تقاريرصحافة

إنتاج وفير وفرصة لتعزيز الأمن الغذائي

موسم حصاد الذرة الرفيعة في اليمن

يعد اليمن من أقدم الدول التي عرفت زراعة الذرة الرفيعة، بل ويعد موطناً أصلياً لزراعتها.
ويعتبر هذا المحصول، من أهم المحاصيل الرئيسة في المائدة اليمنية، ويعد موسم حصاد الذرة الرفيعة في اليمن فرصة للمزارعين للحصول على محصول وفير يساهم في تحسين سبل العيش، ويشكل فرصة لتعزيز الأمن الغذائي، وتوفير فرص عمل إضافية للمزارعين والعُمال، كما يعكس هذا الموسم الجهود المستمرة للمجتمع المحلي لتعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق التنمية المستدامة.

اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي

وتنتشر زراعة الذرة الرفيعة في معظم المحافظات اليمنية، وبحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2021م، فقد احتلت الذرة الرفيعة المركز الأول بين محاصيل الحبوب بنسبة 60.3٪ من المساحة المزروعة بالحبوب، حيث بلغت 347563 هتكاراً، وبلغت الكميات المنتجة 522779 طناً، محققة بذلك الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول.
وبحسب نفس المصدر، فقد جاءت محافظة الحديدة في المركز الأول، بين المحافظات الأكثر زراعة وإنتاجاً بمساحة 125612 هكتاراً، وكمية الإنتاج 139681طناً، فيما جاءت محافظة حجة في المركز الثاني بمساحة 54115 هكتاراً، والكميات المنتجة 99000طن، فيما جاءت محافظة ذمار ثالثاً بمساحة 21868هكتاراً، والكمية المنتجة 54668 طناً، ومحافظة إب رابعاً بمساحة 21396هكتاراً، والإنتاج 54560 طناً، وتوزعت المساحات وكميات الإنتاج على بقية المحافظات.
وفي السياق يؤكد المزارع أحمد مفتاح من مديرية المراوعة أن الموسم الحالي مبشر للغاية، حيث ساهمت الظروف المناخية الملائمة، ووفرة الأمطار في تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية.
ويضيف مفتاح: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة في زراعة الذرة الرفيعة، ونتطلع لحصاد وفير يسهم في تحسين مستوى معيشتنا،
من جانبه يقول المزارع علي محمد، وهو من مديرية السخنة إن حصاد الذرة الرفيعة لهذا العام كان جيدًا، حيث بذلنا جهودًا كبيرة في زراعتها، ونحن نستعد لتسويق المحصول، ونتطلع إلى تحقيق دخل جيد من هذا الموسم.
بدوره يقول مدير المنطقة الزراعية الوسطى يحيى حاتم إن زراعة الذرة الرفيعة بالموسم الصيفي بالمناطق الشرقية من مديريات المنطقة تمثل ميزة نسبية بهذه المديريات لا تقل أهمية عن زراعة الصحراء، حيث تزرع مساحات كبيرة بالمناطق الشرقية من مديريات باجل والحجيلة وبرع والسخنة والمنصورية وبيت الققيه والضحي والمغلاف والسخنة بأصناف متعددة من الذرة الرفيعة الحمراء والبيضاء وتتميز بحصولها على هطول مطري مناسب أكثر من السواحل، وتغمرها السيول لقربها من السلسلة الجبلية ولها خصوصية في انتاجها المبكر عن بقية الساحل، حيث شارف الحصاد هذا العام على الانتهاء، وكان موسماً متميزاً وغزير الانتاج.
ويأمل التوفيق من الله سبحانه وتعالى للدفع بالزراعة الموسمية عبر الجمعيات في هذه المناطق للمزيد من التوسع في الموسم القادم من خلال الاهتمام بها وتوفير مدخلات الانتاج في الوقت المناسب قبل بداية الموسم المطري لحراثة واستصلاح وزراعة كل المساحات الممكنة بالتعاون مع الجمعيات والجهات ذات العلاقة.
ويضيف: “لنا تجربة جمعية الحجيلة بالتعاون مع مركز الارشاد الزراعي بالحجيلة أمل كبير لتحقيق النجاحات المطلوبة بأقل التكاليف من خلال حملات التوعية وشحذ الهمم واستنهاض المزارعين لزراعة أراضيهم وتوفير البذور والديزل لصغار المزارعين.
ويوضح حاتم أن الزراعة المطرية الصيفية لهذا العام بمديرية الحجيلة غطت مانسبته 90_95 % من المساحة الزراعية بالمديرية، وكان موسماً استثنائياً من حيث الانتاج والمساحة المزروعة، مؤكداً العزم على تكرار تلك الخطوط لبقية المديريات خلال المواسم القادمة والاستعداد لها بالتخطيط المبكر مع الجمعيات لحصر أراضي الزراعة المطرية الصيفية بالمناطق الشرقية ووضع برنامج زراعي لاستثمار كل المساحات الممكن زراعتها، والتسلح بعوامل نجاح تتمثل بالاستعانة بالله تعالى وتسليماً وتنفيذاً لموجهات السيد العلم -يحفظه الله- والاعتماد على ما حباه الله لهذه المناطق من مميزات مناخية وجيولوجية التي بمشيئة الله ستكون رافداً لا يقل أهمية عن زراعة الصحراء.
ويشير إلى أن المناطق الشرقية من محافظة الحديدة يمكن الحصول فيها على حصادين من الموسم تتضمن انتاج حبوب من الموسم الرئيس، وانتاج ثاني من العقبة التي تصل لمرحلة انتاج الحبوب في الكثير من المناطق، ويمكن تعميمها بالتوعية والارشاد لمضاعفة انتاج وحدة المساحة من الحبوب بنفس الموسم.
شراكة مثمرة
وفي السياق ذاته يقول رئيس اللجنة الزراعية بمحافظة الحديدة، مطهر يحيى الهادي إن موسم حصاد الذرة الرفيعة يعد من الفترات الحيوية التي تساهم في تعزيز الأمن الغذائي في المحافظة، لافتاً إلى أن المحصول يعتبر من المحاصيل ذات القيم الغذائية العالية، حيث يُستخدم في إعداد العديد من الأكلات التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة بين سكان المنطقة.
ويضيف: “نحن في اللجنة الزراعية نشيد بجهود الجمعيات ومراكز الإرشاد الزراعي بالهيئة العامة لتطوير تهامة ووحدة تمويل المبادرات والمشاريع الزراعية التي بذلت في سبيل دعم المزارعين سواء عبر القروض أو الجوانب الفنية.
بدوره يؤكد رئيس جمعية الحجيلة الزراعية حسن مطهر مزرية على أهمية التعاون بين المزارعين والجمعية والمنطقة الزراعية الوسطى في تعزيز زراعة الذرة الرفيعة في المديرية.
ويقول: “هذا التعاون ساهم في تحسين الإنتاج وزيادة فرص التسويق للذرة الرفيعة.”، مضيفاً أنه خلال الموسم عملت الجمعية بالشراكة مع مكتب الإرشاد بالمديرية على تنظيم ورش عمل لتدريب المزارعين على أفضل الممارسات الزراعية، وتقديم الإرشادات اللازمة لتحسين إنتاج المحصول وهذا ما أدى إلى نجاح الموسم.
وفي الوقت الذي يبدأ فيه مزارعو تهامة بعمليات حصاد محصول الذرة الرفيعة تشهد بقية المحافظات اليمنية حراكاً مجتمعياً لحصاد المحصول.
ويوضح المزارع قايد قامص، وهو من منطقة عنبان بمحافظة ذمار أن هذا العام كان حصاد الذرة الرفيعة جيدًا مقارنة بالعام الماضي، مبيناً أن موسم حصاد الذرة الرفيعة في عزلتي ذاهب وعنبان يبدأ في 26 سبتمبر، حيث تكون المحاصيل قد نضجت بشكل كامل، ويتم الحصاد على مراحل، حيث يبدأ المزارعون في قطف المحاصيل عندما تصل حبوب الذرة إلى مرحلة النضج المناسبة.
ويشير إلى أنه قبل بدء موسم الحصاد، يقوم المزارعون بالعديد من الاستعدادات، بما في ذلك التأكد من جاهزية الأدوات الزراعية، وتنظيم العمالة اللازمة لعملية الحصاد، ومتابعة الظروف الجوية لضمان حصاد المحصول في الوقت المناسب.
الذرة الرفيعة في بلاد الروس
وعلى سياق متصل تعد مديرية بلاد العروس بمحافظة صنعاء واحدة من بين أهم المناطق زراعة لمحصول الذرة الرفيعة.
وفي هذا الصدد يقول مدير مكتب الزراعة ببلاد الروس- محافظة صنعاء الدكتور مبخوت القشيبي إن المديرية تشتهر بزراعة الذرة الرفيعة بكل أنوعها (البيضاء والحمراء والصفراء) حيث يبدأ موسم زراعتها من 25 مايو، ويتم حصاد المحصول من منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتعتبر من المحاصيل الصيفية وتزرع في كل من قرى عزلة وعلان، الشرقي، والمناطق المرتفعة من عزلة العبس.
ويشير إلى أن بلاد الروس تزرع الذرة الرفيعة (زراعة مطرية) في المناطق التي تم ذكرها سابقاً، بينما تزرع الذرة الشامية في كل مناطق مديرية بلاد الروس زراعية صيفية وشتوية، وتكون الشتوية في وادي اعشار، ووادي الجار.
وبين القشيبي أن “عملية انتخاب البذور تتم على عدة مراحل وخطوات عملية يقوم بتنفيذها فريق الارشاد الزراعي وبالتعاون مع المزارعين في اطار المدارس الحقلية، وتحت اشراف ومتابعة مستمرة من إدارة فرع الزراعة والري بالمديرية التي تم تشكيلها، وذلك بأهمية انتخاب البذور بطريقة علمية حديثة وصحيحة واحياء المواريث القديمة التي يحصل عليها الفريق من المزارعين ذات الخبرة، ومن وكبار السن، حيث يتم انتخاب البذور في الحقل وانتخابها، وعدم حصادها حتى تنضج ثمارها، كما تتم التوعية المستمرة للمزارعين بعملية التخزين الصحيحة، نظراً لعدم وجود بنك للبذور، موضحاً أن مكتب الزراعة والري يقوم بتوزيع برشورات توعوية للمزارعين عن كيفية انتخاب البذور وطريقة تخزينها وحفظها وبصورة مستمرة.
ويؤكد أن مكتب الزراعة بالمديرية يقدم العديد من الخدمات وبتعاون شركاء التنمية من مكتب الزراعة بالمحافظة وجمعية القطاع الجنوبي التعاونية الزراعية منها:
-1 تشكيل مدارس حقلية لكل محصول على مستوى القرى والعزل.
-2 تكليف فريق الارشاد واللجان الزراعية في الجمعيات التنموية في إدارة، وإقامة هذه المدارس من بداية العملية الزراعية حتى الحصاد وعملية ما بعد الحصاد.
-3 اسناد المزارعين وتوعيتهم حول الإجراءات المتخذة لمكافحة الآفات الزراعية إن وجدت وفق مبادرات مجتمعية يديرها الجانب الفني في إدارة الفرع مع فريق الإرشاد الزراعي.
-4 توفير حصادات عبر مكتب الزراعة بالمحافظة لحصاد هذه المحاصيل بأسعار مخفضة.
-5 تفعيل البرامج الزراعية المتنوعة بعد اعداد الدراسات والخطط (برنامج التوسع في زراعة الحبوب والبقوليات، الزراعة الطارئة) وفق تنسيق مستمر ومتابعة مستمرة، لتنفيذها تحت إطار الزراعة التعاقدية المرحلة الثانية للموسم الزراعي 1446هـ الموسم الشتوي حيث سيتم زراعة ما يقارب 400 هكتار بمحاصيل الذرة الشامية والقمح من الحبوب والفاصوليا البيضاء من البقوليات.
ومع بدء موسم حصاد الذرة الرفيعة في كل موسم في اليمن، يظهر التزام المزارعين والجهات المعنية بتحسين الإنتاجية وتعزيز الأمن الغذائي، وهذا التعاون بين المزارعين والجهات الحكومية والجمعيات الزراعية يعتبر مفتاحاً لتحقيق النجاح في هذا القطاع الحيوي.
ويتمنى القشيبي أن يكون هذا الموسم موسم خير ورزق وفير لجميع المزارعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى