الشاب مراد عطر في مواجهة التحديات.. فرصة لابتكار آلة لصناعة أعلاف الدواجن
أيوب أحمد هادي
وسط الحقول الزراعية، والمناظر الطبيعية الخلابة، والمروج الخضراء، وفي مدينة العلم والعلماء زبيد، نشأ، وتربى الشاب مراد عطر، والذي يعشق الزراعة، ويهوى العمل، ويحب الثروة الحيوانية.
وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء اليمن، ويتعرض له القطاع الزراعي من خسائر جراء العدوان والحصار، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار مدخلات ومستلزمات الإنتاج، ومنها أعلاف الدواجن.
كان مراد عطر يشعر بالأسى والحزن، وهو يشاهد مربي الدواجن، والثروة الحيوانية يفقدون دواجنهم ومواشيهم، ويعزفون عن تربيتها، وتتوقف معظم المشاريع، وإغلاق معظم مزارع الدواجن، كل هذا جعل مراد يفكر في إيجاد حل لإنقاذ هذا القطاع الاقتصادي الهام، وعدم الاعتماد على الاستيراد، الذي يكلف البلاد ملايين الدولارات.
كانت العزيمة والاصرار هو ما جعل مراد يحول التحديات إلى فرصة لإيجاد البديل، فقرر مراد أن يكون جزءاً من الحل، وأن يسهم في إنقاذ قطاع الدواجن والثروة الحيوانية في منطقته.
بدأ يتعلم ذاتياً طرق تصنيع أعلاف الدواجن محلياً، واهتم بجمع المعلومات، حول المواد الخام المتاحة في اليمن، فوصل إلى أن هناك العديد من الموارد المتوفرة، ومنها المخلفات الزراعية، والبروتينات المحلية التي يمكن استخدامها في صناعة الأعلاف، مثل كسب السمسم، وكسب القطن، وكسب دوار الشمس، ومخلفات الأسماك والعظام والريش.
ومع مرور الوقت، تولدت فكرة نوعية في ذهن مراد، وتمكن من ابتكار آلات خاصة لصناعة أعلاف الدواجن والثروة الحيوانية، من خلال ما جمعه من معلومات، حيث كانت هذه الآلات خطوة نوعية في توفير الأعلاف، فبدأ باستخدام تلك المخلفات، لتحويلها إلى مواد غنية بالبروتين.
وبدأ مراد العمل على المراحل الأولى لتصنيع الأعلاف المركزة من خلال جرش وطحن وخلط بقايا ومخلفات الأعلاف، ومن ثم تحويلها إلى مواد مستساغة للحيوانات، فكان يعمل ليلاً ونهاراً، وكله شوق ولهفة لنجاح المشروع، متعلماً من كل تجربة أجراها، وكان يسجل النتائج بدقة في سجل منظم للتوصل إلى نتائج أعلى وتطوير خط الانتاج.
وعلى الرغم من خطوطه المنتظمة، وتجاربه الناجحة إلا أنه يواجه العديد من التحديات، ومنها نقص الموارد، وصعوبة الحصول على التمويل؛ ليتمكن من تطوير مشروعه، لكنه لم يستسلم، وظل يعمل بكل جهد مستخدماً إمكانياته المتاحة للسعي إلى تطوير آلاته، حتى الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأعلاف، وتحسين وضع المربين في منطقته.
مشروع آلالات، وتصنيع الأعلاف الذي ابتكره مراد عطر يحتاج إلى دعم، حتى يتمكن من تركيب مكبس التحبيب، واستخدام تقنيات حديثة، ليكون خط الإنتاج جاهزاً، ويتمكن من تحسين الإنتاج وتسويق منتجاته قريباً.
وعلى الرغم من أن مراد حاصل على مؤهل الثانوية إلا أن شغفه في ابتكار آلات لصناعة الأعلاف أصبح يمثل انطلاقة جديدة للمزارعين في زبيد على وجه الخصوص، واليمن على وجه العموم، ويظهر أن العمل الجاد والابتكار يمكن أن يؤديان إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحسين الظروف الاقتصادية في البلاد.
مراد عطر بتفانيه وإبداعه، يعد رمزاً للأمل في مجتمعه، وعنواناً لشباب المستقبل، ونموذجاً للعقل اليمني المبتكر.