مـــروان جــبـــار
من مزارع إلى باحث في التراث الزراعي
اليمن الزراعية – خاص
في قرية صغيرة بمديرية الجميمة في محافظة حجة، وُلد الشاب مروان يحيى جبار عام 1995م، في بيئة مزارعين، حيث تعلم من والديه وأجداده الكثير عن الزراعة، تلك الحرفة التي كانت مصدر قوتهم وكرامتهم على مر العصور.
ورغم دراسته في العاصمة صنعاء، حيث تخرج من كلية الزراعة بجامعة صنعاء عام 2018م، كانت روحه دائماً مع جذوره في الريف، حيث الأرض، والعادات، والتراث الزراعي الذي ورثه عن الأجداد.
بعد تخرجه، عاد مروان إلى قريته، ليعيش ويعمل كمزارع، مُعتمداً على ما تعلمه في الجامعة من معارف زراعية حديثة، وما تعلمه في أرض الواقع من آيات الحكمة التي سقت الأرض على يد الأجداد.
لكن حبّه للزراعة لم يقتصر على الجانب العملي فقط، بل تطلّع ليصبح باحثاً في التراث الزراعي، يسعى لإحياء موروث أجداده الزراعي وتوثيقه.
في ظل التوجه الوطني نحو “الثورة الزراعية”، التحق مروان بدورات تدريبية ميدانية تحت برنامج “فرسان البحوث”، حيث اكتسب مهارات البحث السريع، وتوثيق التراث الزراعي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات مع المجتمع والأهالي، ومن خلال هذه التجربة، بدأ مروان يرى التراث الزراعي سلاحاً استراتيجياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والانتصار على التبعية الاقتصادية للغرب، وخاصة من القوى التي تسعى إلى استنزاف الموارد اليمنية.
لم يكتفِ بتطبيق ما تعلمه في قريته وحسب، بل بدأ في قراءة المؤلفات القديمة التي تناولت الزراعة، مثل كتب الواسعي، ودولة بني رسول، والبحث والاطلاع في كتب القاضي يحيى العنسي، ذات الإرث العلمي الكبير.
وعلى يد أستاذه فضل علي أحمد، تعلم مروان أساسيات الفلك والمعالم الزراعية، ليجمع بين المعرفة القديمة، والعلم الحديث في سعيه لرفع مستوى الإنتاج الزراعي.
“التراث الزراعي اليمني بحر عميق”، يقول مروان: “يحتاج لعشرات السنين لتوثيقه وتطويره.” ولذلك، يركز مروان على جمع وتوثيق هذا التراث من جميع القرى والجبال والأودية، ليُظهِر للعالم قدرة اليمني على الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على أرضه بعيداً عن الهيمنة الخارجية.
كما يشدد مروان على أهمية معرفة الأجيال القادمة لهذا التراث، فهو يؤمن أن معرفة هذا العلم ليس خياراً، بل ضرورة، ليس فقط للعاملين في المجال الزراعي، بل لكل يمني، لأن التراث الزراعي هو جزء أساسي من الهوية الإيمانية والثقافية والحضارية لليمن.
ويختم مروان بتوجيه نصيحة للشباب، قائلاً: “أي شخص يعمل في المجال الزراعي، يجب أن يتعلم أساسيات هذا التراث، لأنه جزء من حياتنا اليومية، ومن واجبنا أن نعيد إحياءه وتوثيقه ليبقى شاهداً على عظمة أجدادنا”.