أيمن الرماح
تُركز نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية على الإنسان كنقطة محورية، مستندة إلى نظام معرفي يشمل السمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تسهم في حفظ التراث الزراعي وتعزيزه دون التأثير على استدامته وقدرته على الصمود.
التطور في المجال الزراعي يعكس هذا الموروث الغني الذي شكل قاعدة أساسية لنجاح الزراعة.
من قنوات الري التي تمتد لمسافات طويلة، إلى السدود المبنية بطرق هندسية دقيقة، والمدرجات الزراعية التي تزين قمم الجبال، والأدوات التقليدية المستخدمة في حراثة الأرض، وحتى المعالم التي تُستخدم لتحديد الفصول وحركة النجوم، وفي بلادنا مثل هذه الإنجازات جاءت من موروث زراعي متناقل عبر الأجيال، مما أدى إلى نهضة زراعية واسعة.
في الجانب السمكي، لا يقل الموروث أهمية، حيث شملت المعارف المتوارثة أدوات الصيد التقليدية، وتقنيات الصيد المختلفة، وأنواع الأسماك وطرق صيدها، بالإضافة إلى صناعة السفن وقوارب الصيد، وطرق الحفظ والتخزين.
كل هذه المعرفة ساهمت بشكل فعال في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وعززت الهوية الثقافية للبلد، كما وفرت فرص عمل للسكان المحليين، وأسهمت في تعزيز الأمن الغذائي.
لذا، من الضروري الحفاظ على هذا الموروث الزراعي والسمكي من خلال تعزيز التعليم الزراعي، وتشجيع السياحة الزراعية، وتوفير الدعم المادي والمالي اللازم لإحيائه، بما يضمن استمراريته ودوره المحوري في التنمية المستدامة.