إرشاداتصحافة

الغشاش وتلوث خليج عدن.. مخاطر تتجمع في قلب الميناء

عبد الفتاح العوذلي

يُعد خليج عدن من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يشكل حلقة وصل بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، والعناية بهذا الخليج واجب وطني، وأخلاقي وبيئي يقع على عاتق جميع المعنيين في حفظ البيئة البحرية، إلا أن ما يحدث اليوم في مجرى الأحداث يعكس صورة مغايرة لما يجب أن تكون عليه الأمور.
لقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد كميات الأوساخ والنفايات، التي تتجمع في مناطق محددة داخل الميناء، مما تسبب في تلوث بيئي خطير.
نقصد هنا ما يُعرف بـ “الغشاش”، والذي أصبح بمثابة مكاناً لتجمع النفايات، حيث تتراكم فيه كل ما يمكن أن يؤثر سلباً على النظام البيئي المحلي.
تؤدي نفايات الميناء، من زيوت وأسمدة ومواد كيميائية، إلى تدهور الحياة البحرية، فبجانب أنها تُضر بالكائنات البحرية، فإنها تؤثر أيضاً على المجتمعات المحلية التي تعتمد على البحر في معيشتها وتغذيتها.
إن تلوث المياه يؤدي إلى تراجع الثروة السمكية ويعرضها للخطر، مما يزيد من معاناة الصيادين وعائلاتهم.
علينا أن نتذكر أن خليج عدن ليس مجرد مساحة مائية، بل هو دلالة على هوية وثقافة شعب كانت وما زالت ترتبط بهذا البحر العظيم، لذلك يجب أن نتكاتف جميعاً، من مؤسسات حكومية ومنظمات معنية لنشر الوعي، ووضع الخطط الاستراتيجية لحماية هذا المرفق الحيوي.
إن مكافحة التلوث في خليج عدن تتطلب التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة المحلية والمجتمعات المدنية.
وختامًا، أوجه دعوة إلى جميع المعنيين بجدية من أجل مواجهة هذه المشكلة الملحة، والعمل على إنقاذ خليج عدن من مظاهر التلوث الخطيرة التي تهدد وجوده.. فلنحافظ على جمال وسلامة بحرنا، ولنجعل من خليج عدن نموذجاً يُحتذى به في الحفاظ على البيئة البحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى