حواراتصحافة

لدينا توجه لزيادة الرقعة الزراعية بمحافظة ريمة وهذا يمثــل هدفـًا مهماً لتحقيق الأمن الغذائي

مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة ريمة الأستاذ إبراهيم التكروري في حوار لصحيفة “اليمن الزراعية”:

أكد مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة ريمة إبراهيم التكروري أن المحافظة تتمتع بعدد من المقومات والموارد الزراعية والاقتصادية المهمة تجعلها قادرة على تحقيق تنمية زراعية واقتصادية إذا ما تم استغلال هذه الموارد بشكل فعّال.
وأوضح التكروري في حوار خاص مع صحيفة ” اليمن الزراعية” أن المساحة الصالحة للزراعة في ريمة تقدر بحوالي 200,000 ألف هكتار، بينما تُقدر المساحة المزروعة فعليًا بحوالي 70,000 إلى 80,000 ألف هكتار، مشيراً إلى أن المساحة المزروعة تتفاوت حسب العوامل المناخية والزراعية، فضلاً عن توفر المياه والموارد، مؤكداً أن التوجه الآن هو نحو تحسين أساليب الزراعة وزيادة الرقعة المزروعة، وهذا يمثل هدفًا مهماً لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.

حاوره / محمد أحمد

■ بداية، نرحب بكم أستاذ إبراهيم وفي البداية حدثنا عن المقومات والموارد الزراعية والاقتصادية التي تمتلكها محافظة ريمة؟
نعم، محافظة ريمة في اليمن تتمتع بمجموعة من المقومات والموارد الزراعية والاقتصادية التي تساهم في تنميتها، ومن هذه المقومات، الموقع الجغرافي، حيث تقع ريمة في منطقة جبلية، مما يوفر لها مناخًا مناسبًا للزراعة، والموارد المائية، بتوفر العديد من الأودية والينابيع التي تسهل ري المحاصيل الزراعية، إلى جانب التنوع الزراعي، حيث تشتهر ريمة بزراعة مجموعة من المحاصيل مثل البن، والذرة، والقمح، والبقوليات، والفاكهة.
بالإضافة إلى الثروة الحيوانية، حيث تمتلك المحافظة ثروة حيوانية جيدة تشمل الماعز، والأغنام، والأبقار، مما يعزز من الاقتصاد الزراعي، وكذلك السياحة الزراعية، والتي يمكن أن تساهم المناظر الطبيعية الخلابة والزراعة العضوية في جذب السياح، وهذا يعزز من الاقتصاد المحلي، ولا ننسَ البنية التحتية، والتي على الرغم من بعض التحديات، فإن وجود طرق ومرافق تجارية يسهل حركة المنتجات الزراعية ويعزز من التبادل التجاري.
إذاً، فإن محافظة ريمة بشكل عام، تمتلك مقومات تجعلها قادرة على تحقيق تنمية زراعية واقتصادية تؤهلها لتحقيق التنمية المستدامة إذا ما تم استثمارها بالشكل الصحيح ودعمها بالتقنيات الحديثة والسياسات المناسبة، واستغلال هذه الموارد بشكل فعّال،

■ ريمة ذات طبيعة خلابة وبيئة متنوعة، وضح لنا وللقارئ ماهي البيئة والأقاليم المناخية التي تتمتع بها ريمة؟
نعم، فمحافظة ريمة تتمتع بطبيعة خلابة وبيئة متنوعة تدعمها عدة أقاليم مناخية، أولها البيئة الطبيعية بتضاريس جبلية ووديان عميقة، مما يخلق تنوعاً في الأنظمة البيئية، ويؤدي إلى وجود مناظر طبيعية رائعة، وكذلك الغابات، حيث تحتوي المحافظة على مناطق غابية تضم أنواعاً مختلفة من الأشجار والنباتات، مما يسهم في التنوع البيولوجي.
ثانياً: الأقاليم المناخية، وتعد محافظة ريمة من المناطق التي تتمتع بمناخ معتدل، حيث تتراوح درجات الحرارة بين المعتدلة والباردة، خاصة في المرتفعات الجبلية، إلى جانب الموسم المطري، والذي يمتد عادةً من أبريل إلى سبتمبر، ويتلقى الأمطار بكميات جيدة، مما يساعد على دعم الزراعة، ويغذي الموارد المائية، وكذلك العوامل المناخية المحلية، والتي تعود إلى تضاريسها، قد تختلف الظروف المناخية في مناطق مختلفة من المحافظة، مما يساهم في تنوع الزراعات الممكنة.
ثالثاً: التنوع البيئي، فهناك الحياة البرية، حيث يُمكن رؤية حياة برية متنوعة في ريمة، تشمل أنواعًا مختلفة من الطيور والثدييات، مما يدل على صحة البيئة، إلى جانب الأنظمة البيئية، وتضم المحافظة مجموعة من الأنظمة البيئية مثل الغابات والشجيرات والأراضي الزراعية، كل منها يدعم تنوعًا بيولوجيًا فريدًا.
وبالتالي بيئة محافظة ريمة بفعل تضاريسها المتنوعة ومناخها المعتدل تنتج مجموعة متنوعة من الأنظمة البيئية التي تعزز الحياة النباتية والحيوانية.. هذه العوامل تجعل ريمة منطقة مثالية للزراعة وتنوع الحياة، مما يزيد من جمالها الطبيعي.

■ دائماً ما نردد عبارة : ” ريمة الجبل، والوادي”.. ما هي أشهر الوديان والجبال في محافظة ريمة؟
فيما يخص الوديان فهناك، وادي مزهر، وادي رماع، وادي علوجه، وادي الرباط، وادي سهام، وادي سيل، أما من حيث الجبال فهناك جبل برد، وجبل يغعان، وجبل عزان، وجبل ضلملم.

■ نظراً لتنوع تضاريس ومناخ ريمة تتعدد المحاصيل الزراعية فيها حدثنا عن أهم المحاصيل الزراعية التي تزرع في ريمة؟
في الحقيقة هناك عدد كبير من المحاصيل الزراعية التي تزرع في المحافظة، ومن أهم المحاصيل، البن، والذي يعتبر من المحاصيل الرئيسية في ريمة، ويحظى بشهرة كبيرة في الأسواق، خاصةً البن الريمي ذي الجودة العالية.
ومحصول الذرة، وهو من المصادر الرئيسة للغذاء، وكذلك القمح، الذي يزرع بشكل واسع في ريمة إلى جانب محصول الشعير والذي يزرع في المناطق ذات المناخ المتوسط.
كما تُزرع الفاكهة البرتقال، الليمون، والتفاح، وتساهم في تنوع الانتاج الزراعي، نفس الأمر ينطبق على الخضروات، والتي تشمل العديد من الأصناف مثل البطاطس، الطماطم، والبصل، التي تُزرع في مختلف المواسم، ومن المحاصيل الهامة زراعة الحبوب الكاملة، من خلال زراعة أنواع مختلفة من الحبوب المستخدمة في التغذية، مثل الحبوب الزيتية.
وبالتالي، هذا التنوع الزراعي يُساهم في تأمين احتياجات السكان الغذائية ويُعزز من الاقتصاد المحلي، مما يجعل ريمة منطقة غنية بالموارد الزراعية.

■ كم مساحة ريمة وكم المساحة الصالحة للزراعة والمساحة المزروعة؟
تُقدر المساحة الصالحة للزراعة في محافظة ريمة بحوالي 200,000 ألف هكتار، بينما تُقدر المساحة المزروعة فعليًا بحوالي 70,000 إلى 80,000 ألف هكتار.
والواقع أن المساحة المزروعة تتفاوت حسب العوامل المناخية والزراعية، فضلاً عن توفر المياه والموارد، تُزرع فيها محاصيل متنوعة، كما أن التوجه نحو تحسين أساليب الزراعة وزيادة الرقعة المزروعة يمثل هدفًا مهمًا لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.

■ هل لديكم احصائيات عن المساحات المزروعة لكل محصول وكميات الإنتاج؟
تعد محافظة ريمة من المناطق الزراعية في اليمن حيث تنمو فيها مجموعة متنوعة من المحاصيل. وعمومًا، يمكن تلخيص بعض المحاصيل الرئيسية وكميات الإنتاج التقريبية كما يلي:

  1. الحبوب:
  • الذرة: تُعتبر من المحاصيل الأساسية، وتقدر المساحة المزروعة عادةً حوالي 20,000 ألف هكتار، مع إنتاج يصل إلى 50,000 ألف طن سنويًا.
  • الدخن: يُزرع في مساحات أقل، عادةً حوالي 5,000 هكتار، مع إنتاج يقارب 8,000 طن.
  1. البقوليات:
  • الفول: يُزرع في حوالي 10,000 هكتار، مع إنتاج يُقدر بـ 12,000 طن.
  1. الخضروات:
  • الطماطم: تُزرع في مساحة حوالي 3,000 هكتار، بإنتاج يصل إلى 15,000 طن.
  • البصل: تُزرع في حوالي 1,500 هكتار، مع إنتاج يُقدر بـ 5,000 طن.
  1. المحاصيل الاقتصادية:
  • البن المساحة المزروعة بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2021م بلغت 7906 هكتار، والكميات المنتجة 9210 طنا.
    وما يجب أن نلفت إليه هو أن كميات الإنتاج تختلف بناءً على الظروف المناخية، فاستخدام تقنيات الزراعة، ومدى توفر المياه. للحصول على معلومات دقيقة ومفصلة، يُفضل الرجوع إلى التقارير الزراعية المحلية أو الجهات المختصة.

■ تتفرد محافظة ريمة بزراعة الزنجبيل والكركم.. ماهي الأسباب التي جعلتها تزرع هذه المحاصيل؟ ومن متى زرعت فيها؟
في الحقيقة هناك عدة أسباب جعلت محافظة ريمة مناسبة لزراعة هذه المحاصيل، والتي يمكن تلخيص بعضها في عدة نقاط:

  1. الظروف المناخية المناسبة: تتمتع ريمة بمناخ معتدل مع أمطار موسمية جيدة، مما يوفر بيئة ملائمة لنمو الزنجبيل والكركم.
  2. التربة الخصبة: تتمتع المحافظة بتربة غنية بالمواد العضوية، مما يساعد في تحسين نمو المحاصيل ويزيد من غلة الإنتاج.
  3. التقاليد الزراعية: تاريخياً، يشتهر سكان ريمة بزراعة المحاصيل الطبية والتوابل، لذا، قد تم نقل المعرفة والتقنيات المتعلقة بزراعة الزنجبيل والكركم عبر الأجيال، مما ساهم في تعزيز زراعتهما.
  4. متطلبات السوق: هناك طلب محلي وعالمي مرتفع على الزنجبيل والكركم لمنافذ الطهي والأغراض الطبية، مما يشجع الفلاحين على زراعتها.
    أما عن تاريخ زراعتهما في المحافظة، فإنه يعود إلى منتصف القرن الماضي بحسب ما أفاد به المزارعون في بني سعيد منطقة الحيم.

■ من أهم المحاصيل الزراعية التي تزرع في ريمة البن.. ما واقع زراعة في ريمة حاليًا؟
نعمـ فالبن أحد المحاصيل الأساسية في المنطقة، والواقع الزراعي للبن حاليًا يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

  1. الإنتاجية: زراعة البن لا تزال تمثل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد المحلي، حيث يسعى المزارعون إلى تحسين إنتاجية محاصيلهم من خلال تبني أساليب الزراعة الحديثة.
  2. التحديات: تواجه زراعة البن في ريمة عدة تحديات، مثل قلة مياه الري، العوامل المناخية، الآفات، والأمراض، مما يؤثر على الغلة وجودة المحصول.
  3. الممارسات الزراعية: هناك جهود لتحسين الممارسات الزراعية من خلال توفير التدريب للمزارعين حول أساليب زراعة البن وزيادة الوعي بجودة المحصول.
  4. الدعم الحكومي: قد تتواجد برامج حكومية تعمل على تقديم الدعم للمزارعين، وذلك عن طريق توفير المدخلات الزراعية والمساعدة في التسويق.
  5. الأسواق: يتمتع البن من محافظة ريمة بسمعة جيدة في الأسواق المحلية والدولية، مما يزيد من الاهتمام بالمحصول ويشجع على زيادة المساحات المزروعة.
    وعلى العموم، هناك جهود مستمرة لتحسين واقع زراعة البن في ريمة، لكن التحديات لاتزال قائمة وتتطلب انتباهًا من الجميع لضمان استدامة الإنتاج وتحسين الجودة.

■ رغم كميات الإنتاج الكبيرة من البن في ريمة لكننا لا نجده في الأسواق لماذا؟
يرجع سبب عدم توافر البن من محافظة ريمة في الأسواق رغم كميات الإنتاج الكبيرة، إلى عدة أسباب منها:

  1. نقص البنية التحتية: قد تفتقر المنطقة إلى بنية تحتية جيدة للنقل والتوزيع، مما يجعل من الصعب نقل المنتجات إلى الأسواق بشكل فعال.
  2. التحديات الاقتصادية: الانخفاض في الأسعار، أو عدم وجود دعم مالي كافٍ للمزارعين، قد يؤدي إلى عدم قدرة المزارعين على تسويق إنتاجهم.
  3. التجارة غير المنظمة: قد يكون هناك صعوبات في تنظيم أسواق البن، مما يؤدي إلى عدم وجود قنوات بيع مناسبة أو مباشرة للمزارعين.
  4. التركيز على الاستهلاك المحلي: قد يفضل بعض المزارعين استهلاك البن في السوق المحلي أو بيع كميات صغيرة للتجار المحليين، مما يقلل من تواجده في الأسواق الكبيرة.
  5. الجودة والتسويق: قد تحتاج منتجات البن إلى المزيد من الجهود في التسويق والترويج لجذب المشترين، وهذا يعتمد على جودة المنتج ومدى وعي المستهلكين به.
    وفي الحقيقة من المهم تعزيز الاستراتيجيات لتحسين تسويق البن من المنطقة، من خلال تسهيل النقل، زيادة الوعي بجودة المنتجات، وتقديم الدعم للمزارعين.

■ ما هو دوركم في تنمية وتطوير زراعة البن وتسويقه باسم البن الريمي؟
فيما يخص دورنا في تنمية وتطوير زراعة البن وتسويقه باسم البن الريمي يمكن أن يشمل عدة مجالات:

  1. التوعية والإرشاد: تقديم المعلومات للمزارعين حول طرق الزراعة الحديثة والممارسات الزراعية الجيدة لتحسين جودة محصول البن.
  2. البحث والتطوير: دعم الدراسات البحثية التي تسعى إلى تحسين أصناف البن وتعزيز مقاومة الأمراض وزيادة الإنتاجية.
  3. تشجيع التعاونيات: تعزيز إنشاء الجمعيات التعاونية بين المزارعين لتسهيل عمليات التسويق وتوفير الدعم الفني والمالي.
  4. التسويق: العمل على تطوير استراتيجيات تسويقية فعالة لتعزيز العلامة التجارية للبن الريمي، بما في ذلك الترويج له في المعارض والأسواق المحلية والدولية.
  5. التدريب والتطوير: تقديم برامج تدريب للمزارعين حول كيفية تسويق المنتج واستخدام المنصات الرقمية لزيادة وصولهم إلى الأسواق.
  6. تحسين سلسلة التوريد: دعم إنشاء نظم لوجستية فعالة لضمان وصول البن من المزارع إلى السوق بأفضل حالة ممكنة.
    هذه الأنشطة يمكن أن تسهم في رفع مستوى إنتاجية وجودة البن الريمي وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للمزارعين والمجتمعات المحلية.

■ الحمر الهندي يعد محصولاً مهماً ويزرع في ريمة.. حدثنا عن هذا المحصول والخطوات التي تم اتخاذها لتنمية زراعته؟
الحمر الهندي، أو ما يُعرف أيضاً باسم “الجنجلان” أو “الكينوا”، يُعد محصولاً مهماً خاصة في المناطق الجبلية مثل ريمة في اليمن، والذي يتميز بقيمة غذائية عالية وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية القاسية.
الخطوات التي تم اتخاذها لتعزيز زراعة الحمر الهندي، وزيادة إنتاجه، مما يسهم في تحسين سبل العيش للمزارعين ويدعم الاقتصاد المحلي في منطقة، عبر توعية المزارعين، من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعريف المزارعين بفوائد زراعة الحمر الهندي وأساليب الزراعة الجيدة، كما عملنا على توفير البذور الجيدة، والمعتمدة من سلالات عالية الجودة التي تتناسب مع بيئة ريمة، لضمان تحقيق إنتاجية أفضل.
بالإضافة إلى تحسين ممارسات الزراعة، من خلال توجيه المزارعين نحو أساليب الزراعة المستدامة، مثل استخدام الأسمدة العضوية وتقنيات الري المناسبة لتوفير الموارد المائية، وهناك جانب مهم هو التسويق والدعم المالي، عبر إنشاء قنوات تسويقية لتسويق محصول الحمر الهندي، بالإضافة إلى توفير قروض ميسرة للمزارعين لدعمهم في بدء مشروعهم الزراعي.
كما يمكن تعزيز زراعة الحمر الهندي في محافظة ريمة، عبر البحث والتطوير، وتعاون مع مراكز البحث العلمي لتطوير أصناف جديدة من الحمر الهندي تتسم بمقاومة الأمراض والآفات وزيادة الإنتاجية، وكذلك تشجيع الزراعة المشتركة، وفكرة الزراعة التبادلية أو المشتركة مع محاصيل أخرى لتعزيز الإنتاجية وحماية التربة، وفي الأخير التقييم الدوري، والذي يقصد به إجراء تقييمات دورية لمعرفة مدى نجاح الخطوات المتخذة والبحث عن فرص التحسين لتطوير زراعة الحمر الهندي.

نستكمل بقية الحوار في العدد القادم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى