محمـد الرميـم.. مـــلك شـتـلـــة الــبـــن
اليمن الزراعية – محمد حاتم
في بيئة زراعية وبين حقول البن والمروج الخضراء ولد ونشاء وتربى محمد يحيى الرميم، في قرية بيت الرميم احدى قرى عزلة بني سليمان بمديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، احب شجرة البن وعشقها، يتعامل معها وكأنها احد اولاده، اعطاها كل وقته وبذل معها كل جهوده، منذ نعومة اظافره وهو يعمل في زراعة البن،تحديدا وعمره 14 عاما، استطاع محمد الرميم أن يغرس اسمه في عالم البن، واجه الكثير من الصعاب والمعوقات، ومنها بعد المسافة، ووعورة الطرق، ولكن هذا لم يقف في طريقة، ولم يكن عائقاً لمنعه عن الاهتمام بشجرة البن.
مع بزوغ الفجر يتحرك نحو مزرعته حاملاً معه معداته وادوات الزراعة التي يحتاجها، ويجر معه الثروة الحيوانية التي تساعدة في الاعمال الزراعية، يشتغل بهمه ونشاط، يشعر بالسعادة عندما يكون وسط الارض، يعمل بجد واجتهاد، ويشعر بالفخر والاعتزاز عندما يقطف حبات البن وهي مكتمل النمو ذات الون الاحمر البني، وكأنها لؤلؤة مكنونة.
كانت البداية 20 لبنة توارثوها عن جده الذي توفي بعد قطف ثمار البن أثناء نزول المطر وجرفة السيل مع حبات البن، ومن ثم والدة يحيى الرميم الذي عمل في زراعة البن.
ومعها توسع محمد الرميم وزادت المساحات المزروعة بالبن، وكميات الإنتاج،اليوم اصبح يمتلك مشتل كبيرا، ويسعى الآن لإنشاء مشتل يتسع لاكثر من 30 الف شتلة.بالشراكة مع مزارعين
اتبع الطرق الحديثة في التشتيل، مع الاحتفاظ بالطريقة القديمة مثل التسميد بالسماد البلدي «الذبل» والذي يستخدمه دائماً، بعد تبريدة لمدة عام، ومكافحة الامراض والآفات مثل استخدام طرق التبخير في الليالي القمرية
استفاد من الدكاترة والمهندسين مثل الدكتور امين العزب، وامين الحكيمي، على تواصل بهم، يقوم باختيار البذور من الثمار كاملة النضوج، وبعد تقشيرها يضعها البذور في الماء لمعرفة البذرة الغير صالحة وهي التي تكون أعلى الماء، بينما البذرة الصالحة هي التي تنزل إلى اسفل الماء، ويقوم بتعقيم البذور بالرماد، وفركها ووضعها في الكبيسة، والتي يكون قد اعدها مسبقاً من التراب، والنيس، والذبل، ويضع البذرة في التراب على الفلقة، ويغطيها بالتراب بحيث لايزيد عن 1 سنتمتر، ويقوم برشها يومياً بالماء، بعد ذلك يظل محمد الرميم مدة 45 يوما ينتظر متى ستخرج نباتات البن من بين التربة، وكأنه ينتظر موعد ولادة مولود جديد،بعد ذلك ينقلها إلى أكياس الشتلات، بعد أن تكون لها ورقتين إلى اربع ورق.. هذه العمليات التي يتبعها محمد الرميم لم تأتي من فراغ ولكنه اكتسبها وتعلمها من الدكاترة والباحثين والمهندسين الزراعيين، وبعد أن قام بأكثر من 14 تجربة حتى نجح واستطاع أن يكون شتلات بن قوية وخالية من الامراض.
اليوم يعد المزارع محمد يحيى الرميم قدوة لبقية المزارعين؛لدية خبرة ومعرفة بالعمليات الزراعية الصحيحة، ولتي لا يبخل بها عن احد، بل أنه يعلم ويدرب ابنائه واخوانه وجيرانه على هذه العمليات التي يقوم بها.
المزارع محمد يحيى الرميم يعد شعلة متوهجة في سماء ثورة البن و نموذج للمزارع الناجح الذي احب شجرة البن، واهتم بها،بحهود وكفاح هذا المزارع وغيره من المزراعين سيعود تاريخ وامجاد شجرة البن اليمني من جديد.