حواراتصحافة

الموروث التهامي يكاد يندثر والمسيرة القرآنية جاءت لتعزيز وإحياء

رئيس ملتقى أبناء الساحل للتراث والثقافة والتنمية الدكتور عبد العزيز قشرة في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية”

عبر رئيس ملتقى أبناء الساحل للتراث والثقافة والتنمية الدكتور عبد العزيز قشرة عن أسفه لعدم وجود برنامج متكامل لإحياء وتوثيق وإبراز هذا الموروث الشعبي وبشكل علمي ومستمر.
وقال قشرة في حوار خاص لصحيفة “اليمن الزراعية” إن الموروث الشعبي التهامي يمتاز بالتنوع الثقافي واللغوي والأزياء التقليدية والأشعار والرقصات الشعبية، وإن هذا الموروث تعرض للإهمال من قبل النظام السابق، وأن المخطط الاستعماري يهدف لإخلاء السواحل، وتغييب دورها، ومصادرة هويتها، وتهيئة الناس للتأثر بالثقافات الغربية الضالة والمنحرفة.

حاوره /مدير التحرير

تهامة كغيرها من مناطق اليمن تمتلك موروثاً شعبياً متنوعاً.. حدثنا عن هذا الموروث التهامي وما أهميته التاريخية؟
تهامة أرض واسعة خصبة بتراثها ومورثها الشعبي، وهو نتاج لحضارة البحر الأحمر بموانئه البحرية، والتبادل التجاري لأبنائها مع المدن والموانئ الأفريقية، وموانئ البحر العربي التي كانوا يسوقون منتجاتنا الزراعية والصناعات المحلية فيها.
وأرض تهامة غنية بثرواتها، وغنية بنسبها الجيني لقبائلها، وغنية بأوديتها المترامية، ومزروعاتها الطيبة، وغنية بالبساطة، والحب والعطاء، تهامة فعلاً أرض الخير والعطاء، فتهامة لديها موروث شعبي غزير، وتنوع بحسب البيئات الخصبة (الجبل، السهل، البحر) تنوع تراثي جميل، وأظهر ما هو أجمل من شعر، وشعراء، وفولكلور شعبيي يميزها عن غيرها للعوامل التالية:
1 -ساحل تهامة: كان له أهمية عبر المراحل التاريخية القديمة والحديثة، كحلقة اتصال بالعالم عبر تجارة البحر الأحمر، رغم أنهم كانوا يملكون سفناً تسير الأشرعة عبر موانئ البحر الأحمر والعربي، فقد اكتسبوا عادات، وتنوعاً ثقافياً من خلال اتصالهم بالموانئ الأخرى المطلة على البحر العربي، والساحل الأفريقي، والمحيط الهندي، وأيضاً التجارة القادمة من الهند والصين آنذاك، فحدثت حركة تجارية بحرية قوية.
2 -طريق للقوافل التجارية والحجاج: يعتبر ساحل تهامة طريقاً رئيسياً من عدة طرق في اليمن لحركة سير القوافل التجارية والحجاج القادمين من جنوب الجزيرة العربية، والقارة الهندية، وأيضاً الطرق التجارية القادمة من الهند والصين، والمتجهة إلى الشام آنذاك، حيث كان يوجد سوق كبير تجاري في زبيد.
ومما يميز هذا الطريق، وهو العامل الأمني، حيث توجد القبائل التي تتوزع على أراضي تهـــــــامة الساحلية، وتقوم بحماية وتأمين القوافل التجارية خلال مرورها في رحلتها التجارية عبر سهولها الخصبة، وشواطئها الرطبة، وهواؤها، والقرى وفيرة المياه من أصلح الطرق الواضحة المسالك المتصلة بالبلدان، والقرى العامرة، وقد قام ملك الدولة الرسولية ببناء جامع، وبئر ماء على طول طرق الساحل، وقد قام العثمانيون ببناء محجر صحي للحجاج في جزيرة كمران.
3 -الغزاة وساحل تهامة: أعداء البشرية حاولوا غزوا اليمن بجيوشهم منذ القدم عبر البحر الأحمر، وكانت تهامة هي الحامي، وكان الشريط الساحلي التهامي درعاً واقعياً للغزاة، وأول ما يتعرض لأي هجوم، والغزاة الذين حاولوا احتلال اليمن الأحباش وإنجلترا والبرتغال وهولندا والفرنسيون والإيطاليون قاموا بمساعدة الإدريسي شمال تهامة، وحالوا السيطرة على الجزر اليمنية.
ولهذه الأسباب اكتسبت تهامة تنوعاً ثقافياً، بالإضافة إلى مسرحٍ للتنوع الديني الثقافي الشعبي عبر أضرحة الأولياء المنتشرة في أرجاء تهامة، وزيارتهم في شهر رجب، والذي نتج عنه تراثاً وموروثاً شعبياً كبيراً.

ما الذي يميز الموروث الشعبي التهامي عن غيره؟
يمتاز بالتنوع والثراء الزاخر في كل مناحي الحياة، حيث نجد للساحل، والبحر موروثاً يختلف عن السهل والوادي، في الكثير من العادات والتقاليد والأعراف والطرق والمهن والمعيشة، فلكل جهة لها طابعها المتميز، ومفرداتها، ومسمياتها، وأحياناً تتقارب محافظتان على نمط، وسبل الحياة، ويتمازج هذا الموروث الشعبي مع حضارات وثقافات ما وراء البحار من خلال رحلات الصيد والتجارة، والعمل، ويبرز الابداع في الاستفادة من هذه الحضارات، أو التأثير والتأثر فيها.
الموروث الشعبي التهامي، الذي ينتمي إلى منطقة تهامة الواقعة على الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية، يتميز بمجموعة من السمات الفريدة التي تعكس البيئة الساحلية والطبيعة الثقافية والاجتماعية للمنطقة
وأبرز ما يميز الموروث الشعبي التهامي عن غيره ما يلي:
1 -التنوع الثقافي واللغوي: تهامة تعد ملتقى للعديد من الثقافات؛ نظرًا لموقعها الساحلي، وتاريخها التجاري، مما أثرى الموروث الشعبي بلهجات متعددة، وأشعار، وقصص، تمتزج فيها المؤثرات المحلية، والعربية، والأفريقية، والهندية.
2 -الأشعار والرقصات الشعبية: الموروث التهامي غني بألوان فنية مثل الزامل والفرساني والوزبة وغيرها، وهي رقصات وألحان تتميز بالإيقاع السريع، والتناغم مع ضربات الطبول التقليدية، فالرقصة التهامية تُبرز البساطة، والانسجام بين أفراد المجتمع.
3 -الأزياء التقليدية: تتميز الملابس التهامية بالخفة والبساطة لتناسب البيئة الحارة والرطبة، وغالبًا ما تكون ملونة بألوان زاهية.
4 -الأمثال والحكايات الشعبية: تعكس أمثال تهامة خبرة الناس بالحياة البحرية والزراعية، وهي غالبًا ما تتسم بالحكمة والبساطة والارتباط بالطبيعة.
5 -المطبخ التهامي: يتميز باستخدام مكونات محلية مثل الأسماك والتمر والحبوب، مع وصفات تعكس تأثير الطبيعة الساحلية، مثل المأكولات البحرية المجففة والتمور.
6 – العمارة التقليدية: البيوت التهامية (العشش) غالبًا ما تكون مبنية من الطين والخشب، بتصاميم تحافظ على البرودة، وتتناسب مع المناخ الحار.
7 – الحياة البحرية والزراعية: كون تهامة منطقة ساحلية وزراعية، فإن موروثها الشعبي يعكس ارتباطًا قويًا بالبحر والصيد، وكذلك الزراعة التي تُعتبر جزءًا رئيسيًا من ثقافتهم.
8 -الطقوس الاجتماعية والدينية: الموروث التهامي غني بالممارسات الدينية والاجتماعية التي تعبر عن الطابع التقليدي للمنطقة، مثل احتفالات الأعراس، والموالد، والمناسبات الدينية.
كل هذه الخصائص تجعل الموروث التهامي فريدًا ومتناغمًا مع طبيعة المنطقة وسكانها، مما يميزه عن الموروثات الأخرى في الجزيرة العربية.

الموروث الشعبي التهامي تعرض للتشوية والسرقة.. حدثنا عن هذه الجزئية.
هذا الأمر يعود إلى عوامل عدة، منها ضعف التوثيق، تأثير العولمة، والهيمنة الثقافية الغربية والغزو الفكري من قبل بعض الجهات.
وفيما يلي أبرز أشكال التشويه، والسرقة التي تعرض لها الموروث التهامي:
عدم التوثيق الكافي: الكثير من عناصر الموروث الشعبي التهامي ظلت متناقلة شفهيًا دون أن يتم توثيقها بشكل أكاديمي أو كتابي، مما جعلها عرضة للتحريف أو النسيان، وسهل على الآخرين نسبها لأنفسهم أو تزييفها.
سرقة الفنون الشعبية: بعض الفنون التهامية، مثل الأغاني والأشعار والرقصات الشعبية، تم استنساخها، أو نقلها إلى مناطق أخرى مع حذف الإشارة إلى أصولها التهامية، ففي بعض الحالات، تم تكييف هذه الفنون لتناسب بيئات، وثقافات أخرى، مما أفقدها هويتها الأصلية.
تجاهل الجهات ذات الاختصاص: الكثير من وسائل الإعلام ركزت على موروثات مناطق معينة، وتجاهلت الموروث التهامي، ما أدى إلى تهميشه، وتقليص حضوره في المشهد الثقافي العام، مما جعل البعض يظن أنه جزء من موروثات مناطق أخرى.
التشويه من خلال العولمة: دخول التأثيرات الثقافية الأجنبية، وتغير أو تُستبدل بعناصر حديثة لا تمت للهوية التهامية بصلة، مثل استبدال الأزياء التقليدية بملابس عصرية، أو التخلي عن الأدوات الموسيقية الأصلية.
الاستيلاء على الحكايات والأساطير الشعبية: الكثير من القصص والأساطير الشعبية التهامية تعرضت للتحوير، أو النسب إلى مناطق أخرى، خصوصًا أنها غير موثقة بشكل مكتوب، ما جعلها عرضة للتلاعب.
تدمير المعالم التراثية: العمارة التهامية التقليدية تعرضت للتدمير بسبب التحديث العمراني، وعدم الاهتمام بالحفاظ على الأبنية التراثية، فقد أزيلت العديد من المعالم التقليدية لتفسح المجال للبنايات الحديثة، ما أدى إلى ضياع جزء كبير من هذا الإرث.
إغفال الموروث البحري والزراعي: الموروث التهامي البحري، الذي يعبر عن علاقة سكان تهامة بالبحر من خلال الصيد والحياة الساحلية، تم تهميشه في المناهج التعليمية والاحتفالات الوطنية، مما أضعف الوعي بأهميته.
ولحماية الموروث التهامي من التشويه والسرقة، من الضروري أن يتم:
توثيق العناصر الثقافية بشكل أكاديمي ومكتوب.
نشر الوعي بأهمية هذا الموروث من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية.
حفظ التراث العمراني وصيانته.
تعزيز الفنون التهامية في المناسبات الوطنية والإقليمية.
إصدار قوانين لحماية الملكية الثقافية لمنع استغلال الموروث أو نسبه لجهات أخرى.
حماية هذا الإرث مسؤولية جماعية تتطلب جهود الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

ما واقع الموروث الشعبي التهامي الزراعي والسمكي حاليا ً؟
الموروث التهامي والساحلي والبحري يكاد يندثر ويتلاشى برحيل أو آخر الجيل السابق وشيخوخة العمر، ولا يوجد للأسف من يؤسس لعمل برنامج متكامل لإحياء وتوثيق وإبراز هذا الموروث الشعبي وبشكل علمي ومستمر؛ لضعف الإمكانيات والإهمال من النظام السابق، والجزء من مخطط استعماري لإخلاء السواحل، وتغييب دورها وتهجير ومصادرة هويتها، وتهيئة الناس للتأثر بالثقافات الغربية الضالة والمنحرفة.

الموروث التهامي الزراعي والسمكي حافل وغني بالكثير من التنوع والتعدد.. وضحنا لنا ذلك؟
الموروث الشعبي التهامي الزراعي والسمكي غني ومتنوع، ويعكس العلاقة الوثيقة بين سكان تهامة وبيئتهم الطبيعية الساحلية والزراعية.
سكان تهامة استثمروا مواردهم الطبيعية بطريقة إبداعية، مما جعل هذا الموروث زاخراً بالعديد من العادات، الحِرف، والممارسات.
إليكم تفاصيل هذا التنوع:
الموروث الزراعي في تهامة
أنماط الزراعة: تهامة تُعرف بخصوبة أراضيها الساحلية، حيث يزرع السكان محاصيل متعددة مثل الذرة الرفيعة، الدخن، السمسم، البقوليات (الفاصولياء والعدس)، إضافة إلى الفواكه المدارية مثل المانجو والجوافة.
تعتمد الزراعة على الأمطار الموسمية، والري من الأودية التي تجري في المنطقة.
الأساليب التقليدية للزراعة:
-استخدام المحراث التقليدي الذي يجره الثيران.

  • الاستفادة من نظم الري البسيطة، مثل تخزين المياه في برك أو توجيهها عبر قنوات صغيرة إلى الحقول.
    3- المهرجانات الزراعية:
    يحتفل المزارعون بمواسم الحصاد بفعاليات خاصة تشمل الأهازيج الشعبية والرقصات التقليدية التي تعبر عن الفرح بوفرة الإنتاج.
    هناك طقوس خاصة تتعلق بـ “أيام المطر” والدعاء لنزول الأمطار.
    4 -الأدوات الزراعية التقليدية:
    أدوات مثل المنجل، الجِرْن (لطحن الحبوب)، والقفاف المصنوعة من سعف النخيل تُستخدم على نطاق واسع في الأعمال الزراعية.
    5 -الحكايات والأساطير:
    يرتبط الموروث الزراعي بحكايات حول الأودية وخصوبة الأرض، تُروى لتشجيع الأجيال على الزراعة واحترام الأرض.
    الموروث السمكي في تهامة
    1 -أساليب الصيد التقليدي:
    استخدم سكان تهامة أدوات بسيطة مثل الشباك اليدوية، القوارب التقليدية المصنوعة من الخشب، والسنارات.
    كان الصيد غالباً يُمارَس قرب السواحل، أو في مياه الأودية التي تصب في البحر.
    2 -تنوع الموارد البحرية:
    تهامة غنية بمواردها البحرية، وتوفر أنواعاً متعددة من الأسماك مثل الهامور، الكنعد، والسردين، إضافة إلى الروبيان والمحار.
    تقنيات الصيد تختلف حسب الموسم والنوع المستهدف، ويعد “الصيد الليلي” أحد الأساليب المميزة.
    3 – الطقوس المرتبطة بالصيد:
    قبل بدء رحلات الصيد الطويلة، كان الصيادون يؤدون صلوات ودعوات للحصول على صيد وفير والعودة بسلام.
    احتفالات “الصيد الوفير” كانت تشمل طهو السمك في حفلات مجتمعية.
    4 -حفظ الأسماك:
    اعتمد سكان تهامة على طرق تقليدية لحفظ الأسماك مثل التجفيف، التمليح، أو التدخين، وهي طرق فعّالة للحفاظ على الغذاء لفترات طويلة.
    5 -الصناعات المرتبطة بالصيد:
    صناعة الشباك التقليدية، التي كانت تُصنع يدويًا باستخدام الألياف الطبيعية.
    بناء القوارب الصغيرة التي كانت تُستخدم للصيد المحلي.
    6 – الأكلات البحرية: يشتهر الموروث التهامي بأطباق مميزة مثل السمك المشوي والقلى والمقلى والثريد بالأسماك، بالإضافة إلى أطباق أخرى تعتمد على المأكولات البحرية المجففة.
    سكان تهامة دمجوا بين الزراعة والصيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ إذ تُستخدم المنتجات الزراعية مثل الحبوب مع الأسماك لصنع أطباق محلية تقليدية، كما أن الأسواق الشعبية التهامية كانت تجمع بين التجار الزراعيين والسمكيين، مما يعزز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين المجتمع.
    هذا التنوع يعكس طبيعة تهامة الغنية التي تجمع بين البيئة الزراعية والبحرية، ويبرز الإبداع الذي استخدمه سكانها في استثمار مواردهم الطبيعية للحفاظ على هويتهم الثقافية.

كيف تجدون الجيل الجديد وعلاقتهم بالموروث الشعبي التهامي؟
علاقة الجيل الجديد بالموروث الشعبي التهامي تواجه تحديات كبيرة بسبب التحولات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع، ولكنها ليست خالية تمامًا من الاهتمام أو محاولات الحفاظ عليه.
يمكن تقييم هذه العلاقة من خلال عدة جوانب:
تراجع الاهتمام بالموروث الشعبي بسبب التأثيرات الحديثة والعولمة، فالجيل الجديد بات أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا، ويميل نحو الثقافة العالمية التي تُقدّم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تراجع اهتمامهم بالموروث الشعبي المحلي.
التحضر والهجرة إلى المدن قللا من ارتباط الشباب بحياة الريف أو البحر، مما جعلهم أقل تفاعلًا مع العادات والتقاليد المرتبطة بهما، وضعف التوثيق، والتثقيف للموروث التهامي أدى إلى عدم وصول المعلومات الكافية للجيل الجديد عن قيمته، وأهميته.
لكن هناك مظاهر الاهتمام بالموروث لدى الجيل الجديد، فالملاحظ أن بعض الشباب يشاركون في الفعاليات التراثية التي تُقام لإحياء الموروث الشعبي، مثل الأشعار والرقصات التهامية، ويتناقلونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الجيل الجديد في تهامة يواجه تحديات في الارتباط بالموروث الشعبي بسبب تأثيرات العصر الحديث، لكنه في الوقت نفسه يُظهر بوادر اهتمام، إذا تم تقديم التراث بطرق ملائمة لثقافته واهتماماته.
ويمكن القول أن إحياء هذا الارتباط يتطلب جهودًا مشتركة من الأسرة، والمؤسسات الثقافية، والتعليم، مع الاستفادة من الأدوات الرقمية لجعل الموروث أكثر جاذبية للشباب.

كيف يمكن الحفاظ والحماية للموروث الشعبي التهامي؟
الحفاظ على الموروث الشعبي التهامي يتطلب جهودًا متعددة الجوانب.
إليك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
الحفظ والتوثيق: عن طريق تسجيل وتوثيق الأشعار، الرقصات، القصص، والأمثال الشعبية التهامية والتراث والموروث الشعبي على وجه العموم، ويمكن استخدام الوسائط المتعددة مثل الفيديو، واكتشاف وتشجيع المواهب والأصوات للحفاظ على هذه العناصر ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
إقامة الورش: يمكن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعليم الفنون التهامية وطرق البحث والتوثيق الموروث الشعبي.
المبادرات المجتمعية: تفعيل دور المجتمع المحلي من خلال المبادرات المجتمعية والعمل الطوعي الذي يهدف إلى الحفاظ على التراث التهامي.
المهرجانات والفعاليات: تنظيم مهرجانات، وفعاليات ثقافية تعرض الفنون التهامية، مما يساعد في نشر الوعي، وزيادة الاهتمام بهذا التراث.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: نشر المحتوى المتعلق بالموروث التهامي على منصات التواصل الاجتماعي لجذب انتباه الشباب والمجتمع العربي.
التعاون مع الفنانين والشعراء والمثقفين: تشجيع الفنانين والمثقفين على تبني التراث التهامي في أعمالهم الفنية والأدبية، مما يساهم في إحيائه ونشره.

ما علاقة الموروث الشعبي التهامي واليمني بشكل عام بالهوية الإيمانية؟
علاقة الموروث الشعبي التهامي والساحلي واليمني بشكل عام بالهوية الإيمانية هي علاقة وطيدة، وهي انعكاس وترجمه لثقافة الأجيال التي أصلت وتأصلت بهم الهوية الإيمانية لكل نواحي الحياة والسلوك والعادات والتقاليد والأعراف القبلية.
فالموروث الشعري الأدبي والتراثي التهامي والساحلي والبحري يجسد العمق الايماني والثقة بالله وتقديسه والالتجاء اليه والصلاح في القول والعمل والأخلاق والارتباط الوثيق بالرسول -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- والأعلام الصالحين من آل البيت الذين كانوا مزاراً للكثير من قرى وعزل تهامة عرفاناً بفضلهم وصلاحهم وأثرهم الطيب في قلوب الناس، وخلودهم في بناء الأضرحة والأناشيد، والموشحات الدينية المتميزة، والاعتزاز بالأرض والدفاع عنها، وقداستها والتصدي لهجمات المستعمرين عبر التاريخ، وهو جوهر الارث الثقافي والتاريخي الحافل بالبطولات والانتصارات.
وجاءت المسيرة القرآنية لتعزيز هذه الهوية الإيمانية الجهادية، ونشر الثقافة القرآنية، وإحياء هذا الموروث الثقافي والحضاري المكون لشخصية المجتمع والإنسان في الساحل والبحر.
ومن الحقائق التاريخية أن اليمنيين هم الذين نشروا الاسلام في كل بقاع الأرض، وعبر رحلاتهم البحرية القديمة إلى الهند والسند ودول جنوب شرق آسيا عبر الرحلات البحرية القديمة، فكان ونماذج حبه الايمان والإسلام، وأخلاقه وسلوكه، فلهذا تأثر الناس بهم، وبدين الإسلام الصحيح.
واحياء التراث والموروث الشعبي لتأصيل الهوية الإيمانية والوعي بالثقافة القرآنية هو تحصين للمجتمع والفكر ضد الثقافات الضالة والمنحرفة والتصدي لها في البر والبحر، وربط الجيل الحديث بأصوله وحضارته العظيمة؛ لينهض ويعمل ويحقق النجاح بالاعتماد على الله أولاً، وعلى ما أنعم الله به علينا في السواحل الكبيرة، وخبرات البحر وطعامه والبر، وزراعته لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتحرر من الاستعمار الغذائي لأعدائنا، ودول الاستكبار والطغيان، ومن يسير في فلكها، وتراثنا الساحلي زاخر بهذه الروح الإيمانية والمعنوية، والفضل لله والمسيرة القرآنية، وقائدها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- وقيادتنا السياسية، وحكومة التغيير والبناء لإحياء الساحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى