للآفات والظروف المناخية القاسية.
خلال برامجنا المستقبلية بهذا الصدد سنركز بشكل كبير على تحسين الممارسات الزراعية، مثل:
- نقدم برامج تدريبية للمزارعين تركز على كيفية تحسين أساليب الزراعة، بما في ذلك طرق الري السليمة، واستخدام الأسمدة المناسبة، وعمليات التقليم.
- نؤكد على أهمية حصاد حبوب البن في الوقت المناسب، حيث يجب جمعها عندما تكون ناضجة تمامًا لضمان أفضل جودة.
- نعمل على توفير إرشادات حول طرق المعالجة الجيدة بعد الحصاد، مثل التجفيف والتخزين، حيث تؤثر هذه العمليات بشكل كبير على النكهة والجودة النهائية للبن.
- نقوم بإجراء اختبارات دورية على عينات البن لتقييم جودتها، مما يساعد المزارعين على فهم نقاط القوة والضعف في منتجاتهم.
- نعمل مع المؤسسات البحثية لتطوير أصناف جديدة من البن وتحسين الأساليب الزراعية.
وسوف تشمل جهودنا في هذا الجانب تنظيم ورش عمل وندوات لتبادل المعرفة، بالإضافة إلى دعم المبادرات المجتمعية التي تعزز من تبادل الخبرات بين المزارعين.
هدفنا من خلال الاجراءات السابقة هو رفع جودة البن اليمني لتلبية المعايير الدولية، مما يزيد من فرص تسويقه بأسعار تنافسية ويعزز من مكانته في الأسواق العالمية.
■ ماذا تتوقعون فيما يخص التوسع في زراعة البن وتحسن تسويقه وزيادة إنتاجه في المستقبل القريب؟
نتوقع أن يشهد قطاع زراعة البن في اليمن توسعًا ملحوظًا وتحسنًا كبيرًا في تسويقه وزيادة إنتاجه في المستقبل القريب، وذلك بفضل عدة عوامل رئيسية ومحوريًا منها، تحسين الممارسات الزراعية، ودور البحوث الزراعية، وتطوير سلاسل القيمة، وفتح أسواق جديدة، واستدامة الموارد، إضافة إلى زيادة الوعي بالعلامات التجارية.