نحو حماية محاصيل الفواكه في تهامة
أيوب أحمد هادي
في خطوة جادة لتعزيز التنمية الزراعية وحماية المحاصيل، أطلقت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بالتعاون مع الهيئة العامة لتطوير تهامة برنامجًا إرشاديًا لمكافحة ذبابة الفاكهة، الآفة التي تهدد محصول المانجو والجوافة في المنطقة.
تأتي هذه الحملة في وقت حرج، حيث يعول المزارعون على هذه المحاصيل كمصدر رئيسي للرزق، من خلال توعية المزارعين وتقديم الدعم الفني اللازم، تسعى الوزارة إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية وضمان استدامتها، مما يعكس التزامها بتطوير القطاع الزراعي في تهامة.
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الحملة وأصداءها من خلال تصريحات القائمين عليها ومزارعين محليين.وفي السياق، أكد المهندس أحمد الكول، مدير عام وقاية النبات، أن الهدف الرئيسي من البرنامج هو توفير المعلومات الضرورية للمزارعين حول كيفية الكشف والوقاية من ذبابة الفاكهة، مشيرًا إلى أهمية هذا الموضوع لحماية المحاصيل الزراعية. و أوضح أن مكافحة هذه الآفة تعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث تؤثر مباشرة على جودة وإنتاج المحاصيل التي يعتمد عليها الكثير من الأسر في تهامة كمصدر رئيسي للدخل.
ووجه الكول رسالة للمزارعين بضرورة التفاعل مع الحملة والاستفادة من المعلومات والتوجيهات المقدمة، مؤكدًا التزام الوزارة بدعمهم في هذا المجال حتى تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
من جهته، تحدث المهندس أحمد سيف، رئيس فريق التوعية بالمنطقة الزراعية الوسطى، عن الطرق الموصى بها للكشف المبكر عن ذبابة الفاكهة، حيث شدد على أهمية استخدام برنامج الانذار المبكر عن طريق استخدام المصائد مع الجاذب الجنسي حيث يتم استخدام خمس مصائد للهكتار الواحد وعند تسجيل اصطياد عدد من الحشرة في ظل تواجد الثمار القريبة النضج يتم وضع برنامج مكافحة متكاملة من حيث اتباع العمليات الزراعية وزيادة عدد المصائد بهدف المكافحة حيث يتم وضع خمسة وعشرون مصيدة للهكتار الواحد.
وأوضح سيف ضرورة اتباع التعليمات الدقيقة والتوقيت المناسب للرش، مؤكدًا أن البرنامج يتضمن عدة فعاليات منها جمع الثمار المتساقطة والمصابة والتخلص منها عن طريق دفنها في التربة بعمق ويمكن الاستفادة من هذه الثمار المدفونة باستخدامها مستقبلا كسماد بلدي، استخدام المصائد الغذائية والتي تصطاد الذكور والاناث مع بعض وتقليل نسبة الاصابة وهذه المصائد يمكن يعملها المزارع محليا.
وبين أن هذه الحشرة لا يصلح معها المكافحة الكيماوية لان الذبابة تصيب الثمار مع بداية النضج واذا تم المكافحة سوف تنزل الاسواق مع الاثر المتبقي من المبيدات فيها وهذا سوف يؤثر على سمعة المانجو اليمني الذي يعتبر من الافضل عالميا، والميزة الممتازة بالمانجو اليمني يكتسح الاسوق في الكثير من الدول لأنه ينزل مبكرا في الوقت الذي اشجار المانجو في كل الدول المنتجة للمانجو في مرحلة الازهار.من جهة أخرى أضاف المهندس أحمد الأرياني، رئيس فريق التوعية بالمنطقة الزراعية الجنوبية، أن ذبابة الفاكهة تعد من الآفات الخطيرة التي تهدد الإنتاج الزراعي، مشيرًا إلى أهمية الدعم الفني الذي سيحصل عليه المزارعون من خلال فرق التوعية المتخصصة.
ومن المتوقع أن تواجه الحملة بعض التحديات، لكنه أعرب عن تفاؤله بتفاعل المزارعين ودورهم النشط في تحقيق أهداف الحملة، مع التأكيد على أن التأثير الإيجابي للحملة قد يظهر من خلال تطبيق المزارعين الممارسات الزراعية الصحيحة التي يتلقوها خلال برنامج التوعية والتي سوف تعمل على خفض نسبة الإصابة بهذه الافه على محصول المانجو وبالتالي زيادة الإنتاجية .
وفي حديث في السياق نفسه، أشار المهندس أكرم الجوفي، رئيس فريق التوعية بالمنطقة الزراعية الشمالية، إلى أهمية تكامل جهود فرق التوعية المختلفة في جميع المناطق، لخلق شبكة من الدعم والتوجيه للمزارعين، حيث إن المعلومات الدقيقة والموثوقة أساس لمكافحة الآفات الى جانب تعزيز تطبيق العمليات والممارسات الزراعية في إطار المكافحة المتكاملة مما يسهم في تحسين جودة وكمية الانتاج.
ستشمل الحملة أيضًا تعريف المزارعين على الأساليب والممارسات الزراعية المستدامة والتي تحافظ على البيئة وبما توفره البيئة المحلية.وفي حديث مع المزارعين، أعرب محمد علي حسن، مزارع من دير الأشيم مديرية المغلاف بالمنطقة الزراعية الوسطى، عن استفادته الكبيرة من الحملة، حيث تعلم كيفية الكشف عن ذبابة الفاكهة وتطبيق المبيدات بشكل صحيح.
بينما أكد يحيى محمد، مزارع من المنطقة الجنوبية، أن ورش العمل كانت مفيدة جدًا، مما يجعله متفائلاً بشأن الموسم القادم بفضل المعلومات الجديدة التي حصل عليها.
ويمثل البرنامج الإرشادي لمكافحة ذبابة الدراق خطوة مهمة نحو حماية المحاصيل الزراعية في تهامة. من خلال التوعية والدعم الفني، تأمل وزارة الزراعة في تعزيز الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي في المنطقة.
