إرشاداتصحافة

مواسم الصيد في البحر الأحمر

م. عبد السلام يحيى

يُعد البحر الأحمر من أغنى بحار العالم بالتنوع البيولوجي البحري، إذ يضم مئات الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية، مما يجعله وجهة بارزة للصيد التجاري والرياضي.
تختلف مواسم الأسماك فيه تبعًا لعوامل بيئية والأنواع المستهدفة، مما يتطلب إدراك توقيتات الصيد المثلى لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية. يتميز البحر الأحمر بدرجات حرارة مستقرة طوال العام، مما يدعم تنوع الأسماك وانتشارها. تؤثر عوامل مثل درجات حرارة المياه، مواسم التكاثر، وحركة التيارات البحرية على توزيع هذه الكائنات وتوافرها في أوقات محددة.
مواسم الصيد في البحر الأحمر تختلف بحسب نوع الأسماك، على سبيل المثال، أسماك الشعور تُفضل الصيد خلال فصلي الربيع والخريف، حيث تقترب من الشعاب المرجانية، في حين تتوفر أسماك الناجل والهامور طوال العام، ولكن تزداد فرص صيدها بين مارس ويونيو. التونة، كونها نوعًا مهاجرًا، تتكاثر في الشتاء بالمياه العميقة، بينما يُفضل صيد أسماك السردين خلال الفجر والمساء في الصيف. أما أسماك القرش والباراكودا، فتنشط خلال الربيع والخريف مع هجرة الأسماك الأصغر.
احترام مواسم الصيد أمر حاسم للحفاظ على التنوع البحري. تحديد فترات الراحة البيولوجية للأسماك والالتزام بالقوانين المحلية والدولية يسهمان في حماية المخزون السمكي من الاستنزاف. هذا ضروري لتقليل الصيد الجائر الذي يشكل تحديًا رئيسيًا إلى جانب تغير المناخ، الذي يؤثر على أنماط الهجرة والتكاثر، والتلوث البحري الناتج عن المخلفات والنفايات الصناعية.
يبقى البحر الأحمر كنزًا طبيعيًا يستوجب الحماية من خلال إدارة مستدامة للمصايد. إن فهم مواسم الأسماك والالتزام بتوجيهات الصيد يساهم في تحقيق توازن بين الاستفادة الاقتصادية والحفاظ على البيئة البحرية. بالتعاون بين الصيادين والجهات المختصة، يمكن ضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى