تقاريرصحافة

الــزراعـــة الشتـويــة

قــــروض بيضـــاء وتوســـع زراعـــــي

تُعد الزراعة الشتوية في بلادنا من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها القطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحسين معيشة المزارعين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وتتميز الزراعة الشتوية بأهمية كبيرة، كونها تُنتج محاصيل أساسية مثل القمح، الشعير، والبقوليات، إلى جانب بعض الخضروات التي تساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد.

اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي

وفي ظل الجهود المبذولة من مكاتب الزراعة والجمعيات التعاونية في عدد من المحافظات تبرز أهمية تنظيم وتوسيع هذا الموسم الزراعي لمواجهة التحديات المتمثلة في نقص الموارد المائية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، إضافة إلى انتشار الآفات الزراعية. ومع ذلك، يبقى الموسم الشتوي فرصةً مهمةً للنهوض بالقطاع الزراعي، وتحقيق خطوات ملموسة نحو الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد المحلي.

دور الجمعيات
يقول رئيس جمعية صباح التعاونية الزراعية في مديرية صباح بمحافظة البيضاء علي الواقدي إنه من المتوقع أن يتم زراعة حوالي 50 هكتارًا على مستوى المديرية، وقد تمت زراعة جزء من هذه المساحة، فيما سيتم استكمال الزراعة في الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن المحاصيل المزروعة تشمل القمح والشعير، مع توقع متوسط إنتاج يصل إلى 70 طنًا.”
ويضيف الواقدي أن الجمعية تقوم بتجربة زراعة 3 هكتارات من محصول البصل، معربًا عن أمله أن تكون النتائج مشجعة، مما يدعم خطط التوسع في زراعة الخضروات، لافتاً إلى إنجاز مهم يتمثل في استصلاح 40 هكتارًا من الأراضي الصلبة استعدادًا لزراعة القمح الصيفي، مشددًا على أن هذه الجهود تمت بجهود ذاتية رغم غياب الدعم المطلوب من وحدة التمويل بالمحافظة.
وقال :”لم نتلق سوى قروض من وحدة البذور ودعم من هيئة البحوث الزراعية ممثلة برئيسها الدكتور عبدالله العلفي، ونسعى لتحقيق مشاريع تعاونية واسعة في المستقبل، بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي.”
ويشير الواقدي إلى أن أبرز الصعوبات تتمثل في عمليات الحراثة، لتسهيل تجهيز الأراضي، وضعف توفير أنظمة الطاقة الشمسية لتخفيف أعباء الري على المزارعين.

مسح شامل
من جانبه يقول مدير عام مكتب الزراعة في محافظة إب حمود الرصاص إن المكتب نفذ عملية مسح شامل للأراضي الزراعية الشتوية الصالحة للزراعة، والمتوفرة فيها مصادر مياه الري، وذلك ضمن الاستعدادات للموسم الزراعي الشتوي الحالي.
ويضيف: “قمنا بتعميم إلى جميع مكاتب الزراعة في المديريات لإجراء عملية مسح دقيقة للمزارعين وأراضيهم، مع جمع بيانات تتضمن أرقام هواتف المزارعين لتسهيل التواصل والمتابعة، وقد تم تزويدنا من قِبل مؤسسة الحبوب بـ 123 طنًا من القمح والذرة الشامية والبقوليات، والتي تم توزيعها على المديريات المختلفة في المحافظة”، منوهاً إلى أن عمليات توزيع البذور شملت معظم المديريات، باستثناء مديريات الرضمة، يريم، السدة، والنادرة، حيث سيبدأ الموسم الشتوي فيها في شهر يناير القادم بسبب ظروف المناخ وموعد تجهيز الأراضي.
وبين أن محافظة إب تُعد من أبرز المناطق الزراعية في اليمن، حيث يتم زراعة ما يقارب 1000 هكتار من القمح خلال الموسم الشتوي، وهو ما يسهم في تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي.
وتطرق مدير مكتب الزراعة بمحافظة إب إلى أبرز التحديات التي تواجه المزارعين، وعلى رأسها دودة الحشد الخريفي التي تشكّل تهديدًا كبيرًا لمحصول الذرة الشامية، مؤكدًا أن المكتب يعمل على وضع خطط مدروسة لمكافحة هذه الآفة بالتعاون مع المزارعين.
وقال: “نخطط لتنفيذ حملات ميدانية لمكافحة دودة الحشد الخريفي في مختلف المديريات، وذلك لحماية محاصيل الذرة الشامية من الخسائر المحتملة.. هذه الجهود تأتي ضمن التزامنا بدعم المزارعين وتخفيف الأعباء عنهم”.

جهود مكثفة
من جانبه قال مدير عام مكتب الزراعة في محافظة البيضاء، المهندس عبد الله العامري، أن مكتب الزراعة يعمل بجهود مكثفة لضمان نجاح موسم الزراعة الشتوية، خاصة في محاصيل القمح والشعير باعتبارها من المحاصيل الاستراتيجية التي تساهم في الاكتفاء الذاتي.
ويوضح العامري أن مكتب الزراعة رفع مذكرة رسمية إلى محافظ البيضاء تتضمن مقترحات حول آلية تنفيذ الزراعة الشتوية في المديريات المختلفة، مشيرًا إلى أهمية تنظيم المساحات الزراعية لضمان تغطية الموسم بالكامل.
ويضيف أن هناك حاجة ملحة لاعتماد “الزراعة التعاقدية” مع الجمعيات الزراعية، بحيث تضمن الجمعيات حقوق المزارعين وتقدم الدعم اللازم، إلى جانب دورها في ضمان سداد القروض الزراعية، لافتاً إلى أنه تم تشكيل جمعية زراعية في مديرية نعمان بهدف تنظيم زراعة القمح والشعير والبقوليات، والحرص على الاستفادة من الأراضي التي تمتلك مصادر مياه مستدامة.
ويقول: “قمنا بتنفيذ ورشة عمل استهدفت تدريب المزارعين على كيفية إدارة زراعة القمح والشعير والبقوليات بشكل منظم، مع التركيز على اختيار مواعيد الزراعة المناسبة، وتُعد هذه الورشة خطوة أساسية لتطوير أداء الجمعيات الزراعية وتحقيق نتائج ملموسة”.
ويضيف العامري أنه تم توزيع 400 كيس من البذور عبر بعض الجمعيات الزراعية في مختلف المديريات، لتحفيز المزارعين وتشجيعهم على زراعة القمح والشعير.
ويواصل: “نسعى لتسهيل عملية التنظيم من خلال الجمعيات الزراعية، حيث يتم توزيع البذور عبر وحدة البذور، مع تقديم حوافز للمزارعين لضمان نجاح هذا الموسم وتوسيع المساحات المزروعة إلى ما بين 300 و400 هكتار، بل وأكثر”.
وتطرق مدير عام مكتب الزراعة في البيضاء إلى أبرز الصعوبات التي تواجه الزراعة الشتوية في محافظة البيضاء، وعلى رأسها نقص الإمكانيات لدى المزارعين، خاصة فيما يتعلق بتوفير أنظمة الري والطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن الجمعيات الزراعية تعتبر بمثابة “حكومة مصغرة” تدير شؤون المزارعين وتعمل على تذليل الصعوبات التي تواجههم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى