قصص نجاح

مـن رحــم الصعـوبات يولــد الإبـــداع

لجين في تربية الدجاج البلدي بأمانة العاصمة

اليمن الزراعية – دنيا أحمد

في ظل الظروف الصعبة والمعوقات التي تواجه تربية الثروة الحيوانية في المدن، حيث تندر المساحات الخضراء ويزداد التلوث، نجحت لجين، خريجة كلية الزراعة بجامعة صنعاء قسم الإنتاج الحيواني، في تحدي كل هذه الصعوبات، بشغفها وحبها لهذا المجال.
استطاعت لجين تحويل التحديات إلى فرص، محققة حلماً كبيراً في تربية الثروة الحيوانية، ومتبعة شغفها رغم كل العقبات.
بدأت لجين مسيرتها في مجال تربية الحيوانات، وسط بيئة حضرية تفتقر إلى المراعي والأماكن المناسبة للرعي، رغم ذلك، قررت لجين الاستمرار في التعلم وحصلت على درجة الماجستير في تحسين سلالة الدجاج البلدي، فاختارت سقف منزل عائلتها في المدينة كمكان لبداية مشروعها، متجاوزة قيود المدينة وقلة الموارد المتاحة.
لم تكن رحلة لجين سهلة، فقد واجهت مشكلة غلاء الأعلاف والحبوب، التي تعد أساس تغذية الدواجن، ومع ذلك، لم تستسلم، بل بحثت عن مصادر أرخص، واستخدمت التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج.
لجأت إلى تقنية الضوء لتحفيز العصب البصري لدى الدواجن، مما يسهم في تحفيز إنتاج البويضات وسرعة التكاثر.
انطلقت لجين في مواجهة التحديات وأظهرت إبداعًا في إعداد العلف الخاص بالدواجن بنفسها، إذ قامت بتركيب خليط يحتوي على فيتامينات، حبوب، ونخالة، مع إضافة الثوم والليمون إلى مياه شرب الدواجن، مما ساعد في تعزيز مناعتها وحمايتها من الأمراض التي تهدد صحتها.
لم تقتصر إنجازات لجين على مشروعها الخاص فقط، بل سعت لتوعية النساء في المناطق الريفية مثل صعدة وبني مطر بأهمية تربية الحيوانات واستخدام الأساليب الحديثة في ذلك.
قدمت دورات تدريبية للنساء، بهدف تحسين الإنتاج الحيواني وتعزيز الاكتفاء الذاتي.
أصبحت لجين اليوم واحدة من النماذج الناجحة في المجتمع اليمني، حيث جمعت بين الدراسة والعمل والمساهمة في التوعية المجتمعية، كما كرست حياتها من أجل حبها للزراعة، وسعت لزيادة الإنتاج وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، مما يجعلها مثالًا يُحتذى به في مواجهة التحديات وتحقيق النجاح.
ومن خلال إصرارها وجهودها المستمرة، تمكنت لجين من بناء مشروع ناجح في بيئة غير ملائمة، وأثبتت أن النجاح ممكن عندما يترافق الطموح مع العمل الجاد والإبداع.
وتعد لجين اليوم واحدة من أصحاب المشاريع المؤثرة، التي تسهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمع على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى