إرشاداتصحافة

البن اليمني.. تاريخ وثقافة ونكهة مميزة

فتحي الذاري

تشتهر اليمن بتاريخ عريق في زراعة البن، حيث تُعتبر من أقدم المناطق التي أدركت أهمية هذه الحبوب.
يُعتقد أن القهوة اكتشفت لأول مرة في منطقة كافا، التي تُعتبر مهد القهوة.
من اليمن، انتشرت ثقافة القهوة إلى بلاد العرب ثم إلى أوروبا، وقد استخدم السكان المحليون البن في طقوسهم الاجتماعية والدينية على مر القرون.
ويُزرع البن اليمني، خاصة نوع “الأرابيكا”، في المناطق الجبلية، حيث توفر الظروف المناخية والتربة الخصبة بيئة مثالية.
يُعتبر البن اليمني واحدًا من الأنواع الأكثر قيمة في الأسواق العالمية، ويرتبط ذلك بجودة الحبوب وندرتها، وتزرع حبوب البن في مناطق مثل شذى، وزرنع، وصنعاء وذمار، حيث تُصنف وفقًا لمعايير دقيقة.
تعتمد طريقة زراعة البن في اليمن على أساليب تقليدية تُمارَس منذ أجيال. يُحصد البن يدويًا في نهاية موسم الازدهار، ثم يُعالج بطرق تقليدية مثل التجفيف تحت أشعة الشمس، مما يساعد في الحفاظ على نكهته الفريدة.
يواجه إنتاج البن في اليمن تحديات كبيرة، أبرزها النزاعات والحروب الداخلية التي أثرت سلباً على الزراعة والاقتصاد، كما تؤثر التغيرات المناخية ومشاكل البنية التحتية على قدرة المزارعين على إنتاج البن بجودة عالية.
على الرغم من التحديات، هناك سعي حثيث لدعم مزارعي البن من خلال تحسين تقنيات الزراعة والترويج للبن اليمني في الأسواق العالمية. تهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قيمة البن كمنتج زراعي عالمي.
في السنوات الأخيرة، بدأت حركة “ثورة البن” لدعم المزارعين، وتعزيز هوية البن اليمني. يُعتبر يوم 1 أكتوبر مناسبة لتسليط الضوء على القيمة الاجتماعية والاقتصادية للبن، حيث تُنظم فعاليات في دول مختلفة لزيادة الوعي حول قضايا المزارعين.
سيظل البن اليمني رمزًا للتراث والثقافة، يعكس قدرة الشعب اليمني على التكيف.
إن القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي قصة تربط بين الشعوب والثقافات عبر التاريخ، ويستحق إرث القهوة اليمنية الإحياء والاحتفاء به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى