حواراتصحافة

مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة تعز المهندس عبد الله الجندي في حوار لليمن الزراعية:

لدينا خطة مستقبلية شاملة في الإنتاج والتوسع الزراعي تبلغ تكلفتها حوالي 600 مليون ريال للعام 1446هـ

أكد مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة تعز المهندس عبد الله الجندي أن محافظة تعز بدأت هذا العام بتجربة زراعة القمح بنصف طن من البذور، مشيراً إلى أن هناك إقبال من المزارعين للتوسع في زراعة القمح ضمن مشروع التوسع الزراعي بالمحافظة.
وقال الجندي في حوار مع صحيفة “اليمن الزراعية” إن محافظة تعز تمتلك الكثير من المقومات الزراعية، منها تنوع المناخ، وتعدد التضاريس، وخصوبة التربة، مما يؤهلها لزراعة مختلف المحاصيل الزراعية من حبوب وفواكه.

حاوره / أيمن قائد

بداية أستاذ عبد الله.. لو تحدثنا عن أبرز المقومات الزراعية والموارد الاقتصادية التي تمتلكها محافظة تعز، وما هي أبرِز المحاصيل الزراعية فيها؟
تعتبر محافظة تعز من المحافظات المهمة زراعياً؛ نظراً لامتلاكها للعديد من المقومات الزراعية، فهي محافظة متنوعة المناخ، ومتعددة التضاريس تجمع بين مناخ الساحل، ومناخ الجبال المرتفعة، كما توجد فيها العديد من الأودية والقيعان الزراعية الخصبة، بالإضافة إلى جريان العديد من الغيول أهمها غيل وادي نخلة الذي يستمر في الجريان طول العام في مديرية شرعب السلام، وشرعب الرونة، وغيل ورزان في مديرية خدير، وغيل وادي الخرجة فى مديرية حيفان، وغيل وادي رسيان في مديرية التعزيه ومقبنة وغيرها من العيون.
كما توجد في المحافظة العديد من الموارد الاقتصادية من أهمها زراعة محاصيل الحبوب المختلفة، أبرزها: (الذرة الرفيعة البيضاء والحمراء، والذرة الشامية، والدخن، والسمسم، والدجرة).
وتزرع في العديد من المديريات الخضار بكل أنواعها، أهمها:(الطماطم، والكوسا، والخيار، والفلفل الحار) وغيرها، وهي موارد اقتصاديه مهمة للمزارع، بالإضافة إلى وجود الثروة الحيوانية، وأهمها: (الأغنام، والماعز، والأبقار، والإبل).
كما توجد في المحافظة المراعي الطبيعية للنحل، وأهمها: (أشجار السدر، والضبة، والسلم، والقرض)، وهي مصادر متنوعة للعسل.
وفي المحافظة أيضاً تزرع العديد من الفواكه، أهمها: (الجوافة، والمانجو، والتين الشوكي، والتين الرومي، والليم الحامض، والرمان، والباباي، والموز).

هل هناك توسع في زراعة المحاصيل الزراعية في ظل الثورة الزراعية؟
نعم، يوجد توسع زراعي في ظل الثورة الزراعية، وأهم المحاصيل التي يتم التوسع في زراعتها هي محصول الذرة الشامية، والبقوليات، الفاصوليا والعدس.
وبدأنا هذا العام في تجربة زراعة القمح، فقد تم إجراء التجربة بزراعة قرابة نصف طن من بذور القمح، وهناك إقبال من المزارعين للتوسع في زراعة القمح، حيث يأتي هذا التوسع ضمن مشروع التوسع الزراعي بالمحافظة.

قبل حوالي شهر تم بدء العمل في برنامج الزراعة الطارئة للموسم الشتوي ومشروع التوسع في زراعة الذرة الشامية والقمح والبقوليات، وزراعة الأراضي المهملة في المحافظة، ما الذي قد تحقق من هذا البرنامج حتى اللحظة؟ وما الأهمية التي يضيفها هذا البرنامج بالنسبة للمحافظة سواءً على مستوى المواطن أو المجتمع الزراعي؟ وهل هناك معوقات أو عراقيل تقف أمام هذا البرنامج وتحد من مستوى نجاحه؟
بالنسبة للزراعة الطارئة ومشروع التوسع الزراعي الذي تنفذه الوزارة في الأراضي الصالحة، فقد واكبت المحافظة هذا التوجه من خلال الفريق التنموي بالمحافظة الذي يضم العديد من المكاتب المعنية.
حيث تم تدشين هذا المشروع من خلال تنفيذ ورشة مركزية بالمحافظة برئاسة الأخ المحافظ ومساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، حضر هذه الورشة مدراء المديريات بالمحافظة ومدراء فروع الزراعة بالمديريات والجمعيات التعاونية الزراعية ومدراء الإدارات بمكتب الزراعة والفرق التنموية بالمديريات ووكلاء المحافظة ومدراء عموم المكاتب التنفيذية الشركاء في العملية الزراعية والوحدة التمويلية بالمحافظة، وبلغ عدد المشاركين في هذه الورشة بحدود ثمانين مشاركًا.
كما تم أيضاً تنفيذ ثلاث ورش في المديريات، حيث تنقسم المحافظة إلى ثلاثة مربعات: (مربع شرقي يضم مديرية خدير وحيفان والصلو والمسراخ، ومربع وسط يضم مديرية التعزية وماوية وصبر الموادم، ومربع غربي يضم مديرية مقبنة وجبل حبشي)، حيث تم من خلال هذه الورش التعريف بأهمية الزراعة الطارئة، والتوسع الزراعي في زراعة محاصيل الحبوب (الذرة الشامية، والبقوليات، والقمح) وتعاون الجهات المعنية، والشركاء في هذه المواضيع الزراعية.
هذا البرنامج يضيف إلى المحافظة، والمواطن استشعار المسؤولية أمام الله، ويُحدث التوعية لإدراك أهمية التوسع الزراعي تنفيذًا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- الذي وجّه بإحداث ثورة زراعية في البلاد يتم من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الحبوب والثروة الحيوانية.
وبالنسبة للمعوقات، فمع أي عمل لابد من وجود معوقات، وأهم هذه المعوقات هي ارتفاع أسعار الديزل التي تشكل زيادة في كلفة الإنتاج الزراعي من خلال ارتفاع أجور ساعات الحراثة للأرضي الزراعية وكذلك القيام بعملية الري للمحاصيل، بالإضافة إلى انتشار أمراض الآفات النباتية، وأهمها دودة الحشد التي تصيب محصول الذرة الشامية.

حدثنا عن أهمية الجمعيات الزراعية في النهوض بالقطاع الزراعي؟ وكم عدد الجمعيات في تعز وما واقعها؟
الجمعيات الزراعية لها أهمية بالغة في النهوض بالقطاع الزراعي بكل جوانبه، وما تمثله هذه الجمعيات من دعم للاقتصاد المجتمعي الواسع، فقد واكبت محافظة تعز هذا التوجه، حيث تشكلت حتى الآن خمس جمعيات تعاونية زراعية متعددة الأغراض، تم إشهارها، وتصحيح أوضاعها، وقد تم تدريب خمسين متدرباً من هذه الجمعية، ولمدة خمسة عشر يوماً في صنعاء من خلال مؤسسة بنيان التي تولي هذا الجانب أهمية بالغة ، حيث سيكون للهيئات الإدارية دور في إحداث حراك تنموي كبير.
وبالإضافة إلى أن هذه الجمعيات القائمة توجد لجان تحضيرية في بقية مديريات المحافظة، وعددها ست لجان تحضيرية تقوم حالياً بتجميع مساهمات الأعضاء، ليتم إشهار هذه الجمعيات، وفي هذا المقام لابد أن نقول كلمة حق، حيث كان للأخ وكيل المحافظة لشؤون التنمية الشيخ عبد الواسع الشمسي، الذي بذل جهوداً كبيرة في تصحيح أوضاع هذه الجمعيات، وتشكيل هذه اللجان التحضيرية ولايزال حتى الآن يتابع باهتمام استكمال إشهار هذه الجمعيات.
ماذا عن نسبة المبادرات المجتمعية في المحافظة وكيف تنظرون إلى أهميتها بشكل عام؟ وكيف تجدون تفاعل المجتمع معها؟
المبادرات المجتمعية مهمة جدًا خصوصاً في هذه المرحلة؛ نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد نتيجة العدوان الغاشم والحصار الاقتصادي، والتي نجم عنها شحة كبيرة في الموارد المالية، مما سبب عجزاً كبيراً في تمويل الكثير من المشاريع التنموية.
والحل الأمثل لمواجهة هذه الأزمة هو تحرك المجتمع من خلال المبادرات المجتمعية في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والخدمية، فطاقات المجتمع البشري كبيرة، وليس لها حدود إذا ما توفرت النوايا الصادقة، والمجتمع اليمني هو مجتمع تعاوني، توجد لديه في موروثه الحضاري عادات وتقاليد في الفزعة والمعونة للآخرين، خصوصاً في الأعمال الخيرية خدمة للمصلحة العامة، وفي السنوات الأخيرة من خلال التوعية ظهرت العديد من المبادرات في مجال حصاد مياه الأمطار والطرقات والاستصلاح الزراعي وهي في تزايد مستمر لاسيما وقد توفرت العديد من المعدات الزراعية الثقيلة والخفيفة موزعة لتعمل في كل مديريات المحافظة.

ما هو واقع المياه بمحافظة تعز باعتبار المياه الركيزة الأساسية للنهوض بالقطاع الزراعي؟
المياه في محافظة تعز تعتبر شحيحة نوعاً ما، ولكن إذا ما تم تنظيم الاستفادة من مواسم الأمطار وإقامة المزيد من الحواجز والسدود والكرفانات والخزانات وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية وتنفيذ شبكات الري الحديثة يمكن التغلب على شحة المياه، وقبل كل هذا يجب العودة إلى الله بتوجه ونية صادقة فهو المغيث ومدر الأمطار، وبهذا التنظيم سنتغلب على الكثير من المعوقات الزراعية.

محافظة تعز شهدت أمطاراً غزيرة ومنها مديرية مقبنة.. حدثنا عن الخسائر التي تعرضت لها المديرية فيما يخص القطاع الزراعي، وماهي أسباب حدوث هذه الخسائر برأيك؟
بالنسبة للأضرار بسبب كوارث السيول فهناك أضرار كبيرة تحدث كل عام من خلال جرف الأراضي الزراعية، وفي هذا العام حدثت أضرار في بعض المديريات كمديرية شرعب الرونة وخدير وماوية وحيفان ، ولكن كان أكبر هذه الأضرار في مديرية مقبنه، حيث لحق ضرر في خمس عزل من عزل المديرية تمثل هذا الضرر بجرف الأراضي الزراعية، وإدخال الرسوبيات إلى الوديان، واقتلاع الأشجار المثمرة مثل الجوافة، والنخيل والموز وطمر المحاصيل الزراعية مثل الذرة الرفيعة والذرة الشامية والخضار، كما تم ردم العديد من الآبار وجرف مضخات الري ومنظومة الطاقة الشمسية والمنازل وغيره.
ومما فاقم هذه الأضرار هو البناء العشوائي، ووجود الآبار في مجاري السيول، بالإضافة إلى ضعف الغطاء النباتي وجرف المدرجات الزراعية في الجبال المحيطة بالمنطقة، إضافة إلى غزارة الأمطار، وعدم وجود حواجز مائية، وسدود في هذه المجاري للمياه، قد ساهم في زيادة الأضرار.

وماهي الإجراءات التي تم اتخاذها لعدم تكرار مثل هذه الكوارث؟
بالنسبة لما حدث من تحرك لنجدة هذه المنطقة، فقد كان التحرك سريعاً لزيارة المنطقة، حيث نزلت لجان ميدانية من كل الجهات، وبتوجيه من قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ محافظ المحافظة القاضي أحمد أمين المساوى والقيادات العسكرية بتوجيه من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، كما نزلت الفرق الميدانية من قيادة الوزارة، وتحركت كل الجهات بالعمل الميداني وتم توفير بعض المعدات الثقيلة لفتح الطرقات وفتح مجاري السيول وعمل الحمايات اللازمة والتي استمرت بالعمل لقرابة شهر.
كما تم التوجيه من الأخ المحافظ بنقل ثمان حراثات زراعية تم توفير اعتماد ديزل لها عبر وحدة التمويل الزراعية بالمحافظة، وقد ظلت هذه الحراثات بالعمل قرابة شهرين بإشراف من الجمعية الزراعية، ومكتب الزراعة بالمديرية وبمتابعة مباشرة من مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة مدير مديرية مقبنه الشيخ محمد الخليدي، ولأول مرة يحدث هذا التحرك السريع، وتلمس حاجة الناس، وتخفيف معاناتهم في المنطقة المتضررة.

من المعروف أن القيادة الثورية تحث بشكل دائم على أهمية حصاد مياه الأمطار بالشكل الصحيح؛ ما هي خططكم لتنفيذ هذه الموجهات؟
بالنسبة لتوجيه القيادة الثورية للاستفادة من مياه الأمطار، فقد تم اللقاء بين رئيس اللجنة الزراعية السيد إبراهيم المداني ووزير المالية الأسبق ومحافظ المحافظة ووكيل المحافظة لشؤون التنمية الزراعية ومساعد قائد المنطقة الرابعة ومدير عام الزراعة، حيث نجم عن هذا اللقاء ترشيح ثمانية عشر موقعاً لحصاد مياه الأمطار، كما تم تنفيذ هذه الدراسات عن طريق وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري وتنفيذ التوجيه القيادة الثورية، وقد تم إعداد خريطة مائية للمحافظة من قبل وكيل قطاع الري ووحدة تمويل المشاريع الزراعية، ومن خلالها تم حصر كل المنشآت المائية القائمة وأوضاعها الفنية، وكذا أهم مواقع الحواجز والكرفانات والسدود.

كم عدد السدود والحواجز والخزانات والبرك في محافظة تعز؟
بالنسبة لعدد الحواجز المائية والسدود يوجد حوالي عشرين سداً وحاجزاً مائياً بالمحافظة في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى.

بالانتقال إلى الإرشاد الزراعي الذي يعتبر جانباً هاماً في دعم وتحقيق التنمية والنهضة الحضارية.. ما الذي تحققه إدارة الإرشاد في تعز؟
بالنسبة لإدارة الارشاد الزراعي في المحافظة، فلدينا عجزاً كبيراً في كادر الإرشاد، بسبب انقسام المحافظة إلى قسمين نتيجة العدوان على اليمن، ولكن تم مؤخراً تعيين مدير لإدارة الإرشاد، وقد باشر عمله بعمل خطة لتنفيذ أربعين مدرسة حقلية في مختلف المديريات، وقد تم الرفع بوثيقة المشروع للوحدة التمويلية، والآن يتابع من أجل التنفيذ، وسيكون لها إن شاء الله الأثر الإيجابي على المزارعين.
كما يتم حالياً الاستعانة بالعديد من فرسان التنمية الذي تم تدريبهم عن طريق مؤسسة بنيان، فهم جنباً إلى جنب مع مدراء فروع الزراعة والجمعيات بالمديريات.

وبخصوص البيع والشراء بالوزن للمنتجات الزراعية.. كيف سيتم تنفيذه في محافظة تعز سواءً كانت الدواجن أو الخضروات والفواكه؟
بالنسبة للسوق المركزي بالمحافظة فقد تم التعميم على إدارة السوق، وتم تدشين العمل بالبيع بالأوزان قبل عامين، والأخ مدير إدارة التسويق بالمكتب يتابع هذه العملية ويشرف عليها.
أما بالنسبة للدواجن، فهذه الآلية لم تنفذ حتى اللحظة، فنحن بانتظار التعليمات الخاصة بهذا الموضوع من قيادة الوزارة، وسيتم إن شاء الله متابعة تنفيذها في الميدان.

وزارة الزراعة أعلنت عن البدء في تنفيذ برنامج الزراعة التعاقدية .. ما أهميتها و ما دوركم في تنفيذها؟
بكل تأكيد أن الزراعة التعاقدية لها أهميتها البالغة لما من شأنه الحد من فاتورة الاستيراد الذي تكلف البلاد مليارات الدولارات سنوياً، ومحافظة تعز تمتاز بزراعة محاصيل الحبوب بمختلف أنواعها أهمها الذرة الشامية، فقد بدأت بعض الجمعيات كجمعية خدير بالتوجه نحو الزراعة التعاقدية، ولايزال هذا الموضوع في بدايته، وقد تم عمل وحدة تعاقد زراعية في كل جمعية من الجمعيات الخمس الجاهزة.
وتم إرسال مندوبي هذه الجمعيات لتدريبهم في مؤسسة بنيان بصنعاء، وسيكون لهم دور في الميدان -إن شاء الله- إلى جانب مكاتب الزراعة في المديريات لتحديد المحاصيل الزراعية التي يمكن التعاقد بها مع التجار المستوردين خصوصًا في محافظة تعز التي يوجد فيها العديد من مزارع الدواجن، التي تستهلك كميات كبيرة من الأعلاف الذي يتم استيرادها من خارج البلاد، فتوفر هذه الحبوب التي تدخل في تصنيع أعلاف الدواجن محلياً سيوفر على التجار تكاليف النقل المرتفعة من خارج البلاد، وسيزيد الطلب لدى المزارعين مما يشجع على التوسع في الزراعة المحلية.
فيما يتعلق بالاستخدام العشوائي للمبيدات والذي توسع وزاد في جميع المحافظات وتسبب في انتشار الأمراض ومنها السرطان.. كيف يمكن تنظيم بيع تداول المبيدات والأسمدة الزراعية؟
الاستخدام العشوائي للمبيدات، هي مسألة تحتاج إلى توعية للمزارع والتاجر، فلابد من تنفيذ حملات توعية قوية ومستمرة إلى جانب رقابة فنية من مختصين الوقاية.
وفي الحقيقة نحن في محافظة تعز نعاني من نقص في الكوادر الفنية وهذا ينعكس على العمل الميداني في التوعية والرقابة، بالإضافة إلى كون محافظة تعز مجاورة لمحافظات عديدة تقع تحت سيطرة الطرف الآخر، مما يجعلها عرضة لدخول المزيد من هذه المبيدات المهربة والممنوعة.
وهناك تنسيق وتعاون مع الجهات الأمنية والمنافذ الجمركية، وهناك العديد من القضايا التي يتم رفعها إلى المحاكم، ونحن في المكتب نتابعها قضائياً، وقد صدرت العديد من الأحكام فيها، كما أن التفتيش والرقابة مستمرة من خلال إدارة الوقائع في المكتب بحدود امكانياتنا الفنية.
ولنا أمل في أن يتم الاستفادة من الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في الجامعات حالياً على حساب اللجنة الزراعية وبتمويل من وحدة التمويل بالمحافظة؛ كونهم من أبناء المحافظة وموزعين على عدد من مديرياتها.

ماذا عن واقع الثروة الحيوانية التي تعتبر الجزء الآخر للقطاع الزراعي؟ وما هو دوركم في تعزيز هذا الجزء الهام؟
بالنسبة للثروة الحيوانية، فإن محافظة تعز تقوم بتربية أعداد كبيرة من الأغنام والماعز والأبقار والجمال والتي يصل أعدادها إلى حوالي مليون ونصف رأس نتيجةً لتوفر المراعي الطبيعية المتنوعة والغنية بالأعشاب والنباتات المتنوعة، كما تشتهر بعض مديريات المحافظة بتصنيع الأجبان المحلية كمديرية مقبنة.
أما دورنا لتعزيز هذا الجانب؛ هو تنفيذ حملات التحصين ضد الأمراض المنتشرة وأهمها جدري الأغنام وطاعون المجترات الصغيرة، رغم توقف هذه الحملات من قرابة العامين.
ونحن حالياً بانتظار حملة قد طال الانتظار، حيث تنفذ هذه الحملات بالتنسيق مع الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بصنعاء، وفي هذا المقام نرجو من معالي الأخ الوزير الدكتور رضوان الرباعي التوجيه بسرعة تنفيذ هذه الحملة.
وقد قمنا بمحافظة تعز بالتنسيق مع مؤسسة بنيان بتدريب أعداد كبيرة من فرسان الصحة الحيوانية في مختلف المديريات وقد أصبحوا يقدمون الكثير من الخدمات البيطرية في مناطقهم.
ومن باب تسهيل تقديم الخدمات البيطرية في المديريات، قامت بعض الجمعيات التعاونية الزراعية بإنشاء صيدليات بيطرية في كلٍ من مديرية مقبنه ومديرية خدير، وتقوم جمعية التعزيه حالياً بعمل دراسة لإنشاء عيادة بيطرية بالمديرية من أجل تسهيل الخدمة البيطرية للمزارعين، حيث وأن هذا التمويل لهذه العيادات البيطرية عبارة عن قروض بيضاء تقدم عبر وحدة التمويل الزراعي بالمحافظة، وهناك توجه لإنشاء مثل هذه العيادات البيطرية في بقية المديريات.

بشكل عام.. ماهي أبرز النجاحات والإنجازات التي تحققت في المحافظة بالنسبة للقطاع الزراعي؟
أهم النجاحات الزراعية التي تحققت في المحافظة كثيرة وأهمها:
1 -تدريب حوالي 800 فارس تنمية و500 فتى تنمية من طلاب المراكز الصيفية، وهذا مكسب كبير للمحافظة.
2 -تأسيس وتصحيح وإشهار خمس جمعيات تعاونية زراعية في خمس مديريات، بالإضافة لتشكيل لجان تحضيرية في ست مديريات، وهذه اللجان التحضيرية تقوم حالياً بتأسيس أعضاء الجمعيات العمومية من خلال توزيع قسائم لشراء أسهم لأجل إشهار الجمعيات.
3 -إعادة تأهيل مشتل ورزان الزراعي بعد توقف استمر لأكثر من عشرة أعوام، وأصبح الآن المشتل ينتج كل ما تحتاجه المحافظة من شتلات زراعية، وفي مقدمتها البن وشتلات الفاكهة والشتلات الحراجية وأهمها السدر، بالإضافة إلى أنواع أخرى من نباتات الزينة والغابات.
4 – توفير وشراء ست حراثات وست دراسات للعمل بالجانب الزراعي بالمحافظة.
5 – شراء ثلاثة شيولات وبكلين لأجل العمل على التوسع في دعم المبادرات الزراعية وحماية الأودية والأراضي الزراعية وتنظيف الحواجز والسدود وتنفيذ الحواجز والكرفانات والاستصلاح الزراعي والتوسع في زراعة مساحات جديدة للتوسع.
6 – يجري حالياً صيانة عدد من الآليات التي كانت عاطلة ومتوقفة منذ فترة طويلة، ويتم إصلاحها بالتنسيق بين المحافظة وقيادة المنطقة الرابعة، وهو ما سيساعد المكتب في تنفيذ كثير من الأعمال الزراعية بالمحافظة.
7 -توفير 11 جهاز كمبيوتر محمول مع طابعة وتوزيعها على عدد من الادارات بالمكتب وفروع المكتب بالمديريات، ويتم حالياً الترتيب لعمل دورة تدريبية لمدراء فروع الزراعة بالمديريات ومدراء الادارات بالمكتب ستشمل هذه الدورة التدريب على استخدام أجهزة الكمبيوتر وإعداد الخطط الزراعية ورفع التقارير الدورية عن الأنشطة الزراعية.
8 – توزيع حوالي عشرين طناً من بذور الذرة الشامية والفاصوليا والقمح مواكبة للخطة الطارئة للزراعة الشتوية والتوسع الزراعي، ولايزال التوزيع مستمراً لهذه البذور حتى اللحظة.

وما هي أبرز الصعوبات والاشكاليات أو المعوقات التي تواجه القطاع الزراعي بشكل عام بمحافظة تعز؟
هناك عدد من الصعوبات والمعوقات التي تواجه القطاع الزراعي أهمها ما نجم عن العدوان على اليمن من قبل تحالف العدوان المستمر لعشره أعوام؛ أبرزها ارتفاع أسعار المشتقات النفطية خصوصاً مادة الديزل، مما ضاعفت من أجور حراثة الأرض، وكذا ارتفاع تكلفة السقاية للأراضي الزراعية المروية وارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج الزراعي من أسمده ومخصبات.
كذلك ارتفاع أسعار المبيدات في مكافحة الآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل الزراعية خصوصاً انتشار دودة الحشد الخريفي على الذرة الشامية التي جعلت الكثير من المزارعين يعزفون عن هذه الزراعة.
وكذلك عدم توفر سيارات رش لدى المكتب لتنفيذ حملات الرش بسبب نهب مرتزقة العدوان لسيارات الرش التي كانت متوفرة لدى المكتب، وفي هذا المقام فإنني أناشد معالي الأخ وزير الزراعة والثروة السمكية الدكتور رضوان الرباعي بتوفير عدد من سيارات الرش والمبيد، لتنفيذ حملات رش لمواكبة التوسع الزراعي الحالي.
ومن المعوقات التي تواجه القطاع الزراعي، هي قلة الكادر الفني المتوفر المتخصص في الجوانب الفنية المتعددة بسبب انقسام المحافظة، ووجود عدد كبير من كوادر المكتب مع الطرف الآخر من المحافظة، وكذا عدم توفر المرتبات والحوافز المالية، وعدم توفر وسائل مواصلات لدى المكتب والفروع لمتابعة النشاط الميداني، والقيام بالزيارات الميدانية المطلوبة للمتابعة ولتقييم.
ومن المعوقات عدم توفر مبنى للمكتب، ولبقية الإدارات، فنحن نعمل من خلال مبنى قديم للإرشاد في الحوبان، وهي بحاجة إلى ترميم وتوسعه.

وماذا عن خططكم المستقبلية التي تسعون لتحقيقها بهدف التطوير والتوسع ولتحقيق التنمية وفي التغلب على الصعاب؟
بالنسبة لخطة المكتب، فهناك خطة مشتركة مع وحدة التمويل الزراعية، وبمشاركة اللجنة الزراعية ومكتب التخطيط بالمحافظة تشمل العديد من الجوانب الزراعية المتمثلة في استكمال البناء المجتمعي من التدريب والتأهيل، وتجهيز الجمعيات التعاونية الزراعية، وتنفيذ المبادرات المجتمعية في الجانب الزراعي وفي حصاد مياه الأمطار والتوسع الزراعي في إنتاج شتلات البن والفاكهة، وإنتاج شتلات السدر، واستصلاح الأراضي الزراعية، وشراء آلات زراعية؛ حيث تبلغ الكلفة التقديرية لهذه الخطة للعام 1446هـ حوالي 600 مليون ريال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى