د. يوسف المخرفي
تعد الزراعة الموجهة من أبرز المفاهيم الزراعية الحديثة التي تعتمد على التخطيط الدقيق وتحديد الأهداف الواضحة والغايات المرسومة.
هذا النوع من الزراعة يركز على عناصر أساسية تشمل صغار المزارعين وربحيتهم، واحتياجات السوق، والإرشاد الزراعي، والتخطيط، بالإضافة إلى تعزيز الزراعة الحراجية والمثمرة والصحراوية والمستدامة.
في اليمن، تصنف معظم الحيازات الزراعية ضمن الحيازات الصغيرة، مما يجعل الزراعة الموجهة خياراً ملائماً لصغار المزارعين. ومع ذلك، فإن نجاح هذا النوع من الزراعة يتطلب توفر مجموعة من المتطلبات الأساسية التي يفتقر إليها القطاع الزراعي في بلادنا، وأبرزها التخطيط.
إن غياب التخطيط الزراعي على المستوى الوطني يؤدي إلى عشوائية في خيارات المزارعين بشأن المحاصيل التي يزرعونها، مما يعكس الافتقار إلى استراتيجيات زراعية منظمة.
من أبرز المعوقات التي تواجه تبني الزراعة الموجهة في بلادنا، التوسع العمراني العشوائي الذي يلتهم الأراضي الزراعية.. هذه المشكلة لم يتم التعامل معها بجدية، حيث لا توجد خطط، أو قوانين تجرّم تحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية، كما أن ضعف برامج الإرشاد الزراعي وغياب التوعية حول أهمية الزراعة الموجهة يعوق المزارعين عن تحقيق أهدافهم وتحسين إنتاجيتهم.
لمعالجة هذه التحديات، يجب البدء بإرادة وطنية لتبني التخطيط الزراعي كخطوة أولى، تتبعها حملات توعوية شاملة تستهدف المزارعين لتعريفهم بأهمية الزراعة الموجهة ودورها في تحسين حياتهم الاقتصادية، كما ينبغي تعزيز الزراعة الحراجية التعويضية للحد من الاحتطاب الجائر، وتشجيع الزراعة المثمرة للبساتين في المساحات الصغيرة، كالأحواش والأسطح والشرفات، إضافة إلى استغلال المناطق الصحراوية، مثل الجوف وصعدة وتهامة في مشاريع زراعية واسعة النطاق.
إن دعم أصحاب الحيازات الصغيرة يعتبر عنصراً محورياً في إنجاح الزراعة الموجهة.
يجب أن يتضمن ذلك تقديم الدعم الفني والمادي لهم، وتوجيههم لاختيار المحاصيل المناسبة لاحتياجات السوق، بما يضمن نجاحهم التجاري والاستمرارية في زراعة أراضيهم.
*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية