من بين الأنقاض ولد الأمل
هــنـــــــا زبـيــــــــــــــد!
اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي
في مديرية زبيد، حيث حصدت السيول بيوتاً وأحلاماً، وقفت الإنسانية شامخة. فبعد أن هجرت البيوت لسكانها، وجدوا أنفسهم في صحراء قاحلة، وبينما كانت العائلات النازحة تعاني من فقدان كل ما يملكون، وقف أهالي القرى المتضررة ممن سلمت منازلهم صفاً واحداً، لتقديم الدعم والمساندة للمتضررين. فبجهود فردية جماعية، تمكنوا من التواصل مع فاعلي الخير وجمع ما أمكن جمعة لبناء ملاجئ بديلة، لتلك التي جرفتها السيول.
بأيديهم البسيطة، وبإصرارهم اللامتناهي، نجحوا في بناء ملاجئ جديدة، من الهياكل الحديدية والطرابيل والقش وسعف النخيل لتكون ملاذاً آمناً لمن فقدوا كل شيء، حتى يتم بناء منازل لهم، لتكون تلك المبادرة بمثابة رسالة أمل وتضامن.
هنا أثبت الأهالي أنهم أقوى من أية كارثة طبيعية، فبعد أن خسروا كل شيء، وجدوا أنفسهم يبنون من جديد، ليس فقط بيوتاً، بل حياة جديدة، وهذه المبادرة المجتمعية هي خير دليل على أن الإنسان قادر على تجاوز أصعب الظروف، وأن القوة الحقيقية تكمن في التكاتف والتضامن.
هذه المبادرة النبيلة تذكرنا بأننا جميعاً أبناء وطن واحد، وأنه في الشدة تتجلى معادن الرجال.
وتُعتبر هذه المبادرة المجتمعية في مديرية زبيد ملحمة بطولية تستحق الإشادة والتقدير، في وقتٍ عصفت فيه الكارثة الطبيعية بمساكن الأهالي وحولت حياتهم إلى جحيم،
لم تتوقف المبادرة عند حدود إيواء النازحين في هياكل حديدية، بل تجاوزت ذلك إلى إعادة بناء منازل كاملة من القطع الخرسانية، وهو ما يدل على الإصرار والعزيمة التي تحلى بها أهالي القرى المتضررة.. إنهم لم يقدموا مساعدات عاجلة فحسب، بل عملوا على استعادة الأمل والتفاؤل في نفوس المتضررين.
هذه المبادرة ليست مجرد عمل إغاثي، بل هي رسالة أمل للمجتمع بشكل عام. تثبت أن الإنسان قادر على التغلب على أصعب الظروف، وأن التكاتف والتضامن هما أقوى سلاح في مواجهة الكوارث، كما أنها تدعونا جميعًا إلى إعادة النظر في قيمنا ومبادئنا، وأن نكون أكثر عطاءً وتضامنًا مع الآخرين.
السيول قد تكون دمرت البيوت، ولكنها لم تستطع أن تدمر الروح، ففي مديرية زبيد، برزت روح التضامن والإنسانية لتُضيء دروب العزة.