مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة البيضاء عبد الله العامري في حوار مع “اليمن الزراعية”:
أكد مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة البيضاء عبد الله العامري أن النشاط الزراعي هو الأكثر أهمية في المحافظة والمصدر الرئيس للدخل لمعظم المواطنين، مشيراً إلى أن هناك توسع زراعي كبير، واستصلاح للأراضي الصالبة والمتروكة في ظل القيادة الثورية لتحقيق الاكتفاء والأمن الغذائي.
وقال العامري في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” إن هناك مشاريع متعددة يتم العمل عليها من أجل تحقيق التنمية والنهوض بالقطاع الزراعي في المحافظة.
حاوره / أيمن قائد
■ بداية، لو تعطونا نبذة عن أبرز المقومات الزراعية والموارد الاقتصادية التي تمتلكها محافظة البيضاء؟
في البداية نرحب بكم وبصحيفة اليمن الزراعية التي لها الدور الكبير في نقل ونشر العمل الزراعي والتنموي.
والواقع أن القطاع الزراعي في محافظة البيضاء، هو قطاع حيوي وهام، ويعتبر الركيزة الأساسية والاقتصادية؛ كونها محافظة زراعية، وتمتاز بخصائصها الطبيعية، والمناخية مثل معدلات سقوط الأمطار والحرارة المعتدلة صيفاً، والباردة شتاءً، وكذلك التربة، حيث تختلف أنواع التربة في المحافظة تبعاً لطبوغرافية المناطق والرطوبة، الأمر الذي أدى هذا إلى تنوع الإنتاج النباتي، وزيادة الإنتاج الحيواني.
ومحافظة البيضاء تتميز بغطاء نباتي متنوع، تختلف كثافته من منطقة إلى أخرى، وهناك العديد من المصادر المائية مثل الأمطار والمياه الجوفية والسطحية والحواجز المائية والسدود والغيول.
ويعد النشاط الزراعي هو الأكثر أهمية في المحافظة والمصدر الرئيس للدخل لمعظم سكان المحافظة، إذ نجد أن معظم السكان يعيشون في المناطق الريفية، ويمثلون حوالي 75%من سكان المحافظة، ومرتبطين ارتباطاً كاملاً، ومعتمدين في معيشتهم على الزراعة في ظل معدل النمو السكاني المتزايد سنوياً.
■ ما هي المحاصيل الزراعية التي تزرع في البيضاء؟
يتنوع التركيب المحصولي في المحافظة ما بين محاصيل الحبوب، والبقوليات، والخضروات، والفواكه، كما يلي:
•الحبوب: الذرة الرفيعة، القمح، الشعير، الذرة الشامية.
•محاصيل البقوليات: الدجر(اللوبيا)، العدس، الفاصوليا، العتر الحالة والفول.
•الخضروات: البطاطس، الطماطم، البصل، ثوم، الكوسة، الكراث، البسباس، وغيرها من محاصيل الخضروات.
•الفاكهة: التين (الروم)(بلس)، البرقوق، التفاح، الفرسك، الرمان، الليمون، الجوافة، الزيتون، التوت وغيرها.
•المحاصيل النقدية: البن، السمسم، القات.
■ هل لديكم إحصائية حول المساحة التي تعتبر صالحة للزراعة وكذلك إحصائية أخرى للمساحة المزروعة في المحافظة؟ وهل هناك توسع في زراعة المحاصيل في ظل الثورة الزراعية؟
لا توجد لدينا إحصائية دقيقة في الوقت الحالي، وإنما يمكنكم الرجوع إلى مصدر كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2022م.
للعلم إن هناك توسع زراعي كبير واستصلاح للأراضي الصالبة والمتروكة في ظل القيادة الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والقيادة السياسية وقيادة المحافظة، ممثلة بالأخ المحافظ اللواء عبد الله علي إدريس، وتنفيذاً لموجهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي للتوسع، وزيادة الإنتاج والاعتماد على أرضنا وموردنا، وتقليل فاتورة الاستيراد للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وتحقيق الأمن الغذائي خاصة في ظل الحصار والعدوان على بلادنا.
■ تشتهر محافظة البيضاء بزراعة التين.. ما هي العوامل التي ساهمت بزراعة هذا المحصول وماهي خطتكم للتوسع في زراعته؟
تشتهر المحافظة بزراعة التين، وتحديداً في مديرية ذي ناعم، ذو الثمرة الكبيرة، ويعتبر من أجود أنواع التين في الجمهورية اليمنية، والعوامل التي ساهمت في زراعة هذا المحصول هي التنوع البيئي والمناخي والتربة، وكذا الإهتمام من قبل العمليات الزراعية السليمة إضافة إلى أن محصول التين من المحاصيل المتساقطة الأوراق التي تجود زراعته في بعض مديريات المحافظة.
وتحت شعار الجبهة الزراعية من أجل النهوض بالقطاع الزراعي -بعون الله تعالى- وبدعم اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وقيادة المحافظة تحقق حلمنا بإنشاء المشتل الزراعي المركزي التابع لمكتب الزراعة والري في مركز المحافظة، حيث تم تفعيل وتنشيط المشتل، وتم عمل حملة تقليم لجمع عقل التين وتكاثرها في المشتل، ومن خلال هذا المشروع الهام سوف نعمل على التوسع في زراعته في بقية مديريات المحافظة؛ كون إنتاجه وتسويقه سيكون مريحاً جداً للمزارعين، وأيضاً للحد من التوسع في زراعة القات بداية الموسم.
■ حدثنا عن أهمية الجمعيات الزراعية في النهوض بالقطاع الزراعي؟
أهمية الجمعيات الزراعية تسهم في القضاء على الفقر والبطالة من خلال تجميع عدد من الناس في خدمة المجتمع والنهوض به من مجتمع مستورد إلى مجتمع مكتفي ذاتياً، ومن خلال تحسين أساليب العمل والتوسع الرأسي والأفقي في الإنتاج من أجل رفع مستوى معيشتهم وحياتهم،كما إن الجمعيات التعاونية تعمل على استنهاض وتحفيز المجتمع كشريك أساسي في صناعة الجبهة التنموية، وإيجاد مشاريع تنموية هادفة، وإشراك كل فئات المجتمع في التنمية، كبار وصغار ونساء، وتنظيمهم في المجال التنموي للتغلب على العوائق التي تواجه في المجال البيئي والزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
■ كم عدد الجمعيات في البيضاء وما واقعها؟
عدد الجمعيات التي تم إشهارها هي سبع جمعيات زراعية، وهناك ثلاث جمعيات سيتم اشهارها قريباً إن شاء الله.
وواقع الجمعيات في تحسن من خلال دعمها بالبذور كقروض والديزل كقروض بيضاء، ومدهم بالحراثات والشيولات بسعر ساعة العمل بأقل ما يمكن من أجل زيادة التوسع، واستصلاح الأراضي الصالبة والمهملة وزراعتها بمحاصيل الحبوب والبقوليات.
■ماذا عن نسبة المبادرات المجتمعية في المحافظة وكيف تنظرون إلى أهميتها بشكل عام؟ وكيف تجدون تفاعل المجتمع معها؟
المبادرات المجتمعية، هي الخطوة الأولى لتلبية احتياجات المجتمع بنسبة كبيرة، وتبرز أهميتها من خلال معرفة المجتمع لاحتياجاته، حسب المنطقة والموارد المتوفرة فيها، ويعتبر ضعف تفاعل المجتمع أحد الصعوبات نتيجة ضعف الوعي المجتمعي بأهمية النهوض بالقطاع الزراعي.
■ المياه ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي.. ما واقعها في محافظة البيضاء؟
تعتبر محافظة البيضاء من المحافظات التي معدل هطول الأمطار السنوي قليل جداً، الأمر الذي لا يكفي لتغذية المياه الجوفية، ناهيك عن استخدام واستنزاف المياه في زراعة القات على حساب محصول الحبوب، وكذا الحفر العشوائي للآبار، ومصادر المياه متعددة في محافظة البيضاء من حيث السدود والآبار السطحية والجوفية والخزانات والكرفانات والبرك، إضافة إلى الأمطار الموسمية.
■ حصاد مياه الأمطار دائماً ما تحث عليه القيادة الثورية.. ماهي خططكم لتنفيذ هذه الموجهات؟
- تنفيذ المشاريع والمبادرات المجتمعية في إنشاء الحواجز المائية والسدود وحفر الآبار.
-الاهتمام بإنشاء الحواجز والسدود والخزانات والبرك والكرفانات للاستفادة من مياه الأمطار وتغذية المياه الجوفية.
-تنظيف المنشآت المائية الحالية من الرسوبيات والأتربة وصيانتها. - التنسيق مع السلطة المحلية في المديريات لمنع شفط مياه السدود والحواجز لري القات، بالإضافة إلى عمل لائحة لإدارة وتشغيل هذه المنشآت.
-رفع الوعي المجتمعي بخطورة الاستنزاف الجائر للمياه وللعودة الجادة إلى الله والاستقامة.
-إعداد الدراسات الفنية للمنشآت المائية وتنفيذها.
-ادخال تقنية الري الحديث ورفع الوعي بين أوساط المجتمع.
-التنسيق مع السلطة المحلية والمياه بعدم الحفر العشوائي.
■كم عدد السدود والحواجز والخزانات والبرك في محافظة البيضاء؟
يوجد في المحافظة مالا يقل عن (150) سداً وحاجزاً، وخزاناً، بالإضافة إلى البرك.
■يعد الإرشاد الزراعي جانباً هاماً في دعم وتحقيق التنمية والنهضة الزراعية.. ما الذي تحققه إدارة الإرشاد في البيضاء؟
إدارة الإرشاد الزراعي تعتبر جانباً مهماً في القطاع الزراعي؛ كونها تلعب الدور الأكبر في نشر التقنيات والأساليب الزراعية الصحية الحديثة والسليمة بين أوساط المزارعين بهدف تحسين وزيادة الإنتاج الزراعي من خلال العمل الارشادي التوعوي والنزول الميداني، والإجابة على جميع الاستفسارات التي تطرح من قبل المزارعين، وفروع الزراعة، كما أنها قامت بإعداد خطة ودراسة لتشكيل واستكمال المدارس الحقلية في بعض مديريات المحافظة، كما أنها قامت بعمل دراسة أولية وإحصائية لمربي النحل في ثلاث مديريات، ومن خلال هذا تم إقامة دورة تدريبية لعدد 200 نحال، ودعمهم بالأدوات والخلايا.
كما يستمر دورها في العمل الارشادي بشكل متواصل، وبلا انقطاع.
■ التسويق الزراعي حلقة مهمة في سلسلة العمليات الزراعية.. حدثنا عن أهميته وكيف يمكن تفعيل هذه الحلقة الهامة؟
يعتبر التسويق الزراعي حلقة متصلة اتصالاً مباشراً مع الإنتاج الزراعي، لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير، ويحتاج إلى رؤية عملية بين العرض والطلب لتلبية التعامل بين الإنتاج والاستهلاك.
■بشكل عام.. ماهي أبرز النجاحات والإنجازات التي تحققت في المحافظة بالنسبة للقطاع الزراعي؟
أبرز الإنجازات هي:
- تعزيز مصادر المياه من خلال انشاء الحواجز والسدود والدعم بالمنظمات وشبكات الري للآبار.
- التوسع في المساحات الزراعية من خلال استصلاح الأراضي الزراعية.
- إقامة المشتل المركزي التابع لمكتب الزراعة في مركز المحافظة والذي من خلاله يتم إنتاج شتلات الفاكهة بصفة عامة والتين بصفة خاصة، وكذا الخضروات والحرفيات والزيت وغيرها من الشتلات.
■ تعتبر الثروة الحيوانية الجزء الآخر للقطاع الزراعي، ما واقعها في محافظة البيضاء وما الذي تقومون به لتعزيز هذا الجزء المهم؟
الثروة الحيوانية في محافظة البيضاء تعتبر من الموارد الرئيسية لتأمين الدخل لنسبة كبيرة من الأسر، بل إن الثروة الحيوانية لمئات الأسر تعتبر المصدر الأكثر لتأمين معيشتهم.
وتمتلك محافظة البيضاء ثروة كبيرة، تصل إلى 700 ألف رأس؛ وذلك لما تتميز به المحافظة من وجود مراعي(غطاء) نباتي بمساحات واسعة، حيث استطاع الكثير من السكان الذين يمتلكون ثروة حيوانية استغلال المراعي المتوفرة في عموم مديريات المحافظة في رعي وتربية الأغنام والماعز والأبقار والجمال وغيرها.
ويقوم مكتب الزراعة بالعديد من الأعمال للحفاظ على الثروة الحيوانية منها:
-العمل التوعوي في أوساط المجتمع والمسالخ والجمعيات وأصحاب الثروة بعدم ذبح إناث وصغار الحيوانات.
-المعالجات اليومية للأمراض الحيوانية التي تصل إلى المراكز البيطرية.
-نزول البيطريين للمعالجات في المناطق والقرى بحسب البلاغات من الإخوة المزارعين.
-القيام بأعمال الترصد الوبائي والابلاغ عن الأمراض ومكافحتها.
-مكافحة مرض الدورة الحلزونية والطفيليات الداخلية والخارجية في جميع المديريات.
-الإبلاغ والمعالجة والتوعية لمرض الحمى القلاعية المنتشرة حالياً ونزول البيطريين القيام بالمكافحة والعمل.
-القيام بأعمال التحصين الروتيني لمرض الجدري وطاعون المجترات الصغيرة في حالة انتشارها في أي منطقة والتحصين الدوري لمنع انتشار الأمراض.
■ ما هي أبرز الصعوبات والاشكاليات أو المعوقات التي تواجه القطاع الزراعي بشكل عام في محافظة البيضاء؟
-عدم توفر وسائل نقل المكتب، وكذا لفروع الزراعة بالمديريات.
-نقص الكوادر الزراعي والارشادي في المديريات.
-نقص الكادر البيطري.
-عدم وجود نفقات تشغيلية المكتب والفروع.
■ ما هي خططكم المستقبلية التي تسعون لتحقيقها بهدف التطوير والتوسع ولتحقيق التنمية و التغلب على الصعاب؟
-إنشاء الجمعيات الزراعية في جميع مديريات المحافظة.
-التوسع الرأسي والأفقي في المساحة وزيادة الإنتاج للوصول للاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي.
-استصلاح الأراضي الصالبة والمتروكة والمهملة.
- دعم المزارعين بالمنظومات.
-الاهتمام بإقامة المنشآت المائية واستغلال مياه الأمطار.
-التوسع في زراعة شتلات التين(البلس) في جميع المديريات.
■ كلمة أخيرة
أشكر كل العاملين في صحيفة “اليمن الزراعية” على طرح الأسئلة الموضوعية المتعلقة بالقطاع الزراعي، والتي تقدم من خلالها المعلومات المتعلقة بهذا القطاع الهام بمحافظة البيضاء.