من طالب علم إلى مربي نحل بارز في ريف حجة
محمد منصور
اليمن الزراعية – رضوان دبأ
في إحدى قرى محافظة حجة الهادئة، حيث الطبيعة البكر والجبال الوعرة، عاش الشاب العشريني “محمد منصور” حياة مليئة بالتحديات والمسؤولية المبكرة.
بعد فقدان والده في سن صغيرة، أصبح محمد هو العائل الوحيد لأسرته المكونة من والدته وستة إخوة.
وعلى الرغم من الفقر والظروف الصعبة، لم يرضَ محمد بالاعتماد على المساعدات، بل حلم بتغيير واقع أسرته.. اجتهد في دراسته وكان من المتفوقين، إلا أن الوضع المادي المتدهور أجبره على ترك الدراسة في بداية المرحلة الثانوية، لكنه لم يستسلم، وقرر البحث عن طريق آخر لتحقيق الاستقرار.
فكر محمد مليا في مشروع يضمن دخلاً مستدامًا لأسرته، ووقع اختياره على تربية النحل.. قبل عامين، اقترض مبلغًا صغيرًا من أحد أصدقائه واشترى خمسة أعواد نحل. لم تكن لديه خبرة، لكن شغفه دفعه للبحث والتعلم عن هذا المجال. كان يقضي ساعات طويلة في مراقبة النحل، ودراسة بيئتها وسلوكها، وتطبيق نصائح الخبراء والمربين المحترفين.
واجه محمد العديد من الصعوبات في البداية؛ حيث تعرضت خلاياه للأمراض، وتكهن سكان قريته بفشله لأن المنطقة لم تكن معروفة بنجاح هذا النوع من المشاريع. لكنه لم ييأس. واصل التعلم والعمل بجد، ومع مرور الوقت بدأ يلاحظ تحسنًا في صحة النحل وتكاثرهم، ما ساعده على تجاوز العقبات.
نجاح لافت
بعد عامين فقط، توسع مشروع محمد ليشمل 70 عود نحل. لم يقتصر دخله على إنتاج العسل، بل بدأ أيضًا ببيع الشمع وأعواد النحل، ونجح في تصدير جزء من منتجاته إلى السعودية. أصبح مشروعه مصدر رزق مستدام، ليس فقط له بل لعائلته بأكملها، حيث يعمل إخوته الآن معه في تطوير المشروع.
أصبح محمد اليوم نموذجًا يُحتذى به في قريته، حيث ألهم العديد من الشباب لدخول مجال تربية النحل. كما بات يقدم النصائح والإرشادات للراغبين في بدء مشاريع مشابهة، مما عزز روح التعاون والإبداع في مجتمعه.
قصة محمد منصور هي دليل حي على أن الإصرار والعمل الجاد قادران على تحويل التحديات إلى فرص، وبناء مستقبل مشرق حتى في أصعب الظروف.