إرشاداتصحافة

تاريخ الزراعـة الشتوية في اليمن

عماد محمد الفقيه

يُعتبر فصل الشتاء من أكثر فصول السنة برودة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات دُنيا مقارنةً ببقية الفصول.
هذه الظروف تجعل من فصل الشتاء تحدياً للكائنات الحية التي تسعى للتأقلم مع درجات الحرارة المنخفضة.
وعلى الرغم من ذلك، تُعد الزراعة الشتوية في اليمن جزءاً مهماً من التراث الزراعي، إذ تُساهم في تحسين جودة التربة، وزيادة تدفّق الكربون العضوي إليها، إلى جانب ذلك، تُعد الزراعة الشتوية مجزيةً اقتصادياً وصحياً، إذ أنها تتطلب جهداً أقل، ومساحات صغيرة، وتوفّر الغذاء، وتُضفي جمالاً على الحقول.
في اليمن، كانت الزراعة الشتوية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأجداد، حيث مارسها اليمنيون القدماء بكل جد ونشاط باعتبارها مصدراً رئيسياً للغذاء والدخل. وقد تنوعت هذه الزراعات بين المناطق المنخفضة ذات المناخ المعتدل والمناطق المرتفعة ذات الطقس البارد.
ومن أبرز المحاصيل التي اعتادوا زراعتها خلال الشتاء “البر الشتوي”، الذي تُزرع بذوره من منتصف نوفمبر وحتى أوائل ديسمبر، ويمتد في بعض المناطق إلى شهر يناير.
يتم حصاد هذا المحصول في شهر مايو، ليكون أحد أهم مصادر القوت لدى اليمنيين في تلك الفترة.
للزراعة الشتوية في اليمن تاريخ طويل ينعكس في الأمثال الشعبية التي ارتبطت بها، حيث تناولت الحكمة اليمنية هذا الموروث الزراعي بعبارات تُظهر عراقة هذه الممارسات.
من أبرز هذه الأمثال قول علي ولد زايد: “ما الثلاث قد بها بر، الله يجمّل ويستر”، في إشارة إلى موسم حصاد البر الشتوي.
تُزرع في فصل الشتاء العديد من المحاصيل التي تتكيف مع برودة الطقس.
تشمل هذه المحاصيل: (البطاطس، الثوم، البصل، الجزر، الخس، الكراث، السبانخ)، وأنواعاً أخرى من الحبوب والبقوليات التي تتناسب مع طبيعة المناخ اليمني.
وتعد الزراعة الشتوية ثروة لا تُقدّر بثمن وموروثاً ينبغي الحفاظ عليه؛ لذا على المزارعين استغلال موسم الشتاء في زراعة الحقول بما يُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإحياء التراث الزراعي القديم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى