إرشاداتصحافة

الاستراتيجية الوطنية لمواجهة أضرار تغير المناخ على الزراعة والموارد المائية

د. يوسف المخرفي

تعتبر الجمهورية اليمنية البلد الأكثر تعرضاً للكوارث الطبيعية الناتجة عن تغير المناخ العالمي خلال العام الجاري 2024.
لقد شاهد العالم، وتابع حجم الأضرار الناتجة عن السيول، والفيضانات والصواعق.
وتعتبر اليمن من أشد البلدان حساسية لتغير المناخ؛ نظراً لظروفه الطبيعية ممثلة في التنوع المناخي والتضاريسي والمحيط الصحراوي له من جميع الجهات، وطبيعته المطرية غير المنتظمة والمتذبذبة من عام لآخر.
فقد شهدت اليمن أمطاراً غزيرة نتج عنها السيول والفيضانات التي جرفت كل ما واجهها من بشر وحجر وثروة حيوانية وأراضي زراعية وسدود وحواجز مائية، خصوصاً في مناطق المدرجات الزراعية في السفوح الغربية لمحافظات صعدة وحجة والمحويت(الأكثر تضرراً) وريمة وذمار وإب وتعز، وكذا في مناطق السهل التهامي بمحافظات حجة والحديدة وتعز، حيث استوطن الإنسان بعض مجاري المياه الجافة منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمن، فشيد المباني والمنشآت والزرائب وتوسع في مساحة الأراضي الزراعية على حساب تلك الأودية التي حلت بها الفواجع من ضحايا بشرية وحيوانية وزراعية ومائية خصوصاً مناطق السدود في مديرية ملحان بمحافظة المحويت.
وقد نتج عن هذه الآثار توجه حكومي ورئاسي نحو إنشاء المركز اليمني لضبط الكربون وتغير المناخ الذي تتضمن مهامه واختصاصاته مواجهة أضرار تغير المناخ الناتجة عن الكوارث الطبيعية (الأعاصير والمنخفضات الجوية والسيول والفيضانات والعواصف والرياح والزوابع والتملح والجفاف والتصحر.
كما سيقوم المركز بجهود إنقاذ وإيواء وتعويض المتضررين وتغذيتهم وعلاجهم وتعليمهم، وكذا جهود التوعية للوقاية من مخاطر تغير المناخ.
وتجري هذه الأيام إنهاء الاجراءات المتعلقة بإنشاء المركز التي ستستكمل قبل نهاية العام الحالي، متمنين الإسراع في إنشاء المركز وتسهيل أدائه لمهامه وأعماله التي ستمد يد العون بالتعاون مع الجهات المختصة لحماية الأراضي الزراعية من أضرار السيول سواء في المدرجات الزراعية بالسفوح الغربية أو سهل تهامة الفيضي الزراعي، وكذا تبني المركز لإنشاء سدود ضخمة عند مداخل أودية حرض ومور وسردود وسهام ورماع وزبيد وغيرها، وهي جهود جميعها تصب في حماية وطننا ومواطنينا من أضرار تغير المناخ.

*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى