تقاريرصحافة

العناية بالأشجار في فصل الشتاء.. الخطوات والحلول

مع دخول فصل الشتاء، تدخل الأشجار المثمرة، متساقطة الأوراق مرحلة السكون، التي تعد أساسية لتحضيرها لموسم نمو وإنتاج جديد.

وفي هذه الفترة تكون عمليات الزراعة مثل التقليم والتسميد ضرورية في تعزيز صحة الأشجار، وزيادة إنتاجيتها، ومع مواجهة تحديات مثل انخفاض درجات الحرارة والصقيع، يصبح الالتزام بممارسات زراعية دقيقة ضرورة ملحة.

اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي

وفي هذا الشأن يقول المزارع محمد المهمة من صنعاء إن العناية بأشجار الخوخ تبدأ بعد انتهاء موسم الحصاد، حيث يتم ري الأشجار مرتين إلى ثلاث مرات، يلي ذلك رشها بالمبيدات الحشرية لمكافحة العناكب.
ويوضح أنه “بعد جني الثمار نقوم بحرث التربة للاحتفاظ بالرطوبة، ونتركها حتى انتهاء موسم الأمطار قبل أن نقلب التربة مرة أخرى”.
مع بداية شهر سبتمبر وحتى ديسمبر، تبدأ الأوراق بالتساقط، وفي شهر يناير نقوم بتقليم الفروع القديمة والجافة”.
ويضيف: “في شهر مارس نبدأ الري مجدداً، مما يهيئ الأشجار لموسم جديد بعون الله”.
من جانبه، يشرح المزارع بلال القيسي من محافظة ذمار أن موسم العناية بالأشجار كالفرسك يبدأ في نهاية شهر ديسمبر مع تقليم الأشجار، ويستمر حتى منتصف يناير، حيث يتم تنظيف الأشجار ورشها بالمبيدات الحشرية، ثم سقيها وفقاً لظروف كل منطقة.
يقول بلال: “في المناطق الدافئة نبدأ الري في شهر يناير، ونضيف السماد البلدي ونرش الأشجار بالفسفور في مرحلة الإزهار، وفي مرحلة خروج البراعم، نقوم بإضافة السماد النيتروجيني ومكافحة الفطريات، بينما يساعد عنصر الكالسيوم على تقوية الأزهار ومنع تساقطها”.

تساقط الأوراق
وعلى صعيد متصل يؤكد المهندس أحمد الهزبر، من المحطة الشمالية للبحوث، على أهمية العناية بالأشجار متساقطة الأوراق خلال فصل الشتاء، مثل: (الفرسك، الخوخ، اللوز، المشمش، البرقوق، التفاح، والعنبرود)، لضمان الحصول على إنتاجية عالية وجودة محسنة.
ويوضح المهندس الهزبر أن هذه الأشجار تدخل طور “السكون الشتوي” خلال أشهر (نوفمبر، ديسمبر، ويناير)، وهي فترة تسقط فيها الأوراق، وتتوقف الأشجار عن النمو لتستعد لموسم الإزهار والإثمار.
وخلال هذه المرحلة، تحتاج الأشجار إلى ساعات برودة تتراوح بين 250 و400 ساعة حسب نوع الصنف ليتم تحفيز نمو البراعم مع نهاية الشتاء.
ويشدد على ضرورة اتباع الخطوات التالية لضمان تهيئة الأشجار، بنثر السماد حول قاعدة الشجرة بمعدل مناسب لتغذية التربة، وتعزيز نشاط الجذور، ويتم نثرها بعد التسميد البلدي لتعزيز تكوين الجذور وتفعيل العناصر الغذائية في التربة، بالإضافة إلى استخدام مركبات تحتوي على الكالسيوم والبوتاسيوم بتركيز مناسب لتعزيز عقد الثمار وضمان إزهار مستقر ومثمر.
ويشير إلى أهمية توفير العناصر الصغرى مثل المغنيسيوم، المنجنيز، البورون، والزنك، لما لها من دور كبير في تحسين نمو الأزهار والثمار، وأن نقص هذه العناصر يؤدي إلى تأثير سلبي على نمو الأشجار وإنتاجيتها، مؤكداً أن
يؤكد المهندس الهزبر أن تقديم الرعاية المناسبة خلال فصل الشتاء يمكن أن يزيد من الإنتاج بنسبة تصل إلى 50%، كما يشير إلى أهمية الاستمرار في تقديم التغذية المتوازنة طوال موسم النمو لضمان إنتاجية عالية وعائد اقتصادي كبير.
ويقول: “العناية الجيدة بالأشجار خلال فترة السكون الشتوي هي مفتاح الحصول على محصول متميز، وذي جودة عالية.. “استثمر جهدك في رعاية الأشجار، وستحصل على نتائج تفوق التوقعات”.

تأثير البرودة
من جانبه يوضح أستاذ البستنة بكلية الزراعة والأغذية والبيئة المهندس إلياس مانع أن فصل الشتاء يمثل مرحلة حيوية للأشجار متساقطة الأوراق، حيث تدخل في طور “الراحة” نتيجة لانخفاض درجات الحرارة.
ويقول إن هذه المرحلة تساهم في حماية الأشجار من تأثير البرودة الشديدة وتؤهل البراعم للنمو والإزهار في فصل الربيع.
ويشير المهندس إلياس إلى ضرورة التفريق بين طور “الراحة” وطور “السكون”، فطور الراحة: يحدث في الأشجار متساقطة الأوراق خلال الشتاء نتيجة انخفاض درجات الحرارة، وهو ضروري لحمايتها وتجهيز براعمها للنمو.
أما طور السكون فيمكن أن يحدث في الأشجار مستديمة الخضرة والمتساقطة الأوراق على حد سواء، وهو استجابة لظروف بيئية غير مناسبة للنمو، حيث يتوقف نشاط الأشجار مؤقتاً.
ويؤكد على أهمية القيام ببعض العمليات الزراعية خلال مرحلة الراحة لتعزيز صحة الأشجار، كالتقليم الشتوي واستخدام السماد البلدي، والأسمدة الفوسفاتية لقدرتها على تعزيز نمو الجذور، حيث تُضاف الأسمدة الفوسفاتية التي تحتاج وقتاً طويلاً لتذوب وتصبح متاحة للنبات.
ويوضح أن الأشجار متساقطة الأوراق تستفيد من درجات الحرارة المنخفضة لتهيئة البراعم للنمو، لكن الصقيع يمثل تحدياً كبيراً، خاصة للأشجار مستديمة الخضرة التي لا تدخل في طور الراحة، مشيراً إلى أن درجات الحرارة المنخفضة بشكل مفرط قد تؤدي إلى تشقق الجذور والأفرع بسبب تجمد المياه داخل أنسجة الشجرة.
ويقدم المهندس مانع التوصيات لتقليل تأثير الصقيع، من خلال إحراق القش أو المخلفات النباتية في الليل لتوفير الدفء، والري الغزير الذي يتم قبل فتح البراعم لتحفيز النمو، مع التوقف عن الري أثناء الإزهار لمنع تساقط الأزهار، وإضافة الأسمدة النيتروجينية لتعزيز نمو الأزهار وزيادة كفاءة التفتح.
وينوه إلى أن درجات الحرارة المنخفضة خلال الشتاء تؤدي دوراً مهماً في إتمام العمليات الحيوية للأشجار متساقطة الأوراق، حيث تُهيئ البراعم للإزهار والنمو في الربيع، ما ينعكس إيجاباً على جودة المحصول وإنتاجيته.

المهندس الهزبر: الأشجار تحتاج إلى ساعات برودة تتراوح بين 250 و400 ساعة ليتم تحفيز نمو البراعم

المهندس مانع: الصقيع يمثل تحدياً كبيراً خاصة للأشجار مستديمة الخضرة التي لا تدخل في طور الراحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى