موجهات حكيمة

الموروث الحضاري وارتباطه بالهـويـة الايمـانيـة

الدكتور : رضوان الرباعي

يمتاز اليمنيون دون غيرهم بهوية إيمانية متجذرة في أعماق تاريخهم الإسلامي،فمنذ بداية الدعوة الاسلامية استجاب اليمنيون لدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طواعية ودخلوا في دين الله افواحا.
و اسهم اليمنيون في نشر الإسلام في مشارق الارض ومغاربها،حيث انتقل العديد منهم إلى مناطق مختلفة للدعوة، مما جعل الهوية الإسلامية عنصراً أساسياً في تكوينهم الثقافي والاجتماعي.
تحتل جمعة رجب مكانة خاصة لدى اليمنيين، إذ يحيونها لأربتاطها وتزامنها بتاريخ دخولهم في الإسلام، حيث كان شهر رجب مرحلة فاصلة في التحول من الجاهلية إلى الإسلام. هذه المناسبة تمثل فرصة لتجديد الهوية الإيمانية للشعب اليمني واستذكار فضائل الدين الإسلامي،و تعزيز الروابط المجتمعية، حيث يجتمع الناس للاحتفال وتجديد عهود الإيمان..
فارتباطنا وتمسكنا بالهوية الإيمانية يعد احد عوامل الصمود والثبات امام التحديات، خاصة ونحن في مواجهة مباشرة مع العدو الامريكي الاسرائيلي لان إيماننا ينتهي بمواجهة أعدائنا وما نعيشه من صمود وثبات هو ثمرة تمسكنا بهويتنا الإيمانيه.
وإن تمسكنا بها يعني الأرتباط العميق بالقيم والمبادئ المستمدة من الدين،مثل القوة،والثبات،والجهاد والتي تصقل النفوس لتكون قادرة على مواجهة الظلم، وتزرع الأمل والإصرار في قلوب الناس، وتجعل من الإيمان مصدرًا للتضحية والثبات وطريق نحو النصر والعزة والكرامة..
ومن اهم الموروث الحضاري لشعبنا اليمني هو الاكتفاء الذاتي والذي يعد من كمال الإيمان وتدعيم اواصر الجبهة الداخلية، حيث يمتاز شعبنا بهويته الزراعية منذ القدم، وقد استطاع الأباء والأجداد أن يبنوا حضارتهم معتمدين على الزراعة في دعم الاقتصاد،فستطاعوا تطويع الطبيعة الجبلية وجعلوا منها مدرجات زراعية،وشيدوا السدود والصهاريج ونحتوا الجبال وخزنوا المياه،فزرعوا وحصدوا ثمار البلدة الطيبة.
فتاريخنا وموروثنا حافل بالعديد من القيم والعادات والأسلاف والأعراف المستمدة من التعليمات الألهية والمشروع القرآني،وهذا الأرث الحضاري الكبير يعد مفخرة لنا جميعا يجب الحفاظ عليه، لبناء المستقبل المشرق والواعد بالخير والنصر.
فتمسكنا بديننا وهويتنا الإيمانية وارثنا الحضاري والتي كادت أن تختفي وتتلاشى مع السنين ماكان ليحصل لولا القيادة القرآنية التي وهبنا الله، بقيادة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه- و السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله ويرعاه- الذين اعادونا إلى هويتنا الإيمانية التي تنتهي بالجهاد في سبيل الله الذي يحمي مشروعنا وارثنا الحضاري ، ويحثنا السيد القائد على التمسك بها، ويرشدنا إلى الطريق المستقيم الذي جعلنا نواجه التحديات والمخاطر التي تحاك ضد شعبنا اليمني، وما كان لنا أن نصمد ونثبث امام العدوان والحصار الذي يشن علينا منذ عشر سنوات لولا التمسك بالهوية الايمانية، التي تُشكّل درعًا حصينا يمنحنا القوة والصمود أمام التحديات،و تشجع على التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، مما يعزز الوحدة الوطنية ويمنع التفرقة.
كما أنها تُذكّرنا بأن الجهاد والتضحيات ليست عبثية، بل هي وسيلة لحماية القيم والمبادئ وضمان حياة كريمة للأجيال المقبلة.
فشعبنا اليمني ، رغم الحرب العدوانية المستمرة عليه منذ عشر سنوات، يعد مثالًا حيًا للصمود من خلال تمسكه بقيمه الدينية وهويته الإيمانية التي تعزز من مقاومته،وهي حائط الصد الأول أمام مخططات الاعداء حيث تنعكس في وحدة الصف اليمني وصمودهم في وجه الاعتداءات المستمرة من قبل العدو الامريكي الاسرائيلي، وموقفهم الداعم والمساند لاخوانهم في غزة.
فتمسكنا بالهوية الإيمانية ليست مجرد شعارات، بل هي سلاح ايماني يحمينا من الانهيار أمام العواصف العاتية، في ظل العدوان على شعبنا لتصبح الهوية الإيمانية مصدر قوةٍ وثباتٍ، تزرع الأمل، وتحفظ كرامة الإنسان، وتُبقي جذوة الجهاد مشتعلة حتى تتحقق النصر

*وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى