د. محمد الضوراني
التغذية السليمة تمثل عنصراً هاماً للأداء الوظيفي والإنتاجي للكائن الحي، لذا فإن عدم إدراك مربي الإنتاج الحيواني لكميات ونوعية واتزان وجودة الغذاء اللازم لإنتاجية الحيوانات المختلفة يؤدي إلى ظهور عدة مشاكل مرضية تتسبب في انخفاض أداء تلك الحيوانات محدثة أضراراً اقتصادية للمزرعة وللمربى.
أولاً: مشاكل انخفاض مستوى غذاء الحيوان:
تقديم كميات غذاء أقل مما يؤدي إلى أضرار كبيرة لقطيع الحيوانات المرباة – ففي حالة حيوانات التسمين من جديان وحملان وعجول بقري وصغار الإبل فإن نقص المقررات الغذائية يتسبب في انخفاض معدل النمو اليومي والكلي عن المعدلات الطبيعية مما يحدث انخفاضاً في كمية اللحوم الناتجة مما يتسبب في خسارة اقتصادية كبيرة.
ثانياً: أضرار سوء تغذية المجترات :
إن عدم اعتناء المربي برعاية حيواناته يتسبب عنه مجموعة من الظواهر العارضة الضارة التي تخفض كثيراً من معدل الأداء مثل :
النفاخ: والذي ينتج عن سوء تصرف المربى في تقديم الغذاء للحيوان من إعطائه مركبات غذائية سريعة التخمر بكميات كبيرة مثل حبوب الذرة، أو أن يقدم له البرسيم شتاءً في الصباح المبكر المبلل بالندى، أو أن ينتقل بعليقة الحيوان الجافة إلى عليقة خضراء فجأة بدون تدرج.
هذه الأفعال تسبب في امتلاء الكرش بالغازات، متسبباً في امتناع الحيوان عن الغذاء، مؤدياً إلى انخفاض الأداء الإنتاجي له.
اللكمة والتخمة :
إن عملية تجويع الحيوان لمدة طويلة، ثم تقديم الغذاء له فجأة بجانب عدم توفر الماء النظيف أمام الحيوان بصفة مستمرة – كما أن عدم وعي المربى بأن عليقة الحيوان يجب أن تحتوي على الشقين الأساسيين، وهما المادة المالئة والمواد المركزة، وارتفاع نسبة أحدهما عن المقرر لطبيعة إنتاج هذا الحيوان.. كلها عوامل تؤدي إلى إحداث ما يعرف باللكمة والتخمة، فإذا تناول الحيوان كميات كبيرة من المواد الخشنة يحدث امتلاء الكرش بها ويصعب مرورها إلى الأمعاء مسبباً ما يعرف باللكمة، حيث يزداد الأمر سوءاً عند تخمر الغذاء، وزيادة كمية الغازات وحدوث انتفاخ.
أما إذا كان المتناول هو الحبوب بكميات كبيرة أكثر من الطبيعي يحدث للحيوان تخمة ناتجة من زيادة تخمرات الكرش مع ارتفاع الحموضة، واستمرار تلك الحالات قد يتسبب في موت الحيوان.
الإسهال:
إن عدم اهتمام المربى بأسلوب رضاعة الحيوانات المولودة حديثاً، أو بكمية اللبن، أو بعدد مرات الرضاعة اليومية، قد يؤدي إلى زيادة كميات اللبن المتناولة على فترات متقاربة مما يتسبب في حدوث إسهال مستمر وجفاف للحيوان، وضعف للشهية، وعدم زيادة وزن المواليد، كما أن عدم اهتمامه بجودة مواد العلف من حبوب، أو إكساب أو رجيع أو نخالة أو مخلوط الأعلاف المصنعة، أو عدم إدراكه للطول والعمر المناسب لنباتات الأعلاف الخضراء التي يجب أن تغذى عليها حيواناته (مثل تقديم برسيم غير تام النمو .. أو دراوة عمرها أقل من 45 يوماً ) يؤدي إلى حدوث إسهال، مما ينخفض معه أداء الحيوانات وخسارة محققة للمزرعة.
الحصوات البولية :
قد يتخيل المربى أنه عندما يزيد من كمية الأعلاف المصنعة، أو الحبوب في علائق حيواناته على حساب باقي المكونات، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإنتاج، ولكنه لا يدرك أن ذلك يؤدي إلى خلل في النسب المطلوبة من العناصر المعدنية اللازمة للأداء الجيد لتلك الحيوانات، مما يتسبب في سرعة تكوين الحصوات البولية التي تعيق خروج البول، ومن ثم تسمم ووفاة الحيوان.. وخاصة إذا أهمل المربى في توفير الماء النظيف المستمر أمام حيواناته.
الحموضة:
إن فقد المربى لمهارة تقديم الغذاء للحيوان وإعطائه كمية كبيرة من الحبوب السريعة التخمر أو المولاس، أو انتقاله المفاجئ من علائق المواد الخشنة إلى علائق المواد المركزة دون تدرج، مما ينتج عن هذا التصرف الخاطئ حدوث اضطرابات هضمية وزيادة انتاج الأحماض (وخاصة اللاكتيك) مما يرفع من حموضة الكرش والدم ثم حدوث عدم مقدرة الحيوان على الحركة ثم الدخول فى مراحل الإغماء والنفوق.
تساقط الشعر:
إن جهل المربى في تكوين العلائق المتزنة المتوافقة مع احتياجات حيواناته، وفقاً لطبيعة إنتاجها يؤدي إلى ضعف النمو وتساقط الشعر خاصة حول العنق والظهر والأرجل وهذه ظواهر تخفض كثيراً من قيمة وتداول الحيوانات.
العناصر المعدنية بالعليقة :
يؤدي إلى إصابة الحيوان بعدة أمراض نذكر منها:
o الكساح – لين العظام-حمي اللبن (لنقص عنصر الكالسيوم)
o نفوق العجول الرضيعة – فقد الأسنان القاطعة ( نقص عنصر الفوسفور ).
o الهياج والعصبية والرعشة ( نقص عنصر الماغنسيوم).
o فقد الشهية – والشلل ( نقص ملح الطعام – كلوريد الصوديوم).
o الأنيميا ( نقص الحديد).
o خشونة الجلد – تغير لون الشعر – اسهال (نقص النحاس).
o عقم-إجهاض ( نقص المنجنيز).
o تشقق الجلد – التواء الأرجل الخلفية ( نقص الزنك).
o إسهال شديد – اجهاض فى الحمل المتأخر- تضخم الغدة الدرقية ( نقص اليود).
o تصلب المفاصل – فقد شعر الذيل والأرجل – احتباس المشيمة ( نقص السلينيوم).
نقص الفيتامينات بالعليقة:
يؤدى إلى الإصابة بالعشي الليلي والإجهاض (نقص فيتامين أ).
الكساح ولين العظام (نقص فيتامين د).
حدوث نزيف وعدم تكون الجلطة.