د. يوسف المخرفي
تعمدتُ تضمين أبعاد أهمية الذرة الشامية في عنوان هذا المقال للتأكيد على أهميتها، واستعراض بعضاً من جوانب سلسلة القيمة لهذا المحصول الهام في حياة اليمنيين منذ القدم، لما له من أهمية رعوية وتغذوية للإنسان أولاً، ثم للمواشي، ثم في الأنشطة التجارية والصناعية.
ولكوننا من أصول وخلفيات ومنشأ ريفي، فنعي جيداً مكانة محصول الذرة الشامية لدى المزارع، فقد كان يصنع منها ما يماثل اليوم الكيكة والتورتة ممثلة فيما يعرف(بالكبان) من الذرة الشامية الخالية من أي مخاطر، أو أضرار صحية، أما الكيكة والتورتة اليوم المصنوعة من الدقيق الأبيض، فحدث ولا حرج عن مخاطرها، وأضرارها الصحية.
وقد اتخذ أهل الريف والفلاحين من معمول الكبان من الذرة الشامية منتجاً يتم تبادله ضمن الهدايا اللذيذة والقيمة.
ومن ضمن ما يقدم للضيوف إكراماً وتقديراً، كما تصنع بعض الأرياف العصيد من الذرة الشامية التي تؤكل بالسمن والعسل أحدهما أو كليهما.
كما يعد قصب وأوراق الذرة الشامية ونوياتها مادة دسمة لأعلاف الحيوانات، نظراً لما تحتويه من تركيز عالٍ للعناصر المغذية وكتلة حيوية عالية، وقابلية عالية للهضم، والمذاق الجيد.
أما عن الأهمية الصناعية والتغذوية والعلاجية للذرة الشامية لصحة جسم الإنسان وغذائه وصناعاته الغذائية والدوائية، فإن الذرة تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة مثل الأوميجا 3 التي تساعد في خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم، مما يساعد في خفض ضغط الدم وتقليل فرص انسداد الشرايين، وبالتالي تقليل فرص الإصابة بالجلطات والأزمات القلبية. فالذرة لها قدرة على تقليل امتصاص الكولسترول الضار في الجسم، مما يجعلها تقي من تصلب الشرايين وأمراض القلب.
كما تحتوي على الكربوهيدرات، والأهم احتوائها على النشأ (الأميلوز والأميلوكتين)
كما يحتوي كل 100 جرام من الذرة على 365 سعراً حرارياً، بالإضافة إلى ذلك، فإن الذرة غنية بالريبوفلافين والفوسفور والبوتاس والحديد والكالسيوم والزنك وفيتامين ب، كما تحتوي الذرة على كميات كبيرة من فيتامين أ (الكاروتينات)، وكذا غناها بمضادات الأكسدة والمركبات الفينولية.
وتجارياً، تعد فرصة صغيرة مناسبة لباعة الذرة المسلوقة، أو المشوية في أرصفة الشوارع والأسواق، وكذا في تجارة الحبوب والأعلاف.
أما عن مناطق زراعة الذرة الشامية في اليمن، فإن محافظة ذمار تأتي في المرتبة الأولى من حيث إنتاج محصول الذرة الشامية، وبلغ حجم الإنتاج بالمحافظة عام 2021 نحو 23225 طناً على مساحة 7144هكتاراً، وجاءت محافظة إب ثانياً، فبلغت كمية الإنتاج نحو 22214 طناً على مساحة 7525 هكتاراً.
من هنا نؤكد وعلى ضوء ما ورد من أهمية عظيمة متعددة المجالات للذرة الشامية على أهمية التوسع في زراعتها بمحافظتي الحديدة وصنعاء كبيئتين مختلفتين، الأولى معتدلة، والثانية حارة، مما يعني زراعتها في موسمين مختلفين، لما لذلك من أهمية في عجلة الإنتاج والتنمية الزراعية.
*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية