فتحي الذاري
يمر القطاع الزراعي في اليمن بفترة عصيبة نتيجة للعدوان والحصار الاقتصادي، وهو الأمر الذي زاد من سوء التسويق الزراعي، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وارتفاع الخسائر، بالإضافة إلى ذلك، يعتمد المزارعون بشكل كبير على المحاصيل التقليدية، مما يجعلهم عرضة للتغيرات المناخية والتقلبات في الأسواق.
ويمكن للزراعة الموجهة في بلادنا أن تحقق فوائد كبيرة، أبرزها تحسين الإنتاجية من خلال التركيز على زراعة المحاصيل التي تشهد طلباً مرتفعاً في السوق.
هذا التوجه سيساعد المزارعين على تجنب زراعة محاصيل فائضة لا تجد طريقها إلى السوق، كما تسهم هذه الاستراتيجية في تحسين جودة المحاصيل باستخدام التقنيات الحديثة، مما يسهل عملية التسويق داخلياً وخارجياً، علاوة على ذلك، تشجع الزراعة الموجهة على اعتماد ممارسات مستدامة تقلل من الأثر البيئي، وتحافظ على الموارد الطبيعية.
وفي حالة تطبيق الزراعة الموجهة لابد من الحاجة إلى عدد من الإجراءات المهمة كدعم البحث الزراعي لتطوير أصناف جديدة من المحاصيل تتناسب مع الظروف المناخية المحلية، وتحقق إنتاجية أعلى، كما ينبغي تنفيذ برامج تدريب مستمرة للمزارعين لتزويدهم بالمعرفة حول تقنيات الزراعة الموجهة وأهميتها.
من الضروري أيضاً تعزيز التعاون بين الحكومة، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص لتطوير مشاريع زراعية مشتركة وتبادل المعرفة والتكنولوجيا.
في ظل التحديات التي تواجه الزراعة في اليمن، يمكن أن تمثل الزراعة الموجهة حلاً فعّالاً لتجاوز هذه العقبات وتعزيز الإنتاجية والأمن الغذائي.
تحقيق ذلك يتطلب جهوداً متكاملة من كافة الأطراف المعنية، إلى جانب تعزيز الابتكار والتعليم والشراكة بين القطاعات المختلفة.
إذا نُفذت هذه الاستراتيجيات بشكل صحيح، فإن الزراعة الموجهة قد تكون عاملاً حاسماً في تحقيق التنمية المستدامة، وكذلك إنعاش الاقتصاد الوطني، وتحسين حياة ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيس للعيش.